عناوين الصحف

اسرار الصحف

رئيسيات الصحف
النهار: “الخمسة” وجهاً لوجه مع اللوحة الانقسامية… الأمم المتحدة: عملية سياسية لمنع الانفجار
كتبت صحيفة “النهار”:
سؤال كبير طرح في اليوم الثاني من الجولة الواسعة التي تقوم بها لجنة سفراء مجموعة الدول الخمس المعنية بالازمة الرئاسية في لبنان: إلى أين ستفضي هذه الجولة وهل ستؤدي الى بلورة خطة او خارطة طريق لإنجاز الاستحقاق الرئاسي تطرح على الكتل والنواب والقيادات السياسية، وماذا ستراها فاعلة لجنة السفراء الخمسة بعد استكمال الجولة التي لا تزال في منتصفها وقد تستأنف مطلع الشهر المقبل او بعد عيد الفطر؟
لم تختلف الانطباعات التي تركتها لقاءات اليوم الثاني لسفراء الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر مع القادة السياسيين، اذ بدا واضحا ان الدلالات البارزة لهذه الجولة تتمثل في ان السفراء الخمسة مجتمعين وغير منفردين يطلعون هذه المرة، بل يعاينون عن كثب وجها لوجه، مواقف القيادات السياسية واقتراحاتهم واتجاهاتهم حيال الازمة الرئاسية. وبذلك يفترض ان تكون جولة السفراء الخمسة، التي ستستكمل بعد برمجة ملائمة تراعي حلول الأعياد المقبلة في نهاية الشهر الحالي ومطلع الشهر المقبل، قد شكلت مبدئيا الاستكشاف الأوسع والأكثر تفصيلا لمواقف واتجاهات القوى الداخلية بما يتيح حينذاك توافق الدول الخمس، اذا توافرت عناصر التوافق لديها، على طرح خطة تخرج من اطر المبدئيات العامة الى اقتراح خريطة طريق ممرحلة ستغدو بمثابة العامل الدولي الأكثر جدية في الضغط على القوى اللبنانية لحملها على الخروج من الأزمة والاحتكام الى العملية الانتخابية.
وكانت جولة السفراء شملت امس تباعا كلا من الرئيس السابق ميشال عون ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي سابقا وليد جنبلاط ونجله الرئيس الحالي للحزب النائب تيمور جنبلاط. وأفادت المعلومات ان عون شدد في اللقاء على ضرورة ان تتوفر لدى المرشح الرئاسي النية والقدرة على معالجة الأزمات التي يعاني منها لبنان وبخاصة ما يطال الاقتصاد والأمن، ومتابعة التحقيقات في الجرائم المالية. وقالت مصادر مواكبة للقاء الرابية لـ”النهار” إنّ اللجنة لم تقدّم أيّ طرح، وإنّ اللقاء مع عون “جاء من باب موقعه الوطنيّ، وما يمثّل وأنّ اللقاء تطرّق إلى موضوع الحرب في غزة والجنوب”. أمّا في موضوع الاستحقاق الرئاسي فقالت المصادر عينها، إنّ السفير السعوديّ وليد بخاري شدّد على ضرورة انتخاب رئيس “حتى لا ينزلق لبنان إلى ما هو أخطر”، فيما تمنّى السفير المصريّ علاء موسى على عون “أن يكون عاملاً مساعداً لمهمّة الخماسيّة بما يملك من حيثية”. أمّا السفيرة الأميركية ليزا جونسون فقد أرادت الاستماع أكثر إلى آراء الرئيس عون، الذي أكّد بدوره أنّ موضوع الانتخاب مرتبط بفتح باب المجلس النيابيّ، وأنّ هذا الأمر عند رئيس المجلس نبيه بري. واكدت المصادر أنّ هذا الشقّ من الزيارة مرتبط بالتمثيل الوطني الذي يمثله عون، أمّا الشقّ السياسيّ فيبحث مع رئيس “تكتل لبنان القويّ” النائب جبران باسيل وأنّ السفراء طلبوا بالفعل موعداً للقائه.
ولكن مواقف رئيس “القوات” بعد لقائه والسفراء في معراب رسمت معالم شكوك حول جولتها، اذ أن جعجع اكد ان “دول الخماسية دول صديقة للبنان وهي تسعى جاهدةً إلى تيسير الشؤون اللبنانية، من هنا كنت واضحاً معهم كي لا يغشهم البعض ويضعهم في مجريات أمور غير دقيقة كون المشكلة في مكانٍ آخر”. وشدد على ان “المشكلة تكمن في العرقلة التي يفتعلها محور الممانعة، فهو لا يريد إجراء انتخابات رئاسيّة في الوقت الراهن، للأسباب الاستراتيجيّة المعروفة. وقد قلت للسفراء إن كان أحدٌ يملك حلاً لهذه المشكلة فليطرحه، وإلّا “هيدا تخبيص بالصحن” في الوقت الضائع، فضلا عن أنه ملهاة – مأساة لتسلية الشعب اللبناني بدءاً من الحوار الى سواه”. أضاف “لا أعرف مدى قناعة اللجنة الخماسية، ولكن الأكيد أن السفراء الخمسة لديهم النية لمعالجة الملف اللبنانيّ ولكنهم يصطدمون بجدار في الجهة المقابلة. لقد حاولوا أن يأخذوا شيئاً من هنا (معراب)، لكنهم لم يأخذوا ولن يأخذوا شيئاً، “طبيعي ما في شي بينعطى باعتبار أننا لسنا مستعدين لخرق الدستور أو تخطيه، للإتيان برئيس تابع لحزب الله”. ورداً على سؤال، علّق جعجع قائلاً: “لم أجد أحداً أشطر من الرئيس بري في عملية تضييع “الشنكاش”، وأشهد له بذلك”. ووصف بري بانه babysitter لمحور الممانعة”.
مجلس الامن والقرار 1701
وفي الملف الديبلوماسي الدولي المتصل بالوضع في الجنوب قدمت امس المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونِتسكا ووكيل الأمين العام لعمليات حفظ السلام جان بيار لاكروا إحاطة إلى مجلس الأمن حول تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 أثناء جلسة مشاورات مجلس الامن المغلقة لمناقشة احدث تقرير للامين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش حول تطبيق القرار 1701 ( النص الكامل للتقرير منشور على الموقع الإلكتروني لـ”النهار” ) . وأعربت المنسقة الخاصة عن “قلقها العميق إزاء التصعيد في تبادل إطلاق النار على جانبي الخط الأزرق، وفيما وراءه ، قائلةً إن هذه الانتهاكات المتكررة للقرار 1701 تزيد مخاطر سوء التقدير كما تفاقم التدهور في الوضع الحرج الحالي”. وتوجّهت الى المجلس بالقول: “في ظل أولوية منع وخفض التصعيد على جدول أعمالنا، يجب أن يكون تركيزنا الجماعي ودعوتنا وضغطنا مركزا في المقام الأول على الحثّ على العودة إلى وقف العمليات العدائية”، مضيفةً أنه “لا يزال هناك مجال للجهود الديبلوماسية من أجل التوصل إلى حل يمنع اندلاع صراع أوسع نطاقًا”.وقالت إن الوضع الحالي يسلط الضوء على المخاطرالتي يجلبها التنفيذ المنقوص للقرار 1701على لبنان وإسرائيل وعلى استقرار المنطقة بأسرها”. وأضافت: “لم يعد كافياً العودة إلى الهدوء والاستقرار النسبيين اللذين سادا قبل 8 تشرين الأول. إن عملية سياسية ترتكز على التنفيذ الكامل للقرار 1701 وتهدف إلى معالجة الأسباب الجذرية للصراع وضمان الاستقرار على المدى الطويل، أصبحت ضرورية” . وسلّطت الضوء على “أهمية وجود جيش لبناني قوي وتتوافر له الإمكانات لتنفيذ القرار 1701 بشكل كامل، داعية إلى تعزيز الدعم الدولي للجيش لتمكينه من القيام بواجباته على أكمل وجه، بما في ذلك تعاونه مع اليونيفيل”. كما أعادت التأكيد على “الضرورة الملحة لإنهاء الشغور الرئاسي في لبنان لتمكين مؤسسات الدولة من العمل بشكل كامل في ظل الأزمة الراهنة”.
ميقاتي .. وملف الجمارك
على صعيد داخلي آخر، رأس رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي جلسة مجلس الوزراء في السرايا. ولفت في مداخلته في الجلسة قوله : “نحن في الحكومة همنا الاساسي الابقاء على هيكل هذه الدولة ومنع حصول اي تصدع اضافي في بنيته الى أن يتحقق الوفاق السياسي الذي يتيح اجراء الاصلاحات المناسبة. نحن على استعداد للقيام بالاصلاحات المطلوبة، ولكن المشكلة ان هناك تيارات سياسية عدة في البلد ، منها من يريد انهيار الدولة بشكل كلي، وبعضها ربما يسعى للمساعدة في اعادة بناء الدولة والبعض الاخر يسعى للحفاظ على الدولة ومؤسساتها”.
ولدى طرح البند المتعلق بطلب وزارة المال البت في الخلاف الحاصل في المجلس الاعلى للجمارك بشأن تعيين الخفراء الناجحين في المباراة التي اجريت للتطويع لصالح الضابطة الجمركية قال ميقاتي : “لا اسمح بنقل الخلاف الذي حصل في المجلس الاعلى للجمارك الى مستوى الوزراء. كما لا اسمح باستغلال هذا الموضوع من اي طرف كان او اي تيار سياسي بلغة شعبوية سعيا لتحقيق مكاسب وتسجيل النقاط. انني الاحرص على معالجة هذا الموضوع من منطلق الحرص على الجميع، وعلى الوحدة الوطنية، وتجنبا لحصول اي خلاف على اي مستوى داخل مجلس الوزراء، خاصة ان الموضوع له خلفيات طائفية، طلبت المزيد من الدرس مع التأكيد على قرار مجلس الوزراء السابق. وادعو الجميع الى مقاربة الملف بموضوعية بعيدا عن الاستغلال الطائفي البغيض”.
