رئيسيات الصحف
النهار: “وثيقة بكركي” اليوم… وترحيل التحركات الرئاسية
كتبت صحيفة “النهار”:
مع ان جميع الافرقاء السياسيين الداخليين والمسؤولين الرسميين وحتى سفراء مجموعة الدول الخماسية المعنية بالازمة الرئاسية، لا يزالون يتجنبون أي ربط مباشر بين الجهود والتحركات الجارية على خط حلحلة الأزمة الرئاسية بالوضع “الحربي” السائد في جنوب لبنان، لم يكن خافيا ان مجمل الأوساط السياسية والديبلوماسية نفسها، رصدت بدقة وترقب شديد الأنباء المستجدة في الساعات الأخيرة عن ملامح تقدم ولو خجولة ونسبية في المحادثات والجهود الديبلوماسية الجارية للتوصل الى هدنة في غزة اكثر من رصدها لاي تطور آخر. وبدا ذلك اثباتا لعدم امكان الذهاب بعيدا في توقعات وتقديرات متفائلة حيال امكان عزل الجهود والتحركات التي قامت وتقوم بها مجموعة السفراء الخمسة للولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر عن مآل الوضع المتفجر في الجنوب اللبناني حيث بدأت معالم الخسائر البشرية بالشهداء والضحايا كما معالم الدمار في البلدات والقرى والمنازل والحقول تتكشف عن كارثة كبيرة لم يعد ممكنا التستر عليها وحجب حجمها المتعاظم يوما بعد يوم. ولكن يبدو ان الأيام الأخيرة حملت ملامح متقدمة نسبيا نحو ازدياد احتمالات الاتجاه الى تبريد الجبهة المتفجرة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية بدليل ان انحسارا نسبيا سجل في وتيرة المواجهات وتبادل العمليات الحربية قياسا بالمنسوب العنيف والحاد الذي كان سائدا في الأيام السابقة. واكد مصدر واسع الاطلاع لـ”النهار” ان ثمة زخما ديبلوماسيا متجددا لكل من فرنسا والولايات المتحدة يصب في خانة احياء الاقتراحات التي طرحها كل من الجانبين على لبنان وإسرائيل. علما ان هذه الاقتراحات والأفكار التي باتت معروفة تتقاطع عند الكثير من بنودها ونقاطها ولا تزال مطروحة على طاولات البحث لدى المسؤولين في كل من لبنان وإسرائيل.
ولفت المصدر الى ان اليومين الأخيرين شهدا دفعا ملحوظا في الكواليس الدولية لتهدئة الجبهة اللبنانية اسوة او انتظارا لمحادثات الهدنة في غزة، وان طرح التقرير الاممي الدوري للامين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش حول تنفيذ القرار 1701 وما اعترض تنفيذه اتسم بتحريك لافت هذه المرة للجهود الديبلوماسية لمنع بلوغ الوضع في جنوب لبنان حافة الحرب الشاملة في ظل ما أورده التقرير من وقائع شديدة الخطورة اثارت قلق مجلس الأمن. وفي ظل هذا المشهد الميداني – الديبلوماسي الساخن المتصل بالوضع في جنوب لبنان، استبعد المصدر نفسه أي تطورات بارزة جديدة في تحرك مجموعة السفراء الخمسة حاليا ريثما تتضح معالم التطورات في الجنوب علما ان تأجيل ما تبقى من اللقاءات والزيارات التي باشرها بها السفراء الى ما بعد عيد الفطر يبقي مجمل الأوضاع السياسية على جمودها كما يبقي الأولوية في الاهتمامات السياسية والديبلوماسية لترقب تطورات الجنوب ودلالاتها المقبلة. وعلم في هذا السياق ان السفير السعودي وليد بخاري غادر لبنان امس الى السعودية وسيمكث هناك الى ما بعد عيد الفطر.
