كغموض كيت ميدلتون اميرةِ اللغز في مقاطعة ويلز .. كان غموضُ امراءِ الرئاسة في لبنان محلياً وخماسياً إذ اُعطِي هذا المِلفُّ زخْماً وسَطَ حقلِ الغام والغازٍ من دون توقُّع اختراقات. وإذ تسود بريطانيا حلقاتُ نقاشٍ وتساؤلاتٌ عن سيدة القصر الملكي المتواريةِ عن الظهور، فإن جمهوريةَ لبنانَ العظمى أَطلقتِ اليومَ مسْبارَ البحث عن رأسها الاول وانقاذِ تاجه من لعنة الحروب. ومعَ بَدء حَراك التفاوض الاشمل في قطر، ووضعِ الصفْقة على النار , اندفع مِلفُّ الرئاسة اللبنانية الى البحث والتحري، غير أنَّ الطاقةَ المتجددة هذه ظلت بعيدةً عن تسمية الرؤساء باسمائهم . فالقوى المسيحيةُ اختلفت على التوافق، وردَّتِ القواتُ على دعوة رئيسِ التيار جبران باسيل الى التلاقي تحت سقف بكركي بعبارة : سلِّم سلاحَك اولاً ووَفقاً للقوات فإنه ما لمْ يعلِنْ باسيل وجوبَ ان يسلِّمَ “حزبُ الله” سلاحَه للدولة لا نرى ايَّ مُوجِبٍ للتلاقي في سياق مشهديةٍ واحدة. وبهذا الرد تكون معراب قد احبطت مساعيَ جبران واعادَتْه الى النقطة صفر وفعّلت جرسَ انذارِه للحزب. وبمسار التطيير فإن البطريرك الراعي صوّب اليومَ مسارَ اللجنة الخماسية وقال امامَها إنَّ الالتزامَ بالدستور اللبناني هو بوابةُ العبور لانجاز ايِّ استحقاق ، واستغرب سلوكَ طريقٍ شائك قد لا ينجح، فيما الدستورُ واضح والمسارُ الديمقراطي يقضي بفتحِ المجلس النيابي. واذ تمنى الراعي التوفيقَ للسفراءِ الخمسة، رفضَ تكريسَ أعرافٍ سابقة للاستحقاقاتِ الدستورية والمتمثّلةِ بالحوار التقليدي.وبالعصا البطريركيةِ الناعمة يكون الراعي قد أَسقط صيغةَ الاعتدال ومسعاهُ الى حوارٍ نُصبت له حواجز ُ ثنائية. فالدعوةُ الى التزام الدستور تَسحب البِساطَ من تحت الاقدامِ التشاورية وتعيدُ الانتخابَ الى صندوقِه وجلساتِه التقليدية وتحديداً بعدما تمسك رئيسُ مجلس النواب نبيه بري بأن تأتيَ صيغةُ الاعتدال على صيغتِه نفسِها، اي ان تتمَّ الدعوةُ عبر الامانةِ العامة للمجلس ويرأَسُ بري الحوار . وهذا ما لم توافقْ عليه قوىً سياسيةٌ عدة. وتعلقُ مصادرُ على صلةٍ بعمل الخماسية، بأنَّ خلاصةَ ما استجَدَّ اليومَ يُختصرُ بعبارة ” باي باي حوار.. وشكر الله مسعاكم “. لكنَّ وفدَ الخماسية الذي جالَ اليومَ على الرئيس بري والبطريرك الراعي اعلن انه سيستفيدُ من تجرِبة الاعتدال. واذا اُحبطت هذه التجرِبةُ قبل بلوغِها سنَّ الجلسة، فان سفراءَ الدولِ الخمس سيستكمِلون الشرحَ للقوى السياسية لتشكيل أرضيةٍ مشتركة بين الأفرقاء ولهذه الغاية يقصدونَ معراب غداً. وتجري هذه التجارِبُ من فوق منطقةٍ مُثْخَنة بالجراح والموعودة بوقف اطلاق نارٍ تتحضّرُ مقاديرُه في الدوحة. واذ يشاركُ بنيامين نتنياهو عبر وفد الموساد الى قطر .. فإنه لم يُبقِ على قَطرة دماءٍ الا واصرَّ على سَيَلانِها في غزة ساحباً الارواحَ من قلب المشافي ومن عمق الطواقمِ الطِّبية في مستشفى الشِّفاء . ومرةً اخرى لم يُفلِحِ الرئيسُ الاميركي جو بايدن في اتصالِه مع نتنياهو ولم يُقنِعْه بعدم اجتياح رفح فيما اصواتُ العالم ارتفعتِ اليومَ لتؤكدَ ان غزة في الهاوية وليست على شفيرِها فالامينُ العامُّ للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اعتبر ان انعدامَ الأمنِ الغذائي في غزة إدانةٌ مروِّعة، ومسؤولُ الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل قال : “كانت غزة قبل الحرب سِجناً مفتوحاً، باتتِ اليومَ أكبرَ مقبرةٍ مفتوحة.
فهل سيبدأ اختتام الجرح من الدوحة؟
كل المؤشرات تبدي تفاؤلا .. لكن ايا من الاطراف لا يضع آماله عند جنون نتنياهو.
Back to top button