ومعلوم ان الملف جمد ولم يبت تعيين الخفراء الذين هم في مجملهم من الطوائف الإسلامية مما اثار ردودا وتداعيات حادة أبرزها في تصريحات للنائب جبران باسيل وخلافات داخل المجلس الأعلى للجمارك. وذكرت مصادر مطلعة على الملف ان المشكلة الأساسية تتصل بعدم إقبال الشباب المسيحيين بالحد الأدنى المطلوب على المباراة لمراعاة التوازن الطائفي الامر الذي تسبب بخلل واسع .
صفا الى الإمارات
بعيدا من هذه الأجواء بدا لافتا التطور الذي تمثل في الكشف عن توجه رئيس وحدة الارتباط والتنسيق في “حزب الله” وفيق صفا الى دولة الإمارات العربية المتحدة الاثنين الماضي على متن طائرة خاصّة في زيارة نادرة لمسؤول من “حزب الله” لأبو ظبي . وافيد ان زيارته على صلة بمعالجة ملف موقوفين لبنانيين في الامارات وإطلاقهم قبيل نهاية شهر رمضان من ضمن تسوية معينة. وأفادت معلومات ان صفا يفترض ان يلتقي في أبو ظبي امين عام الأمن الوطني في الإمارات علي الشامسي لانهاء ملف عدد من الموقوفين .

الجمهورية: “الخماسية” تصطدم بالمعارضة المسيحية… وميشال المرّ: لا فيتو لدى الراعي على أيّ إسم
كتبت صحيفة “الجمهورية”:
ليس هناك من شيء عملياً متوقّع على جبهة الاستحقاق الرئاسي حتى مطلع الشهر المقبل، الموعد الذي سيستأنف فيه سفراء المجموعة الخماسية العربية والدولية لقاءاتهم مع المسؤولين والمرجعيات والقيادات الدينية والسياسية ورؤساء الكتل النيابية، وذلك بعد أنجزوا أمس جولتهم الاولى من هذه اللقاءات التي امتدت ليومين متتاليين، وذلك سعياً لتحقيق التوافق بين المعنيين على انتخاب رئيس جمهورية جديد خريطة طريق تقوم على حوار فجلسات انتخابية متتالية فانتخاب رئيس.
وعلى وَقع حراك سفراء المجموعة الخماسية برز امس تطور على جانب كبير من الاهمية تمثّل بانفتاح دولة الامارات العربية المتحدة بنحو مفاجىء على «حزب الله» بعد قطيعة كبيرة نشأت مع بداية ازمة اليمن، حيث استقبلت ابو ظبي امس مسؤول التنسيق والارتباط في «حزب الله» الحاج وفيق صفا الذي كان قد توجّه إليها امس بطائرة خاصة يرافقه شخصان.
وكانت الازمة قد نشأت بين الجانبين نتيجة الازمة اليمينية وأعقَبها توقيف السلطات في دولة الامارات نحو عشرة اشخاص من الشيعة اللبنانيين العاملين فيها فضلاً عن توقّفها عن منح تأشيرات لآخرين. ويتوقع ان تتوّج زيارة صفا أبو ظبي بالافراج عن هؤلاء. وقال مصدر مطلع لـ«الجمهورية» ان زيارة صفا هي تعبير عن انفتاح سياسي كبير بينها وبين «حزب الله» يتوقّع ان تكون له نتائج مهمة جدا على مستوى مستقبل العلاقة بين دولة الامارات و«حزب الله» خصوصاً، وبين الحزب ودول مجلس التعاون الخليجي عموماً.
سفراء الخماسية
في غضون ذلك وبعد يومين من اللقاءات المكثفة لسفراء المجموعة الخماسية، تَكوّنَ لديهم اقتناع بأن خريطة طريق انتخاب رئيس لبنان اصبحت واضحة وترسخت خطوطها العريضة خلال اجتماع عين التينة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري بموافقة كل اعضاء اللجنة. والمسار، بحسب ما اوضح مصدر سياسي بارز على معرفة وثيقة بأجواء الاتصالات لـ«الجمهورية»، يبدأ بحوار او طاولة نقاش يترأسها الرئيس بري كونه رئيس مجلس النواب، ثم يدخل النواب الى جلسة انتخاب بدورات متتالية ونصاب مكتمل يضمنه ميثاق خطّي بحضور الجلسات وعدم تطيير النصاب، تبدأ الدورة الاولى، واذا تَعذّر وصول اي مرشح بحصوله على 86 صوتا، تُجرى جولة ثانية اذا تأمّن للمرشح 65 صوتا ينتخب الرئيس واذا فشل، تجرى الدورة الثالثة ثم الرابعة. واذا بقيت الحال على ما هي، اي تعذر التوصّل الى عدد الاصوات المطلوب، يختم الرئيس بري الجلسة ويقفل المحضر ويرفعها… ثم يستمر في الدعوة الى جلسات مماثلة الى حين انجاز الانتخاب.
لكنّ هذا المسار الذي اعتبره سفراء الخماسية منطقياً ويحقق الهدف، سرعان ما تلاشى عند لقائهم مع القوى المسيحية، اذ اكد المصدر لـ»الجمهورية» ان حراك الخماسية اصيب بنكسة ونعى نفسه نتيجة التعنّت والرفض لدى فريق المعارضة المسيحية، أولاً لترؤس الرئيس بري الحوار كونه طرفاً، وثانياً بَدا انّ هناك خوفاً جدياً من امكانية وصول رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية في هذا المسار. ولذلك ذهب هذا الفريق اكثر في اتجاه اشتراط التوافق على «اسم ثالث» قبل الدخول الى الجلسة، الامر الذي يرفضه «الثنائي الشيعي» رفضا قاطعا، ما يعني انّ المسعى اصطدم بحائط مسدود». وقال المصدر: «لا نتائج لهذه الجولة لكن لا شيء ينتهي، وهناك محاولة ستجرى بعد شهر رمضان، على رغم من ان الامور اصبحت صعبة اكثر والنقاش يَجنح نحو العقم».
وكان سفراء المجموعة الخماسية: السعودي وليد بخاري، الفرنسي هيرفيه ماغرو، القطري سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، المصري علاء موسى، الاميركي ليزا جونسون، قد اختتموا امس المرحلة الاولى من جولتهم على القيادات اللبنانية. فبعد زيارتهم رئيس مجلس النواب نبيه بري والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي امس الاول، زاروا امس الرئيس السابق العماد ميشال عون في الرابية، وأطلعوه على خلاصة لقاءاتهم وخطة تحركهم الهادفة لإتمام الاستحقاق الرئاسي.
وخلال اللقاء، شدد عون على «ضرورة ان تتوافر لدى المرشح الرئاسي النية والقدرة على معالجة الأزمات التي يعانيها لبنان وخصوصا ما يطاول الاقتصاد والأمن، ومتابعة التحقيقات في الجرائم المالية».
وعلمت «الجمهورية» انّ عون ركّز خلال اللقاء على المواصفات الاصلاحية للرئيس المقبل للجمهورية، وعلى استمرار التحقيقات المالية حول الهدر والقضاء على ودائع اللبنانيين، وصولاً الى محاسبة المسؤولين.
وبعد اللقاء قال السفير المصري علاء موسى: «كنّا حريصين على لقاء الرئيس عون لأمرين مهمين. أولاً لرمزيته السياسية، والأمر الآخر لخبرته وتجربته الطويلة. وفي الحقيقة حرصنا على الاستماع الى نصائحه وعرضنا عليه خطتنا للتحرك في الفترة المقبلة، وما تراه الخماسية من مسار يمكن انتهاجه في الايام القليلة المقبلة وصولاً الى انتخاب الرئيس. وقدّم لنا نصائح كثيرة ومهمة واعتقد ان هذه النصائح ستفيد كثيراً عمل اللجنة في لقاءاتها المقبلة مع مختلف القوى السياسية، واليوم لدينا يوم حافل باللقاءات وننتهي، وتستكمل إن شاء الله في مطلع الشهر المقبل مع بقية الكتل السياسية للتوصّل الى ارضية مشتركة تسمح لنا ان نحُدث اختراقاً في هذا الملف الصعب، وهذه الجهود جميعاً نرجو ان تصبّ في الانتهاء من هذا الملف في أسرع وقت ممكن».
ثم زار السفراء الخمسة رئيس حزب «القوات اللبنانيّة» الدكتور سمير جعجع في معراب، في حضور النواب ستريدا جعجع، غسان حاصباني، بيار بو عاصي، ملحم رياشي، رئيس جهاز العلاقات الخارجية ريشار قيومجيان، ومارك سعد وطوني درويش عن الجهاز، بالاضافة الى المستشارين السياسيين في السفارة الاميركية والسفارة الفرنسية.
وبعد اللقاء، اعتبر جعجع أنّ «رئيس مجلس النواب نبيه بري babysitter (حاضنة اطفال) ِلمحور الممانعة»، مضيفًا: «ما شفت أشطر منّو للرئيس برّي بتضييع الشنكاش». وقال: «إن دول الخماسية صديقة للبنان وتحاول أن تساعد في انتخاب رئيس الجمهورية، ولذلك كنت صريحًا معهم في أنّ المشكلة هي لدى محور الممانعة لأنّه لا يريد انتخابات أو يريدها على قياسه. جوهر المشكلة هو محور الممانعة وعليهم البحث هناك، ونحن لم نطرح خلال اللقاء أسماء مرشحين».