”الوثيقة المسيحية”
وسيشكل الموقف من الازمة الرئاسية محورا أساسيا من محاور “الوثيقة المسيحية” التي ستطرح اليوم على بساط البحث والتقرير النهائي تمهيدا لإصدارها عن بكركي في اجتماع سيعقد بعد ظهر اليوم في الصرح البطريركي برئاسة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي . وسيضم الاجتماع ممثلين عن “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية ” والكتائب و”حركة التجدد” الى عدد من المطارنة للبحث في مسودة نهائية للوثيقة التي ستتضمن الموقف الموحد من القضايا السيادية والوطنية والسياسية الأساسية، علما ان اللجنة التي تضم ممثلي الأحزاب والتيارات كانت قد عقدت اجتماعات سابقة بعيدا من الأضواء. ولم يكن قد عرف حتى ليل امس ما اذا كان “تيار المردة” سيوفد ممثلا عنه الى الاجتماع بعدما وجّهت اليه الدعوة للمشاركة. وتبين ان البند المتعلق بالازمة الرئاسية في الوثيقة ينص على التمسك بعقد جلسة مفتوحة لانتخاب رئيس الجمهورية وفق ما يتلاءم والدستور وبعيدا من أي اعراف او اشتراطات كمثل الحوار قبل الانتخاب.
السفير المصري
وغداة انتهاء المرحلة الاولى من جولة سفراء المجموعة الخماسية على القيادات اعلن السفير المصري علاء موسى “أن ما لمسته اللجنة الخماسية من رئيس مجلس النواب نبيه بري في اللقاء الاول والثاني هو موقفه الواحد وقد أبدى كلّ رغبة في انجاز الاستحقاق”، مشددًا على “أن اللجنة لا تتحدّث في الأسماء لأنه ليس من دورها بل تبحث عن أرضية مشتركة بين الفرقاء”. وقال “ما تهدف اليه الخماسية هو تطبيق الدستور والبعض لديه مخاوف من الحوار ، لكن لم يتم انتخاب رئيس في اي زمن في لبنان بدون حوار والفارق بين الحوارات السابقة والحالية انها برئاسة بري ويجب ألا نتحدث عن شكل الحوار”. وأشار إلى ان “هناك 3 مراحل: الاولى تتطلّب التواصل مع مختلف الكتل والحصول على التزام منهم في الملف الرئاسيّ والثانية القيام بمشاورات ومداولات والثالثة الذهاب الى مجلس النواب والانتخاب والاهم بين هذه المراحل هي الاولى”. وأوضح “إننا سنلتقي الكتل كافة والآن يجري تحديد المواعيد ومِن السفراء مَن سيأخذ اجازة طويلة من منتصف شهر نيسان ولهذا السبب أرجأنا اللقاءات الى بعد عيد الفطر”. واعتبر أن “المقاربة الافضل والاكثر منطقية في الموضوع الرئاسيّ هي بالحصول على الالتزام من قبل الكتل كافّة”.
ولوحظ ان النائب جبران باسيل استقبل في منزله امس السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو غداة زيارة السفراء الخمسة للرئيس السابق ميشال عون في الرابيه . وأفاد بيان وزعه المكتب الإعلامي ل”التيار الوطني الحر” بأن “الطرفين بحثا في مجمل مواضيع الساعة، وكانت وجهات النظر متطابقة على عدد كبير من النقاط” . واستبقى باسيل السفير الفرنسي إلى مائدة الغداء.
الجنوب
في الوضع الميداني جنوبا، أطلقت قوات الجيش الاسرائيلي في قرية الغجر المحتلة رشقات رشاشة وقنابل بإتجاه رعاة الماشية شرقي بلدة الوزاني. وفي وقت سابق كتب المتحدّث باسم الجيش الاسرائيلي افيخاي ادرعي، في منشور على حسابه عبر منصة “اكس”:”توثيق خاص للغارة في عمق لبنان استهدفت منشأة انتاج لحزب الله: في قلب حي مدني يعمد حزب الله لتخزين المواد الخطرة والوسائل القتالية”. من جهته، قال المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي دانيال هاغاري: “حزب الله يجر لبنان إلى تصعيد خطير لكن هناك نافذة دبلوماسية ما زالت مفتوحة”. اضاف: “حزب الله رفض دعوتنا للسلام على الحدود”.وعصرا، افيد بأن الطيران الحربي الاسرائيلي أغارعلى أحد المنازل قرب ساحة بلدة القنطرة، حيث افيد عن سقوط عنصر في حركة “أمل” جراء الغارة، وقد نعته الحركة وهو محمد علي موسى قميحة من كفرصير .
وفي المقابل، أعلن “حزب الله” ، تنفيذ عمليتين، استهدفت الأولى قلعة هونين والثانية موقع رويسات العلم بالأسلحة الصاروخيّة. كما اعلن استهدافه موقع زبدين في مزارع شبعا بالأسلحة الصاروخيّة ثم موقع المرج .
