مقالات

إسرائيل تتحول الى الدولة المنبوذة  عالميا ..

 بالرعاية الأمريكية كانت إسرائيل دولة فوق القانون الدولي ، وشكلت الطفل المدلل للادارات الأمريكية والدول الغربية الذي لا يمكن إفساد عليه لعبته المفضلة في قتل الآخرين من أجل أن يزهو بلحظة فرح هستيرية تصل إلى حد الجنون .

لم تكن إسرائيل يوما دولة ديمقراطية ولم تمثل يوما نموذجا للديمقراطية والنزاهة فما هذه المعاني تتنافى مع ما تقوم به من احتلال شعب ونهب أرضه وخبراته والتعمد في قتله وابادته ..

 ويبدو أن التطابق ما بين نشأة اسرائيل الدموية ونشأة أمريكا على جماجم الهنود الحمر يكشف هذا الارتباط العضوي والنفسي إلى جانب التخاريف التي تتبناها المسيحية الصهيونية وترى في قيام إسرائيل مايقرب ظهور المسيخ ، إلى جانب تأثير اللوبي اليهودي القوي على الساحة الأمريكية بما يملك من نفوذ اقتصادي وإعلامي كبير ..إلا أن ذلك لن يكون سياج حماية لاسرائيل إلى الأبد.

 وفي هذا الإطار تعتبر تصىيحات زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ السيناتور شومر تعبر عن استياء كبير من أداء نتانياهو في حربه على. قطاع غزة وطريقة تعامله مع مبادرات الإدارة الأمريكية وقد سبق ذلك تصريحات الرئيس الأمريكي جون بايدن والذي قال فيها إن نتانياهو يشكل خطر على. إسرائيل .

اليوم وضع إسرائيل على المستوى الدولي في أصعب حالاته وهي تخسر يوميا من رصيد التأييد الذي كانت تمتلكه في النظام الغربي الذي يتحكم في العالم و الذي يقف مساندا لها في كل حروبها ضد الفلسطينيين والعرب .

 اليوم إسرائيل تقف عاجزة عن استيعاب هذه التحولات الكبرى في الموقف الدولي الرافض في معظمه لأفعالها وجرائمها ضد المدنيين .
ويمكن تلخيص المشهد الأسوء لاسرائيل والتي لم تتوقعه في كوابيس قادتها  المفزعة على النحو التالي.

جلب  إسرائيل إلى محكمة العدل الدولية وقبولها دعوة الإبادة الجماعية المرفوعة ضد إسرائيل من قبل جنوب افريقيا..

التحول الكبير في الرأي العام العالمي الرافض لجرائم اسرائيل في قطاع غزة وتواصل المظاهرات الضخمة في كافة العواصم والمدن الغربية والأمريكية.

فقدان السردية الإسرائيلية للحرب على غزة زخمها الذي تمتع به في أول ايام الحرب وتراجعها بشكل كبير لصالح وضوح المجزرة في قطاع غزة .

 مواقع التواصل الاجتماعي شكلت كابوسا بماكينة التضليل الإسرائيلية حيث مشاهد القتل والإبادة والتدمير في غزة تلقى أعلى المشاهدات والتفاعل على الصعيد العالمي .

 أزمة ثقة غير مسبوقة بين الإدارة الأمريكية وحكومة إسرائيل بقيادة نتانياهو وحالة من التضاد في المصالح الأمريكية والإسرائيلية وهذا يحدث لو مرة ويعود للمصالح الشخصية والحزبية لنتانياهو وفريقه حكومته المتطرف.

قطع العلاقات الدبلوماسية مع معظم دول أمريكا الجنوبية أزمة دبلوماسية كبيرة مع البرازيل .

معظم حكومات العالم اتهمت إسرائيل بالتسبب في الأزمة الإنسانية في قطاع غزة وتعمدها تجويع الناس لأهداف حربية.

الأمم المتحدة ومؤسساتها وخاصة الأونروا وكذلك معظم المؤسسات الدولية العاملة في المجال الاغاثي اتهمت إسرائيل باستخدام سلاح الجوع ضد الفلسطينيين في غزة في جريمة حرب إضافية  وأن إسرائيل المسؤولة عن التدهور الإنساني في غزة.

مطالبات عالمية غير مسبوقة من الرؤساء والحكومات بتبني حل الدولتين كمخرج لا بديل عنه للأوضاع المتفجرة في الشرق الأوسط وهذا يتعارض مع سياسات إسرائيل التي ترفض إقامة دولة فلسطينية في حدود 1967.

🔴 الخلاصة:

ما تعيشه إسرائيل اليوم من مأزق في العلاقات الدولية وتوتر في الأوضاع الداخلية يعود إلي صمود شعب غزة وصلابة مقاومته ، وهذا الصمود الاسطوري رغم أهوال الحرب التدميرية الشاملة افشل أهداف الحرب في تهجير الفلسطينيين وانهاء الوجود الفلسطيني المقاوم في قطاع غزة وتحويلها إلى مستوطنة كبيرة تلبية لاحلام اليمين المتطرف.

فهذه المعركة إعادة  ضبط التفكير الدولي الجمعي على توقيت الحقوق الفلسطينية واعادت التأكيد على أحقية الشعب الفلسطيني بدولة فلسطينية حرة مستقلة ذات سيادة وان الاحتلال يجب أن ينتهي ويزول..

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button