ومساء، زار السفراء الخمسة الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، في دارته في كليمنصو، سفراءَ اللجنة الخماسية في حضور رئيس الحزب النائب تيمور جنبلاط وعضوي «اللقاء الديمقراطي» وائل أبو فاعور وهادي أبو الحسن.
وجرى خلال اللقاء «البحث في آخر ما توصّلت إليه اللجنة الخماسية ومناقشة التطورات وآخر المستجدات»، وذلك بحسب معلومات رسمية وزّعت بعد اللقاء.
إنشغالاتنا الداخلية
وكان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قال في مستهل جلسة مجلس الوزراء أمس: «نشهد حالياً تحركاً لكتلة الاعتدال و«اللجنة الخماسية»، وبمثل ما نقدّر اهتمام اللجنة الخماسية من السفراء واصدقاء لبنان بالحرص على إنجاز الاستحقاق الدستوري وبانتخاب رئيس للجمهورية، فإنّي اؤكد باسمي وباسم مجلس الوزراء وجوب الاسراع باستكمال عقد المؤسسات الدستورية. المسؤولية الاولى والاساسية في هذا الاستحقاق تبقى علينا نحن اللبنانيين ولا يجوز ان تعوق الخلافات الداخلية اولوية العمل على اكتمال عقد المؤسسات الدستورية بانتخاب رئيس جديد للبنان». واضاف: «انشغالاتنا الداخلية لا تنسينا أهوال الحرب على غزة والاعتداءات الاسرائيلية على الجنوب وسقوط الشهداء وتدمير البلدات والمنازل وحرق المحاصيل وتهجير الاهالي. وسنظل نعمل للاتفاق على هدنة وإيقاف حرب التدمير والإبادة وعودة ابناء الجنوب الى بلداتهم وقراهم على رغم كل ما يحصل. وإننا على ثقة بأن الهدنة التي يجري العمل عليها في غزة، ورغم نبرة التهديدات العالية التي تطلقها اسرائيل، ستشمل دول المنطقة ونشهد استقرارا طويل الامد». وأضاف: «وحدتنا هي في قوتنا. ودعوتي للقيادات والمرجعيات والكتل والاحزاب لأن تتبصّر بما كان عليه لبنان من ازدهار وتقدم، وما نحن عليه اليوم، وان نضع أيادينا معاً لإنقاذ بلدنا والارتقاء به مجددا على رغم كل الظروف والتحديات التي تواجهنا».
المرّ عند الراعي
في غضون ذلك، زار النائب ميشال المر بكركي بعد ظهر امس، حيث استقبله البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وعَرضا لآخر التطورات المحلية والإقليمية ولا سيما منها الاستحقاق الرئاسيّ والوضع على الجبهة الجنوبية.
وبعد اللقاء قال المر: «كان اللقاء مع صاحب الغبطة البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ممتازاً، تناول الاوضاع العامة في البلاد والمنطقة وخصوصا ما يحصل في غزة. وانّ أهمية زيارتنا لغبطته اليوم تكمن في امرين: الأوّل الوقوف على خاطر سيدنا في هذه الظروف الاستثنائية. والثاني بحثنا في الأوضاع السياسية في لبنان والمنطقة في ظل الحرب المندلعة».
واضاف المر: «سيّدنا يشدّد على جميع النواب بإصرار كبير لكي نحضر (الى المجلس النيابي) وننتخب رئيساً للجمهورية في أسرع وقت. وقد رحّب بفكرة الحوار، ولكنه يريدنا كنواب عملياً أكثر على الأرض وخطة العمل تتجلى بالنزول وفتح الجلسات وانتخاب الرئيس». وأكّد أن «سيّدنا كان واضحاً في حديثه ليس لديه أي فيتو على أي إسم، فالأهمية هي مصلحة البلد وانتخاب الرئيس في أسرع وقت».
وعن تحرّك سفراء «اللجنة الخماسية»، قال: «النيات جيدة ولكن في النهاية إذا نحن لم نساعد أنفسنا كلبنانيين فكيف سيساعدوننا؟ ونحن كآل المرّ لا نزال نتمسّك بمرشحنا سليمان فرنجية وهذا الخيار لن نغيّر عنه ونحن أوفياء». وختم: «موقف البطريرك الراعي واضح ويكرره دائما وهو ضرورة فتح ابواب المجلس النيابي لانتخاب رئيس في اسرع وقت داعياً النواب الى القيام بواجبهم الوطني».
القرار 1701
وعلى هامش حراك المجموعة الخماسية، وفي الوقت الذي ينتظر لبنان جديد الموفد الرئاسي الاميركي عاموس هوكشتاين، قدّمت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان السيدة يوانا فرونِتسكا ووكيل الأمين العام لعمليات حفظ السلام السيد جان بيار لاكروا إحاطة إلى مجلس الأمن حول تنفيذ قرار مجلس الأمن الرقم 1701، وذلك أثناء جلسة مشاورات مغلقة لمناقشة أحدث تقرير للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش حول تطبيق هذا القرار.
وبعدما أعربت فرونتيسكا «عن قلقها العميق إزاء التصعيد في تبادل إطلاق النار على جانبي الخط الأزرق، وفي ما وراءه»، اعتبرت انّ «هذه الانتهاكات المتكررة للقرار 1701 تزيد من مخاطر سوء التقدير كما تفاقم التدهور في الوضع الحرج الحالي». وشددت على اهمية «الحَضّ على العودة إلى وقف العمليات العدائية»، مضيفةً أنه لا يزال هناك مجال للجهود الديبلوماسية من أجل التوصّل إلى حل يمنع اندلاع نزاع أوسع نطاقًا». وقالت انها «ذكّرت المعنيين من جميع الأطراف بوجوب الالتزام بالقانون الدولي الإنساني واحترام حقوق الإنسان، وتحديدًا الالتزام بحماية المدنيين». وإزاء تنامي المخاطر رأت فرونتسكا أن «عملية سياسية ترتكز على التنفيذ الكامل للقرار 1701 وتهدف إلى معالجة الأسباب الجذرية للنزاع وضمان الاستقرار على المدى الطويل، أصبحت ضرورية». وهي عملية تفترض «اتخاذ إجراءات من جانب كل الأطراف، وأنّ من الضروري التركيز مجددا على الهدف الشامل المتمثّل في الوقف الدائم لإطلاق النار وإيجاد حل طويل الأمد للصراع».
وسلّطت فرونتسكا الضوء على أهمية «وجود جيش لبناني قوي وتتوافر له الإمكانات لتنفيذ القرار 1701 بكامله»، داعية إلى «تعزيز الدعم الدولي للجيش لتمكينه من القيام بواجباته على أكمل وجه، بما في ذلك تعاونه مع «اليونيفيل». وشددت على «الضرورة المُلحة لإنهاء الشغور الرئاسي في لبنان لتمكين مؤسسات الدولة من العمل بشكل كامل في ظل الأزمة الراهنة».
في هذه الاثناء، أشار أمس رئيس بعثة «اليونيفيل» وقائدها العام الجنرال أرولدو لاثارو إلى أنّ «القرار 1701 واجَه تحدّيات بسبب الأحداث الجارية، لكنّه يظلّ ذا أهميّة وضرورة كما كان دائمًا»، داعيًا جميع الأفرقاء إلى «الالتزام بتنفيذ القرار بالكامل». وأشاد بـ»العمل الذي يقوم به أكثر من 10,000 جندي حفظ سلام من 49 دولة. والذين، إلى جانب زملائهم المدنيّين، وعلى رغم من التّبادل اليومي المتواصل لإطلاق النّار، حافظوا على مسارهم في مراقبة الوضع الذي يتطوّر بسرعة في جنوب لبنان، وحافظوا على وتيرة عملياتيّة عالية وعلى الحضور المرئي؛ وواصلوا مساعدة المجتمّعات المحليّة».
جبهة الجنوب
وعلى الجبهة الجنوبية تواصلت المواجهات امس بين المقاومة وقوات الاحتلال الاسرائيلي، فتعرّض وادي السلوقي صباح امس لقصف مدفعي اسرائيلي من عيار 155 ملم. فيما أطلق العدو نيران رشاشاته الثقيلة في اتجاه الأحراج المتاخمة لبلدات رامية وعيتا الشعب في القطاع الاوسط من مواقعه المتاخمة للخط الأزرق.
وأغار الطيران الحربي الاسرائيلي قبل ظهر امس على منزلٍ خال في بلدة العديسة قرب العين وذلك لليوم الثالث على التوالي. ثم اغار على بلدة مروحين. وتعرضت الأطراف الشرقية لبلدة الناقورة ووادي حانين لقصف مدفعي.
وقصفت دبابة «ميركافا» ب 5 قذائف مباشرة أطراف رامية وبيت ليف، بالتزامن مع قصف مدفعي على المنطقة نفسها وعلى أطراف بلدة بليدا.
وعصراً، إستهدفت المدفعية الاسرائيلية مناطق الدباكة والكساير وكروم المراح» في بلدة ميس الجبل. وتكررت الغارت الجوية والقصف المدفعي على ميس الجبل والعديسة وكفر كلا ورب التلاتين والناقورة.