صفا وإعادة الموقوفين
على صعيد امني اخر نسبت امس وكالة “رويترز” إلى أربعة مصادر مقربة من “حزب الله” أن المسؤول عن وحدة الارتباط والتنسيق في “حزب الله” وفيق صفا قام بزيارة إلى الإمارات العربية المتحدة لتسهيل إطلاق أكثر من عشرة مواطنين لبنانيين محتجزين هناك. ولم يصدر رد من وزارة الخارجية الإماراتية على طلبات “رويترز” للتعليق . وقالت المصادر إن صفا سافر إلى الإمارات الثلثاء وإن المحتجزين أُلقي القبض عليهم بتهم منها تقديم الدعم والتمويل إلى “حزب الله”.
وأضافت المصادر الأربعة أن المحتجزين سيُفرج عنهم خلال الأيام المقبلة وسيرافقون صفا في رحلة العودة إلى لبنان. وذكر مصدر أن الزيارة تشير إلى جهود تخفيف “بعض التوترات الإقليمية”، من دون الخوض في تفاصيل.
الجمهورية: الخرق مُستبعد.. “الخماسية”: نسعى لتطبيق الدستور.. بري وميقاتي: أولوية الحوار
كتبت صحيفة “الجمهورية”:
مراوحة في الوقت الضائع؛ هو عنوان المرحلة الراهنة في لبنان، حيث بات مؤكّداً أنّ إقامته على رفّ الترقّب والانتظار والاشتباك السياسي، ستطول، ربما إلى مديات بعيدة، ريثما تثبت رؤية مخارج وحلول تلوح في أفق الملفات المعقّدة والشائكة الممتدة من رئاسة الجمهوية المعطّلة، الى الجبهة الجنوبية المتفجّرة، مروراً بكلّ الملفات الداخلية الاخرى التي تتهدّد الناس بأعباء وأهوال وأثقال في ظلّ دولة مشلولة.
وإذا كانت جهود ومبادرات تحريك الملف الرئاسي الى الأمام، قد رُحِّلت عملياً إلى ما بعد عيد الفطر، حيث يُنتظر أن تستأنف بزخم، على ما وعد العاملون على هذا الخط، فإنّ الخريطة الداخلية بانقساماتها السياسية وحتى الدينية، وتناقضها لا بل تصادمها في الرؤى والتوجّهات تنعى احتمالات الخرق الايجابي، وتعزز اليقين باستمرار الحال على ما هو عليه من عطب وشواذ الى ما شاء الله.
اللجنة مستمرة
الى ذلك، ورداً على سؤال لـ«الجمهورية»، رفضت مصادر اللجنة الخماسية التعليق عمّا اذا كانت مهمّتها قد تعرّضت لانتكاسة، واكتفت بالتأكيد «انّ اللجنة لا تتعاطى مع الملف الرئاسي في لبنان من موقع الطرف، او الانحياز في اي اتجاه، وهو ما سبق وأكّدنا عليه، ومن هنا فإنّ اللجنة مستمرة في جهودها في الفترة القريبة المقبلة».
لا حوار .. لا رئيس
الاّ انّ مرجعاً سياسياً أكّد لـ«الجمهورية» انّه «لا يرى فرصة لأي انفراج في المسار الرئاسي حتى في المدى البعيد». واوضح انّ ما يدفعه الى رسم هذه الصورة المتشائمة، هو وضوح الموقف لدى الاطراف المعنيين مباشرة بموقع رئاسة الجمهورية، وخلاصته انّهم لا يريدون رئيساً للجمهورية».
واكّد المرجع أنّ المهمّة الأساس للجنة الخماسية هي الوصول بالمكوّنات السياسية الى توافق او تفاهم على رئيس، وهذان التوافق أو التفاهم لا يتحققان سوى بالجلوس على طاولة النقاش المباشر والحوار، ونحن بالتأكيد مع هذا المسار الذي لا وجود لأي بدائل له، من شأنها ان توصل الى انتخاب رئيس للجمهورية». وخلص الى القول: «رئيس الجمهورية لا يمكن أن يأتي إلاّ ثمرة تلاقٍ ونقاش وتوافق. وكلمة أخيرة اقولها للجميع: لا حوار يعني لا رئيس للجمهورية».