ورداً على الاعتداءات الاسرائيلية، استهدفت ‏«المقاومة الإسلامية» بعد ظهر ‏امس «انتشاراً ‏لجنود العدو الصهيوني في موقع بركة ريشا ومحيطه»، كذلك استهدفت «تحركاً ‏لجنود العدو الصهيوني داخل موقع المالكية»، ثم استهدف المقاومون «آلية ‏عسكرية إسرائيلية لوجستية ومجموعة جنود بداخلها وحولها في تلة الطيحات بصاروخ موجّه ‏أصابها إصابةً مباشرة وأوقَعوا افرادها بين قتيل وجريح».‏ ‏ كذلك استهدف المقاومون قوة ‏عسكرية اسرائيلية جنوب موقع برانيت، واستهدفوا ايضا مستوطنة زرعيت بصاروخ «فلق1»، وتجمعاً ل‏لجنود في محيط موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة.‏ ‏
وقال الجيش الاسرائيلي في بيان إن طائراته «قصفت مبنى عسكريا يوجد بداخله عناصر من «حزب الله» في بلدة العديسة، وانه استهدف عنصراً آخر من الحزب داخل نقطة مراقبة في بلدة مروحين. كذلك اعلن عن إصابة جنديين في محيط مستوطنة المنارة جراء القصف الصاروخي من لبنان.
فرقة جديدة
وفي بيان آخر، أعلن الجيش الإسرائيلي «إنشاء فرقة إقليمية جديدة على الحدود السورية اللبنانية، «وهي فرقة «الجبل» التي ستعمل تحت لواء الفرقة 210، وتدافع عن قطاعي جبل حرمون وجبل دوف (مزارع شبعا المحتلة)». وسيحل هذا القسم مكان قسم «الحرمون» (810)، وتم تعيين العقيد ليرون أبلمان قائدا للواء.
وجاء في بيان الجيش الإسرائيلي: «بعد عمل المقر المشترك لقسم التخطيط وبناء القوة والذراع البري والقيادة الشمالية، وتحليل الاحتياجات العملياتية للجيش الإسرائيلي أثناء الحرب، سيبدأ لواء «الجبل» أنشطته في الأسابيع المقبلة وسيتخصّص في القتال في طريق تضاريس متشابكة وحرب جبلية في منطقة جبل حرمون وجبل دوف».
وقال قائد الفرقة 210، العميد صهيون ريتزون، إن «إنشاء اللواء سيوفّر استجابة عملياتية عالية الجودة، وسيمكّن من الاستعداد للدفاع والهجوم في مجموعة متنوعة من السيناريوهات التي تتناسب مع مسار التضاريس والطريق».
خفراء الجمارك
من جهة ثانية، دار خلال جلسة مجلس الوزراء امس نقاش حول بند تعيين خفراء الجمارك العالق منذ العام 2023 نتيجة الخلل الطائفي، وعددهم 200 خفير.
وعلمت «الجمهورية» ان الوزراء المسيحيين كانوا سيعترضون على طرح تعيينهم مجدداً نتيجة الخلل الطائفي الفاقع، حيث افادت مصادر وزارية أنهم جميعاً من المسلمين ولا يوجد مسيحي واحد بينهم.
واكد وزير الاعلام زياد مكاري لـ«الجمهورية» انه لم يكن هناك توتر في الجلسة حول هذا الموضوع، بل كان هناك تفهّم لدى جميع الوزراء لضرورة معالجة القضية المثارة، كما ان الرئيس ميقاتي كان حكيماً في تناول الموضوع حتى ايجاد الحلول، وقد تم طرح عدد من اقتراحات الحلول وستكون قيد البحث لاحقاً».
وقال وزير الاعلام في المعلومات الرسمية عن الجلسة، ولدى طرح البند المتعلّق بطلب وزارة المال البَت في الخلاف الحاصل في المجلس الاعلى للجمارك حول تعيين الخفراء الناجحين في المباراة التي أُجريت للتطويع لمصلحة الضابطة الجمركية، تحدث رئيس الحكومة فقال: «لا أسمح بنقل الخلاف الذي حصل في المجلس الاعلى للجمارك الى مستوى الوزراء. كما لا أسمح باستغلال هذا الموضوع من اي طرف كان او اي تيار سياسي بلغة شعبوية سعياً لتحقيق مكاسب وتسجيل النقاط. إنني الأحرص على معالجة هذا الموضوع من منطلق الحرص على الجميع، وعلى الوحدة الوطنية، وتجنباً لحصول اي خلاف على اي مستوى داخل مجلس الوزراء، خصوصا ان الموضوع له خلفيات طائفية، طلبتُ مزيداً من الدرس مع التأكيد على قرار مجلس الوزراء السابق. وادعو الجميع الى مقاربة الملف بموضوعية بعيدا عن الاستغلال الطائفي البغيض».
وقالت مصادر وزارية لـ«الجمهورية» ان «النقاش كاد ان يتحوّل جدالاً بين الوزراء حول هذا الموضوع. اذ طرح بعض الوزراء إشكالية مقاطعة زملائهم للجلسات وفي الوقت نفسه يرسلون كثيرا من الطلبات ومشاريع المراسيم الى مجلس الوزراء للبت بها ويضطر المجلس لإمرار المهم منها. علماً انّ هناك حاجة ماسة لحضور الوزير المختص لشرح مطلبه لأّن ما يَرِد يكون احياناً في صيغة عامة او في حاجة الى شروحات تفصيلية. ولذلك طلب بعض الوزراء امّا حضور الوزراء المقاطعين او عدم إرسالهم اي مطلب خاص بوزاراتهم».
وعُلم ايضاً ان مجلس الوزراء قرر الموافقة على «مشروع مرسوم لتصحيح الفقرتين 3 و4 من البند الاول في المادة السادسة من مرسوم إعطاء تعويض مؤقّت لجميع العاملين في القطاع العام والمتقاعدين الذين يستفيدون من معاش تقاعدي. بحيث لا تقل الزيادة عن ثمانية ملايين ليرة، كما وافق المجلس على إصداره وكالة عن رئيس الجمهورية بعد ان تنازل الوزراء عن الحق في طلب اعادة النظر في القرار».
وكشف وزير الأشغال علي حمية أن منطقة الشرق الأوسط ومطار رفيق الحريري الدولي يتعرضان للتشويش، وتم اتخاذ قرار بإرسال شكوى إلى مجلس الأمن في شأن هذا الموضوع.
إقصاء المسيحيين
وكان رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل اشار الى ان حكومة تصريف الاعمال المبتورة وغير الميثاقية اذا عيّنت 234 خفيرًا جمركيًا لا يوجد بينهم أيّ مسيحي في غياب رئيس جمهورية، فذلك معناه أنهم مصرّون على إقصاء المسيحيين من الدولة». وقال: «نُحمّل المسؤولية بالمباشر لنائب رئيس مجلس الوزراء سعادة الشامي، والوزراء جوني القرم، زياد مكاري، وليد نصار، جورج كلاس، نجلا رياشي، وجورج بوشيكيان، إذا قاموا بتأمين نصاب الجلسة. وكذلك نحمّل المسؤولية للمرجعيات السياسية لهؤلاء الوزراء، والقوى السياسية التي تتألّف منها الحكومة أو تغطيها وعلى رأسها حركة «أمل» و«حزب الله». ويتحمّل المسؤولية أيضًا كل النواب الذين يرفضون توقيع عريضة محاكمة الحكومة، لأنهم يشجعون الحكومة على الاستمرار بممارساتها». ورأى أنّ «هذا القرار وغيره، كما منع انتخاب رئيس ميثاقي، يقول للمسيحيين لا نريدكم في الدولة إلّا بشروطنا. لَوين عَم بتِدَفّشوا بالمسيحيين»، وختم: «تذكّروا شو قلنالكم: ع سَوا تَنبقى سوى».

الأخبار: حزب الله في الإمارات: استعادة حرية المعتقلين سياسياً
كتبت صحيفة “الأخبار”:
على مدار سنوات طويلة، لم يكُن ملف الموقوفين اللبنانيين في الإمارات محطّ اهتمام لبناني، إلا لدى قلّة قليلة اختارت الدفاع عنهم وحمل لواء قضيتهم. فجريمة توقيف مقيمين لبنانيين على أرض غير لبنانية واعتقالهم وتعذيبهم وحتى قتلهم بعدَ تلفيق التهم لهم لأسباب مذهبية وسياسية، كانت «حلالاً» بالنسبة إلى فريق لبناني سياسي – إعلامي «سيادي» معجب إلى حدّ الذوبان بدولة «الإقامات الذهبية» و«الحلم الأميركي» بصبغته الخليجية إلى حدّ أن مجرّد الإدانة أو تناول خبر الموقوفين كان مستحيلاً عند هؤلاء ومتجاهلاً من قبلهم.إلا أن خبر زيارة مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله الحاج وفيق صفا للإمارات، والمحددة بمهمة محصورة فقط بمصير الموقوفين، أعاد الملف إلى الواجهة وصارَ مادة مسموحاً التداول لها من قبل هؤلاء الذين فتحوا المجال لمخيّلاتهم وذهبوا بعيداً في تحليل أبعاد الزيارة وربطها بمسارات إقليمية وتحولات مرتبطة بما تفرزه الحرب في غزة على مجمل أوضاع المنطقة. بقدرة قادِر، أصبحت للفريق اللبناني القدرة على تناول ملف الموقوفين ليسَ من باب الحرص عليهم كمواطنين لبنانيين تعرّضوا للظلم، بل لأنهم وجدوا فيه وسيلة جديدة لاتهام حزب الله بفتح بازار المقايضات السياسية في هذه اللحظة الحساسة التي تمر بها المنطقة.
لكن بعيداً عن إدخال الملف في حفلة الجنون السياسي الحاصل منذ تاريخ «7 أكتوبر» فإن زيارة صفا محصورة فقط بمتابعة ملف الموقوفين في الإمارات، وفقَ ما قالت مصادر سياسية بارزة أشارت إلى أن «هذه الزيارة أتت بعد مسار طويل من المحادثات بدأ منذ حوالي ستة أشهر». وكشفت المصادر أن «الإمارات حاولت أكثر من مرة فتح قنوات للتواصل المباشر مع الحزب بينما كان الأخير يرفض هذا الأمر، ووقتها كان الملف في حوزة المدير العام السابق للأمن العام اللواء عباس إبراهيم الذي أوكِلت إليه مهمة متابعته، وأدّت الاتصالات التي قامَ بها آنذاك إلى إطلاق سراح عدد منهم عام 2021، إذ أفرجت الإمارات يومها عن ثمانية لبنانيين عادوا إلى بيروت بموجب اتفاق بين السلطات اللبنانية ونظيرتها الإماراتية لإطلاق سراحهم، وذلك بعد توقيفهم لأشهر عدة في الدولة الخليجية لاتهامهم بالتعامل مع حزب الله». كذلك وُعد إبراهيم بالنظر في إطلاق بقية المعتقلين في أي مناسبة وطنية أو دينية مقبلة. غير أن الملف لم يُغلق، واستمرت الإمارات في اعتقال عدد من المواطنين، إلى أن اضطرت منتصف العام الماضي إلى الإفراج عن خمسة معتقلين لبنانيين بعد وفاة أحد الموقوفين، غازي عز الدين، في سجنه، ودفنه في الإمارات.
وفيما يفترض أن يعود صفا من الإمارات اليوم، تقول المصادر إن هناك معلومات عن إمكان أن يصطحب الموقوفين معه بعد الإفراج عنهم وهم: عبدالله هاني عبدالله (الخيام – محكوم مؤبّد)، علي حسن مبدر (صيدا – مؤبّد)، أحمد علي مكاوي (طرابلس – محكوم 15 سنة)، عبد الرحمن طلال شومان (كفردونين – مؤبّد)، أحمد فاعور (الخيام – محكوم 15 سنة)، فوزي محمد دكروب (زقاق البلاط – مؤبّد)، وليد محمد إدريس (البقاع – محكوم 10 سنوات).
وكشفت المصادر أن «فتح قنوات التواصل بين الإمارات والحزب أتى بعدَ وساطة من دولة إقليمية»، علماً أن مساعيَ بذلها مسؤولون أمنيون لبنانيون لدى نظرائهم السوريين ولدى الحكومة العراقية للتوسط لدى الإمارات لإقفال هذا الملف. وأكّدت المصادر أن «الاتصالات التي كانت قائمة أحيطت بسرية تامّة ولم يكن أحد على علم بها ولا حتى حلفاء الحزب في الداخل الذين استوضحوا عن ذلك بعد تسريب الخبر، وأن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أوكلَ المهمة لصفا، باعتبارها أمنية بامتياز ولا أبعاد سياسية لها»، جازمة بأن «ملف الموقوفين هو الملف الوحيد الذي يبحثه صفا في الإمارات ولا علاقة لزيارته بالملف الرئاسي ولا ملف الحرب».

نداء الوطن: الأمم المتحدة تدعو إلى معالجة “الأسباب الجذرية للصراع” في الجنوب
“الخُماسية” تُلاقي البطريرك وجعجع: المساحة المشتركة لا تتخطّى الدستور
كتبت صحيفة “نداء الوطن”:
برز أمس تطور جديد في موقف اللجنة الخماسية من ملف انتخاب رئيس الجمهورية. وهو ما أكدت عليه في لقائها رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع. وبحسب معلومات «نداء الوطن» أعلن السفراء الخمسة أنّ اللجنة تبحث عن «الأرضية المشتركة التي تجمع القوى السياسية من دون تخطّي الدستور». وهذا الموقف يلاقي موقف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الذي شدد عليه خلال لقاء السفراء في بكركي أول من أمس. كما كرّره في عظته أمس في قداس عيد القديس يوسف، عندما قال إنه صارح السفراء «أنّ طريق الحلّ مرسوم في الدستور».
ويلاقي موقف «الخماسية» أيضاً ما أبلغه جعجع للسفراء في معراب بقوله «لا يمكن أن نبحث في الأرضية المشتركة المتعلقة بالآلية الدستورية التي تنص على جلسة مفتوحة بدورات متتالية لانتخاب الرئيس». ورحب بالتوافق على «خيار ثالث»، لكنه شكّك في نوايا فريق الممانعة الذي ما زال «متمسكاً بمشروعه ومرشحه».
والى لقاء معراب، جالت «الخماسية» أيضاً على الرئيس ميشال عون والرئيس السابق للحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، في حضور رئيس الحزب النائب تيمور جنبلاط. وقررت اللجنة تعليق أعمالها الى الشهر المقبل بعد عطلة الأعياد.
وفي المواقف، أصدر تكتل «لبنان القوي» بعد إجتماعه برئاسة النائب جبران باسيل بياناً دعا فيه الى «انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن، ومن خلال التشاور والتفاهم على رئيس توافقي كأولويّة مطلقة، أو بالانتخاب في جلسات مفتوحة حتى انتخاب رئيس للجمهورية».
أما بالنسبة الى «الاشتراكي»، فعلمت «نداء الوطن» من مصادره أنّ هدف جولة «الخماسية» هو «الإستماع الى محاولة إيجاد أرضية مشتركة بين الفرقاء»، ووصف الأجواء بأنها «ايجابية». وأشار الى أنّ الحزب أكد ثوابته، معتبراً أنّ «رفض الحوار خطأ، ولا بدّ من الحوار للتفاهم على رئيس بين الفرقاء». كما أكد أنّ دوره «سيستمر كما كان مسهِّلاً».
وقال مصدر واسع الاطلاع لـ»نداء الوطن» أنّ تفاؤل «الخماسية» يعود الى «جملة من المعطيات المرتبطة بالداخل والإقليم، إنما هذا لا يعني أنّ الرئاسة قريبة كونها تحتاج الى تجاوز الكثير من العقبات، ووضوح طبيعة موقف الدول المؤثّرة في القرار اللبناني الذي لم يغادر عتبة الغموض البنّاء». وأوضح المصدر أنّ أهم معطيات التفاؤل» أنّ هناك تناغماً سعودياً إيرانياً قائماً في ما خصّ الملف اللبناني، والتقاطع المسيحي على وجوب الانتقال في الملف الرئاسي الى الخيار الثالث، والموقف الأميركي الجدي والحقيقي يتمثل برفض توسع الحرب في الجنوب».
وفي نيويورك، قدّمت المنسّقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا ووكيل الأمين العام لعمليات حفظ السلام جان بيار لاكروا إحاطة إلى مجلس الأمن، حول تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 (2006) وذلك في أثناء جلسة مشاورات مجلس الأمن المغلقة لمناقشة أحدث تقرير للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش حول تطبيق القرار 1701. وقالت فرونتسكا: «لم يعد كافياً العودة إلى الهدوء والاستقرار النسبيين اللذين سادا قبل 8 تشرين الأول. إنّ عملية سياسية ترتكز على التنفيذ الكامل للقرار 1701 وتهدف إلى معالجة الأسباب الجذرية للصراع وضمان الاستقرار على المدى الطويل، أصبحت ضرورية».
وعلى صعيد آخر، أعلن الجيش الإسرائيلي تشكيل لواء إقليمي جديد على حدود إسرائيل مع سوريا ولبنان، وقال إنّ تشكيل هذا اللواء «جزء من الردّ العملياتي على الوضع على الحدود الشمالية، ووفقاً لتقييم الوضع».

الديار: «الخماسية» تؤجل جولاتها الى الشهر المقبل: اقرار بالفشل!
واشنطن تضغط على تل ابيب للسير ببدائل عن اجتياح رفح
الحكومة تتجنب لغما طائفيا
كتبت صحيفة “الديار”:
لا يزال صوت العمليات العسكرية وآلة القتل الاسرائيلية في غزة أعلى من صوت المفاوضات والمفاوضين في الدوحة. اذ أعلنت الخارجية القطرية يوم أمس أنها متفائلة «بحذر» تجاه المفاوضات الجارية بشأن هدنة غزة، مشيرة إلى أن الوقت لا يزال مبكراً للحديث عن أي انفراجة.
في هذا الوقت، وفيما لا يزال رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو يُعد لعملية عسكرية واسعة في رفح، أعلن الرئيس الاميركي جو بايدن، انه طلب من نتنياهو إرسال فريق إلى واشنطن لبحث سبل استهداف حماس من دون القيام بعملية برية في رفح.
بدائل واشنطن
وبحسب معلومات «الديار» تدفع الادارة الاميركية لاعتماد «بدائل» عن عملية واسعة في رفح، وهي تعتقد ان عمليات امنية محددة تستهدف قادة وعناصر في «حماس» يمكن ان تكون بديلا فعالا بوقت يبدو نتنياهو غير مقتنع على الاطلاق بهكذا تصور.
كذلك تعتقد واشنطن ان «هذه العمليات تنفع ايضا في لبنان وقد نجحت في»تحييد» مسؤولين وعناصر من حزب الله و «حماس» وهي ترى انها فعالة واقل كلفة من حرب واسعة تشنها اسرائيل على لبنان، وبخاصة ان التفوق التكنولوجي الاسرائيلي اثبت قدرته على تحديد الاهداف والقضاء عليها بأقل قدر من الخسائر الجانبية».
ميدانيا، كثّف يوم امس جيش العدو قصفه لعدد من أحياء مدينة غزة مما أسفر عن العديد من الشهداء، كما أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة عن ارتكابه مجزرة في مجمع الشفاء الطبي راح ضحيتها 50 فلسطينيا بينهم أطفال.
سياسيا، أعلن متحدث باسم وزارة الخارجية القطرية الثلاثاء، أن بلاده متفائلة «بحذر» تجاه المفاوضات الجارية بشأن هدنة غزة، مشيراً إلى أن الوقت لا يزال مبكراً للحديث عن أي انفراجة في المفاوضات. وأضاف المتحدث ماجد الأنصاري في مؤتمر صحافي: «لا يمكن أن نقول إننا قريبون من التوصل إلى اتفاق، لكننا متفائلون بحذر. لا يمكن أن نعلن أي نجاحات، ولكن لدينا أمل». وأوضح الأنصاري: «ما زلنا في إطار الاجتماعات التي يتم فيها تبادل وجهات النظر، وستظل مستمرة لتبادل المقترحات بين الطرفين». وأشار المتحدث إلى أن رئيس الموساد الإسرائيلي غادر الدوحة.
وحذّر من أن أي هجوم على رفح بجنوب غزة، سوف يؤثر سلباً في إمكانية التوصل إلى اتفاق، لافتاً إلى أن «هجوماً كهذا يفاقم الوضع، ولا يمكن تبريره بأي مبررات تكتيكية».
الخماسية: فشل فتأجيل!
لبنانيا، انهت اللجنة الخماسية المعنية بالشأن اللبناني جولة جديدة من لقاءاتها مع المسؤولين اللبنانيين دون اي نتيجة تذكر. هي التي التقت بالامس كلا من رئيس الجمهورية السابق ميشال عون، رئيس حزب «القوات» سمير جعجع والزعيم الدرزي وليد جنبلاط ونجله النائب تيمور جنبلاط، اعلنت انها ستسكمل لقاءاتها الشهر المقبل. وهو ما قرأت فيه مصادر مواكبة لحراكها «اقرارا بالفشل» لافتة في تصريح لـ «الديار» الى انها «لم تقم في معراب بطرح الحوار الذي يسبق انعقاد جلسة انتخابات بدورات متتالية لان جعجع استبق هذا الطرح الذي اقترحته على البطريرك الراعي في بكركي الاثنين، بالاعلان بحسم وجوب الالتزام بالمسار الدستوري وان اقصى ما قد يقبله هو مبادرة الاعتدال بصيغتها التي تتحدث عن اجتماع تشاوري يتداعى اليه النواب من دون ان يرأسه الرئيس بري او سواه».
وبعد لقائه بسفراء «الخماسي» قال جعجع : «أوضحت لهم أنّ المشكلة لدى محور الممانعة الّذي لا يريد انتخابات رئاسيّة في الوقت الحاضر، للأسباب الاستراتيجيّة المعروفة، أو أن تكون الانتخابات على قياسه، وإلّا يقوم بتعطيلها، وإذا أردنا معالجة المشكلة فلنذهب إلى الجوهر»، مضيفا: «قلت للسّفراء إنّه إن كان أحدٌ يملك حلًّا لهذه المشكلة فليطرحه، وإلّا «هيدا تخبيص بالصّحن» في الوقت الضّائع، فضلا عن أنّه ملهاة ومأساة لتسلية الشعب اللبناني بدءًا من الحوار إلى سواه».
وبحسب معلومات «الديار»، فانه وبعد تلاشي الايجابيات سواء المرتبطة بمبادرة «الاعتدال» او «الخماسية» فان الانظار باتت تتجه الى الحراك الذي تقوم به قطر على حدة من خلال لقاءات تعقدها مع مسؤولين لبنانيين، سواء في الدوحة او بيروت.
هذا ولفت بالامس توجه مسؤول الارتباط والتنسيق في «حزب الله» وفيق صفا، إلى الإمارات. وقالت مصادر حزب الله لـ «الديار» ان «سبب الزيارة البحث في ملف موقوفين لبنانيين هناك حصرا».
لغم طائفي
في هذا الوقت، نجحت الحكومة اللبنانية في تجنب لغم طائفي بقرارها تأجيل البت بقرار تعيين 234 خفيرا جمركيا من المسلمين حصرا. وقال ميقاتي خلال الجلسة الحكومية التي عقدت بالامس: «لا اسمح بنقل الخلاف الذي حصل في المجلس الاعلى للجمارك الى مستوى الوزراء. كما لا اسمح باستغلال هذا الموضوع من اي طرف كان او اي تيار سياسي بلغة شعبوية سعيا لتحقيق مكاسب وتسجيل النقاط». وتابع: « انني الاحرص على معالجة هذا الموضوع من منطلق الحرص على الجميع، وعلى الوحدة الوطنية، وتجنبا لحصول اي خلاف على اي مستوى داخل مجلس الوزراء، بخاصة ان الموضوع له خلفيات طائفية، طلبت المزيد من الدرس مع تأكيد قرار مجلس الوزراء السابق. وادعو الجميع الى مقاربة الملف بموضوعية بعيدا من الاستغلال الطائفي البغيض».
وكان رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل وقبيل انعقاد جلسة مجلس الوزراء نبّه الى تعيين حكومة تصريف الاعمال «المبتورة وغير الميثاقية ، بغياب رئيس جمهورية، 234 خفيرًا جمركيًا لا يوجد بينهم أيّ مسيحي»، معتبرا ان ذلك سيعني «أنهم مصرّون على إقصاء المسيحيين من الدولة».
وقال: «نحمّل المسؤولية بالمباشر لنائب رئيس مجلس الوزراء سعادة الشامي، والوزراء جوني القرم، زياد مكاري، وليد نصار، جورج كلاس، نجلا رياشي، وجورج بوشيكيان، إذا قاموا بتأمين نصاب الجلسة. وكذلك نحمّل المسؤولية للمرجعيات السياسية لهؤلاء الوزراء، والقوى السياسية التي تتألّف منها الحكومة أو تغطيها وعلى رأسها حركة أمل وحزب الله. ويتحمّل المسؤولية أيضًا كل النواب الذين يرفضون توقيع عريضة محاكمة الحكومة، لأنهم يشجعون الحكومة على الاستمرار في ممارساتها».
ورأى باسيل أنّ «هذا القرار وغيره، كما منع انتخاب رئيس ميثاقي، يقول للمسيحيين لا نريدكم في الدولة إلّا بشروطنا. لوين عم بتدفشوا بالمسيحيين».
وقالت مصادر «الوطني الحر» انه «لولا رفع التيار الصوت لكانت مرت هذه التعيينات وغيرها وبخاصة ان قوى مسيحية اخرى تبدو كأنها تغطي هذه الممارسات من خلال رفضها اجتماع القيادات المسيحية في بكركي لاصدار موقف مسيحي موحد وحاسم في هذا المجال»، واضافت المصادر لـ «الديار:» «فلتتحمل المسؤولية امام المجتمع المسيحي الذي بات كاشفا لانها لا ترفع الا الشعارات التي تذهب ادراج الريح حين يحين موعد التطبيق.».

اللواء: حراك الخماسية إلى ما بعد العيد.. ومجلس الأمن لحل مستدام على جانبي الحدود
ميقاتي يسحب ملف «خفراء الجمارك» لقطع الطريق على «الاستغلال الطائفي»
كتبت صحيفة “اللواء”:
قررت اللجنة الخماسية على مستوى السفراء، والساعية الى التقريب بين اللبنانيين، كتلاً وتيارات واحزاباً لإنهاء الشغور في الرئاسة الاولى، استئناف تحركها بعد عيد الفطر السعيد، محددة اول موعد لها مع النائب جبران باسيل رئيس التيار الوطني الحر، ثم مع رئيس كتلة الوفاء للمقاومة، وكتل الاعتدال والكتائب والتجدد والتغييريين.
ويأتي هذا التوجه بعد جولة اليومين الماضيين (الاثنين والثلاثاء) حيث سجلت اللجنة انطباعاتها وتقديراتها بعد لقاءات رسمية وروحية ونيابية وسياسية،وذلك بالتزامن مع احاطة دقيقة في مجلس الامن حول القرار 1701، وضرورة انتخاب رئيس جديد للجمهورية، يعيد احياء مفاصل الدولة اللبنانية.
وكشفت مصادر سياسية ان زيارات سفراء اللجنة الخماسية للقيادات السياسية والمراجع الدينية، تندرج في اطار استكشاف مواقف هولاء على طبيعتها، والاستماع إلى ما لديهم من افكار ومقترحات، للاخذ بما هو مفيد منها، لدعم مهمة اللجنة في مساعدة لبنان للخروج من مأزق الفراغ الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية، بأقرب وقت ممكن وقالت: ان الحديث عن نتائج سريعة وتحقيق اختراق ملموس في مهمة اللجنة، لايزال سابقا لاوانه، لان اللجنة تنوي استكمال لقاءاتها مع بقية القيادات السياسية والحزبية، في الايام المقبلة، في إطار استكمال جولاتها، ولاسيما لقاء باسيل، وكتلة الوفاء للمقاومة، بناءً على اصرار السفير القطري، لكي يكتمل التصور الذي تعده، وقد يغيب عن المشاركة بزيارتيها، سفيرا المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية، في حين كشفت المصادر ان اجتماع اللجنة الخماسية بالأمس مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، كان صاخبا، تناول كل جوانب مهمة اللجنة، وضرورة ان يتوقف البعض عن المماطلة، والاحتكام الى الدستور لاجراء الانتخابات الرئاسية.
من جهة ثانية، أشارت المصادر إلى ان المستشار الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين، يتواصل مع فريق عمله في لبنان باستمرار لمتابعة تطور الاوضاع جنوبا، والاطلاع على مواقف حزب الله من الأفكار التي طرحها لحل الأوضاع المتفجرة على الحدود اللبنانية الجنوبية والنقاط المختلف عليها لترسيم الحدود، ولكن لم تحدد أي مواعيد له لزيارة لبنان في وقت قريب، وقد تكون عودته لاستئناف مهمته، بعد تحقيق وقف اطلاق النار في قطاع غزّة.
كما أوضحت مصادر سياسية لـ«اللواء» أن البحث في الملف الرئاسي لم يصل إلى نقطة تتصل بأعادة ترتيب تسويق المرشح الثالث قريبا، ورأت أن هذا الخيار لا يزال قائما لكنه لم بنضج بعد لاسيما أن المعنيين به من قوى الممانعة والمعارضة تتهم بعضها بالتعطيل، معربة عن اعتقادها أن اللجنة الخماسية لا تزال تعمل في إطار تدوير الزوايا وليس الغوص في تفاصيل أخرى.
إلى ذلك، قالت المصادر نفسها أن االسجال بين رئاسة الحكومة وابتيار الوطني الحر لا يزال على حاله وإن الملفات التي تدرج على جدول الأعمال لا تزال تشكل محور تباين ما يستدعي ردود فعل بين الجانبين، مؤكدة أن أمام الحكومة تحديات مقبلة في حال استمر الشغور الرئاسي، اما كلمة الرئيس ميقاتي حول دعوته القيادات إلى التعاون لإنقاذ البلد فبدت لافتة.
ففي اليوم الثاني من الاسبوع الحالي، واصلت لجنة السفراء الخمسة زياراتها، فالتقت الرئيس السابق للجمهورية ميشال عون في الرابية، ثم رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في معراب، وعند السابعة و10 دقائق وصل سفراء الخماسية الى كليمنصو للقاء النائب السابق وليد جنبلاط ورئيس اللقاء الديمقراطي تيمور جنبلاط.
وضمت اللجنة السفراء: وليد بخاري (المملكة العربية السعودية)، علاء موسى (مصر)، الشيخ سعود آل ثاني، ليزا جنسون (الولايات المتحدة الاميركية) وهيرفه ماغرو (فرنسا).
ونقل عن العماد عون قوله للجنة: من الضروري ان تتوافر لدى المرشح الرئاسي النية والقدرة على معالجة الازمات التي يعاني منها لبنان، وخصوصاً ما يطال الاقتصاد والامن، ومتابعة التحقيقات في الجرائم المالية.
ومن الرابية، لفت السفير موسى الى حرص السفراء على لقاء الرئيس عون نظراً لرمزيته السيايسة وخبرته وتجربته الطويلة، اضاف: عرضنا عليه خطتنا واستمعنا الى نصائحه الهامة، التي ستستفيد منها اللجنة.
جعجع: المشكلة عند الممانعة
وقال جعجع امام اللجنة: لسنا مستعدين لخرق الدستور او تخطيه للإتيان برئيس تابع لحزب الله.
ورأى ان المشكلة تكمن في العرقلة التي يفتعلها محور الممانعة، مشيراً الى انه لا يريد اجراء انتخابات رئاسية في الوقت الراهن لاسباب استراتيجية معروفة.
وقال: نحن بصدد انتخابات رئاسية ويجب على رئيس المجلس الدعوة الى جلسة انتخابية مفتوحة مع دورات متتالية لانتخاب رئيس للجمهورية. واضاف: لم أجد احد اشطر من الرئيس بري في تضييع «الشنكاش».
وحسب السفير المصري، عضو اللجنة علاء موسى، فإن اللجنة ستستكمل مطلع الشهر المقبل مع باقي الكتل السياسية.
وعلمت «اللواء» ان النائب باسيل تبلغ رسميا ان موعده مع اللجنة بعد رمضان، حيث ستقوم بزيارة له مماثلة للزيارات لرؤساء الكتل والاحزاب.
مع جنبلاط
وبحث في اللقاء مع جنبلاط آخر ما توصلت اليه اللجنة الخماسية ومناقشة التطورات الجارية، ووصف النائب هادي ابو الحسن اجواء الاجتماع والنقاشات بالايجابية اما موضوع النتائج فما زال مبكراً الحكم عليه.
ودعا التيار الوطني الحر الى الاسراع بانتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت ممكن، من خلال التشاور والتفاهم مع رئيس توافقي كأولوية مطلقة، وبالتنافس الديمقراطي اذا تعذر التفاهم. ودعا الرئيس بري الى ان يحول المجلس النيابي الى هيئة ناخبة بالفعل، فتعقد جلسات مفتوحة لغاية انتخاب رئيس للجمهورية، وهذه ضرورة لا يجوز ربطها بأي حدث آخر.
خلال الجلسة، حسب وزير الاعلام، طرح البند المتعلق بطلب وزارة المالية البت في الخلاف الحاصل في المجلس الاعلى للجمارك بشأن تعيين الخفراء الناجحين في المباراة وعددهم 234 خفيراً التي اجريت للتطويع لصالح الضابطة الجمركية، بعدما طغى عليه العنصر الاسلامي وسط اعتراض الطرف المسيحي على قلة عدد المسيحيين الذين يشملهم المرسوم موضع الخلاف.
وتقرر خلال الجلسة تأجيل البند المتعلق بتعيين الخفراء الناجحين لصالح الضابطة الجمركية تحت ضغط خلفيات طائفة. وقال الرئيس ميقاتي امام الوزراء انه لا يسمح باستغلال الموضوع بلغة شعبوية وتسجيل نقاط.
وقال الرئيس ميقاتي: كما لا اسمح بنقل الخلاف الذي حصل في المجلس الاعلى للجمارك الى مستوى الوزراء.
واشار الى انه طلب المزيد من الدرس مع التأكيد على قرار مجلس الوزراء، داعياً الجميع الى مقاربة الملف بموضوعية بعيداً عن الاستغلال الطائفي البغيض.
وكان باسيل هوّل على الوزراء المسيحيين، الذين يشاركون في الجلسات بالاسم وهم: سعادة الشامي، جوني القرم، زياد مكاري ووليد نصار وجورج كلاس ونجلا رياشي وجورج بوشيكيان، الا يؤمنوا نصاب جلسة التعيين، محملاً المسؤولية للثنائي امل وحزب الله لتغطيتهما عمل الحكومة.. وقال: هناك من يقول للمسيحيين: لا نريدكم في الدولة إلا بشروطنا. متسائلاً: لوين عم بتدفشوا.
إحاطة حول القرار 1701
وفي نيويورك، قدمت المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان يوانا فرونتيسكا ووكيل الامن العام لعمليات حفظ السلام جان بيار لاكروا احاطة الى مجلس الامن حول القرار 1701، اثناء جلسة مشاورات جلس الامن المغلقة لمناقشة احدث تقرير للامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتريس حول تطبيق القرار المذكور.
واعربت عن قلقها ازاء التصعيد في تبادل اطلاق النار على جانبي الخط الازرق. وفيما وراءه. قائلة: إن هذه الانتهاكات المتكررة للقرار 1701 تزيد من مخاطر سوء التقدير كما تفاقم التدهور في الوضع الحرج الحالي.
واعربت ان الاولوية يجب ان تكون لوقف العمليات العدائية، وان هناك مجالا للجهود الدبلوماسية من اجل التوصل الى حل يمنع اندلاع صراع اوسع نطاقاً، معربة عن اسفها لتأثير القتال على المدنيين وذكرت انها ذكَّرت المعنيين بوجوب الالتزام بالقانون الدولي.
وحذرت من المخاطر التي يجلبها التنفيذ المنقوص للقرار 1701 على لبنان واسرائيل واستقرار المنطقة، مشدداً على ان الهدف الشامل هو وقف اطلاق النار، وايجاد حل طويل الامد للصراع. مشددة على اهمية وجود جيش قوي له امكانيات تنفيذ القرار 1701 بالتعاون مع اليونيفيل.
واذ شددت على الجهود المبذولة للحفاظ على سيادة لبنان وسلامة اراضيه واستقراره اكدت على الضرورة الملحة لانهاء الشغور الرئاسي، وتمكن مؤسسات الدولة من العمل بشكل كامل في ظل الازمة الراهنة.
رفع الحد الأدني في القطاع الخاص
معيشياً، صرح وزير العمل مصطفى بيرم انه بعد اجتماع لجنة المؤشر تم الاتفاق على رفع الحد الادنى للاجور من 9 الى 18 مليون ليرة يصرح بها للضمان، وتدخل في صلب الراتب، كما اتفق على زيادة المنح المدرسية، في المدرسة الرسمية (4 ملايين عن كل تلميذ) وفي المدرسة الخاصة (من 6 مليون الى 12 مليوناً).
وسيرسل مشروع مرسوم (حسب الوزير) الى هيئة شورى الدولة، وصولاً الى الامانة العامة لمجلس الوزراء ليوضع على اول جلسة للحكومة.
الوضع الميداني
ميدانياً، أعلن الجيش الاسرائيلي عن اصابة جنديين بجروح طفيفة ومتوسطة نتيجة اطلاق صواريخ من جنوب لبنان.
واغارت طائرة اسرائيلية على بلدة عيتا الشعب بعدد من الصواريخ، وقصف مدفعي على بلدات مروحين وراميا ودبل ووادي حانين بعدد من القذائف الثقيلة.
ومساءً اعلن حزب الله عن استهداف مستوطنة زرعيت بصاروخ «فيلق 1»، كما اعلن الحزب عن استهداف آلية عسكرية اسرائيلية لوجسيتية ومجموعة جنود بداخلها، وحولها في تلة الطيحات بصاروخ موجه.

الأنباء: “الخماسية” تبحث عن خارطة طريق للحل… وجنبلاط يصارحها بالخطوط العريضة
كتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية:
استكملت اللجنة الخماسية جولتها على الأطراف السياسية الأساسية في البلد يوم أمس، وبعد لقاء رئيس مجلس النواب نبيه برّي، التقى السفراء الرئيس وليد جنبلاط ورئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب تيمور جنبلاط، رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ورئيس الجمهورية السابق ميشال عون.
لا تحمل اللجنة الخماسية جديداً بما يتعلق بالملف الرئاسي، فلا مبادرة بيدها ولا أسماء، بل محاولات جديدة لتقريب وجهات النظر وإيجاد أرضية مشتركة بين الأطراف السياسية للبناء عليها في ما بعد حينما تنضج الطبخة ويحين موعد التسوية، وحتى ذلك الحين، فإن لا نتائج فعلية مرتقبة لهذا التحرّك.
أمين سر كتلة “اللقاء الديمقراطي” النائب هادي أبو الحسن أشار إلى أن “الجولة تُشكّل دفعاً للاستحقاق الرئاسي، ومبادرة اللجنة الخماسية هدفها حلحلة الاستعصاء الرئاسي، فالسفراء يُحاولون معرفة مقاربات الأطراف السياسية للاستحقاق ورسم خارطة طريق للحل من خلال إيجاد أفكار مشتركة، وكان اللقاء في كليمنصو صريحاً والنقاش شاملاً، وعبّر وليد جنبلاط عن وجهة نظره بوضوح”.
وفي حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، لفت أبو الحسن إلى أنه “في لقاء كليمنصو، تم تأكيد موقفنا الثابت كحزب لجهة تسهيل إنجاز الاستحقاق، كما أشرنا إلى طبيعة لبنان والتركيبة السياسية والتوازنات والقواعد الدستورية، بالإضافة إلى التحديات الخارجية المتمثّلة بالعدوان الإسرائيلي، وشدّدنا على أن أحداً لا يُمكنه فرض مرشّح على الآخر، وأحداً لا يُمكنه تجاهل القرار المسيحي، كما لا يمكن فرض مرشح على المكونات الأخرى”.
وأضاف أبو الحسن: “شكرنا لسفراء الدول الخمس اهتمامهم بالشأن اللبناني ومبادرتهم الجدية الهادفة لتذليل العوائق، أكّدنا أن المسؤولية الأولى تقع على الأطراف السياسية الداخلية لبدء الحوار والتوافق من أجل إنجاز استحقاق رئاسة الجمهورية، ودعونا الجميع لعدم انتظار نتائج حرب غزّة للبناء عليها، خصوصاً وأن الحرب قد تطول في حين أن الاستحقاق الرئاسي يجب أن يحصل سريعاً”.
جنوباً، فإن الجبهة على حالها مع استمرار إسرائيل بقصف المناطق الحدودية بشكل متواصل ومدمّر، كما استمرار “حزب الله” لاستهداف المواقع الإسرائيلي، في حين لم يطرأ جديد على مساعي التهدئة الدولية، ولا حتى على الهدنة التي يتم العمل عليها لقطاع غزّة.
إذاً، فإن لبنان أمام أكثر المبادرات الرئاسية جديةً، وضياع هذه الفرصة قد يجر خلفه المزيد من الاستعصاء في حال قرّرت الدول الانكفاء عن الملف اللبناني، ويبقى القرار بيد الأطراف السياسية ومدى تجاوبها مع الطرح الجديد.

الشرق الأوسط: الأمم المتحدة تدعو لحلّ سياسي ودبلوماسي في جنوب لبنان
فرونِتسكا: لم يعد كافياً العودة إلى ما قبل اندلاع المواجهات بين «حزب الله» وإسرائيل
كتبت صحيفة “الشرق الأوسط”:
جددت قيادة بعثة الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) الدعوات لجميع الأطراف الفاعلة لإلقاء أسلحتهم، وإعادة الالتزام بقرار مجلس الأمن الدولي «1701»، والعمل نحو حلّ سياسي ودبلوماسي، وسط قصف متبادل بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي، وتحريض إسرائيلي على عناصر الدفاع المدني والمسعفين في الجنوب، بالقول إن المقاتلين يستخدمون سيارات الإسعاف في الجنوب.
وفي الذكرى السادسة والأربعين لتأسيس «اليونيفيل»، قال رئيس بعثة «اليونيفيل» وقائدها العام الجنرال أرولدو لاثارو: «لقد واجه القرار (1701) تحدّيات بسبب الأحداث الجارية، لكنه يظلّ ذا أهمية وضرورة كما كان دائماً. إننا ندعو جميع الأطراف إلى الالتزام بتنفيذ القرار بالكامل. إن جنودنا من حفظة السلام، الذين يزيد عددهم عن 10.000 جندي، يواصلون عملهم المهم في المراقبة وخفض التصعيد والارتباط، ونحن على استعداد لدعم التوصّل إلى حلّ سلمي للأزمة الحالية».
ولم تقم البعثة هذا العام حفلها السنوي في مقرّها العام في الناقورة؛ إذ يركّز حفظة السلام على إنجاز مهمتهم وسط خروقات وقف الأعمال العدائية وخرق القرار «1701» على طول الخط الأزرق. ومع ذلك، وجّه الجنرال لاثارو التحية إلى حفظة السلام المدنيين والعسكريين الذين خدموا مع البعثة على مرّ السنين، بما في ذلك أكثر من 330 شخصاً لقوا حتفهم أثناء خدمة السلام.
وتابع لاثارو: «إن تضحية أولئك الذين فقدوا حياتهم هنا لم تذهب سدى، وجهودنا اليوم، في هذه الظروف الصعبة للغاية، هي بمثابة تكريم لذكراهم. إن تضحياتهم تحفّزنا على مواصلة عملنا نحو وقف التصعيد على المدى القصير، والسلام على المدى الطويل».
كما أشاد بالعمل الذي يقوم به أكثر من 10 آلاف جندي حفظ سلام من 49 دولة، والذين، إلى جانب زملائهم المدنيين، وعلى الرغم من التبادل اليومي المتواصل لإطلاق النار، حافظوا على مسارهم في مراقبة الوضع الذي يتطور بسرعة في جنوب لبنان، وحافظوا على وتيرة عملياتية عالية وعلى الحضور المرئي، وواصلوا مساعدة المجتمعات المحلية.
وأسس مجلس الأمن الدولي قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، أو «اليونيفيل»، بموجب القرارين «425» و«426» في 19 مارس (آذار) 1978، وتمّ توسيع ولاية البعثة بموجب القرار «1701» بعد حرب عام 2006.
ويأتي الاحتفال بتأسيس «اليونيفيل» في ظل حرب متواصلة بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي؛ إذ يعمد الجيش الإسرائيلي منذ أسبوع، إلى تدمير كلي لعدد من البلدات الجنوبية وتهجير سكانها وانعدام سبل العيش فيها، خصوصاً القرى المتاخمة للخط الأزرق والحدود مع شمال إسرائيل، حسبما أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية.
وفي الإطار نفسه، قدمت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونِتسكا، ووكيل الأمين العام لعمليات حفظ السلام جان بيار لاكروا، إحاطة إلى مجلس الأمن حول تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم «1701» (2006)، وذلك أثناء جلسة مشاورات مجلس الأمن المغلقة.
وأعربت المنسقة الخاصة عن «قلقها العميق إزاء التصعيد في تبادل إطلاق النار على جانبي الخط الأزرق، وفيما وراءه»، قائلةً إن «هذه الانتهاكات المتكررة للقرار (1701) تزيد من مخاطر سوء التقدير، كما تفاقم التدهور في الوضع الحرج الحالي».
وتوجّهت المنسقة الخاصة للمجلس بالقول: «إنه في ظل أولوية منع وخفض التصعيد على جدول أعمالنا، يجب أن يكون تركيزنا الجماعي ودعوتنا وضغطنا مركزاً في المقام الأول للحثّ على العودة إلى وقف العمليات العدائية»، مضيفةً أنه لا يزال هناك مجال للجهود الدبلوماسية من أجل التوصل إلى حل يمنع اندلاع صراع أوسع نطاقاً.
وأعربت المنسقة الخاصة عن أسفها بشكل خاص لتأثير القتال على المدنيين، وقالت إن الوضع الحالي «يسلط الضوء على المخاطر التي يجلبها التنفيذ المنقوص للقرار (1701) على لبنان وإسرائيل وعلى استقرار المنطقة بأسرها». ورأت أنه «لم يعد كافياً العودة إلى الهدوء والاستقرار النسبيين اللذين سادا قبل 8 أكتوبر (تشرين الأول)»، عادّة أن «عملية سياسية ترتكز على التنفيذ الكامل للقرار (1701) وتهدف إلى معالجة الأسباب الجذرية للصراع وضمان الاستقرار على المدى الطويل، أصبحت ضرورية».
إلى ذلك، اتهمت إسرائيل «حزب الله» وحركة «أمل» باستخدام سيارات الإسعاف لأغراض «إرهابية»، كما أعلن الناطق باسم جيشها أفيخاي أدرعي.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button