السفير المصري
وكان لافتاً بالأمس، ما قاله السفير المصري في لبنان علاء موسى لـ«lbci» بأنّ اللجنة لا تتحدّث في الأسماء لأنّه ليس من دورها، بل تبحث عن أرضية مشتركة بين الفرقاء. واضاف: «ما تهدف اليه «الخماسية» هو تطبيق الدستور والبعض لديه مخاوف من «الحوار، لكن لم يتمّ انتخاب رئيس في اي زمن في لبنان من دون حوار، والفارق بين الحوارات السابقة والحالية انّها برئاسة بري، ويجب ألاّ نتحدث عن شكل الحوار».
ولفت الى «انّ اللجنة الخماسية لمست من الرئيس بري في اللقاءين الاول والثاني معه موقفه الواحد، حيث أبدى كلّ رغبة في انجاز الاستحقاق. واننا سنلتقي الكتل كافة، والآن يجري تحديد المواعيد. ومِن السفراء مَن سيأخذ إجازة طويلة من منتصف شهر نيسان. ولهذا السبب أرجأنا اللقاءات الى بعد عيد الفطر».
بري وميقاتي: الحوار
الى ذلك، جدّد رئيس مجلس النواب نبيه بري التأكيد على انّه ينظر بإيجابية وتقدير الى حراك اللجنة الخماسية، مشدّداً على تفاعله الايجابي مع مهمّتها، وتوفير كل ما يتطلّبه حسم الملف الرئاسي والتعجيل بانتخاب رئيس للجمهورية.
ورداً على سؤال، اكّد بري أنّ التوافق هو الأساس، مكرّراً دعوته الى جميع الاطراف الى «التلاقي والتشاور والتفاهم، لأنّ ذلك وحده الكفيل بإنهاء الأزمة الرئاسية، وبإعادة الانتظام الى حياتنا السياسية». واكّد في الوقت نفسه على نصاب الانعقاد والانتخاب (نصاب الثلثين من اعضاء مجلس النواب) قائلاً انّه سيبادر على الفور الى توجيه دعوة لجلسة انتخاب رئاسية، متى لمس بوادر تفاهم وتوافق.
وفي كلمة له خلال رعايته احتفالاً في اليوم العالمي للفرنكوفونية، اكّد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي «ان لا خيار للبنان سوى اتباع طريق الحوار البنّاء والاحترام المتبادل والتسامح الذي يمثل الانسجام ضمن الاختلاف».
واكّد على اننا «نحن اللبنانيين مصممون على العيش وعدم الاستسلام أبدًا». وقال: «لسوء الحظ ما زلنا ضحايا العدوان الإسرائيلي، الذي يواصل انتهاك القانون الدولي من خلال استهداف المدنيين والبنية التحتية، ويستمر في تنفيذ التدمير المتعّمد للنظم البيئية الطبيعية والزراعية». وشدّد على مواجهة الأزمة بالتآزر والتعاون والهدوء.
المساحة تضيق
وأما على الخط الجنوبي، فإنّ التأكيدات التي قُطعت للجانب اللبناني من قِبل موفدين غربيّين بأنّ هدنة غزة، ستسري أيضاً على جبهة لبنان، لا وقت زمنياً محدّداً لكي تدخل حيزّ النّفاذ، كشفت مصادر سياسية مسؤولة لـ«الجمهورية»، انّ «قنوات التواصل مفتوحة بوتيرة متتالية على خط الوسطاء، وكذلك على خطوط دولية اخرى، حيث انّ نقطة التقاطع بينها جميعها هي تبريد جبهة لبنان ووقف العمليات العسكرية وإشاعة الامن والاستقرار على جانبي الحدود».
الاميركيون مستعجلون
بدوره، قال مسؤول كبير لـ«الجمهورية»، انّه «برغم كل التهويلات والتهديدات الاسرائيلية حول استمرار الحرب، فلا أعتقد انّ هذه الحرب ما زالت مفتوحة، بل صارت تراوح في مربعها الأخير».
واوضح أنّ «الاميركيين، وفق ما بدأ يظهر، صارت الحرب مزعجة لهم وعبئاً عليهم في فترة التحضيرات للانتخابات الرئاسية الضاغطة على واشنطن، والاعلام الاميركي بات يتحدث بوضوح عن فشل اسرائيل، وأنّ هذه الحرب طالت كثيراً. امام هذا الجو اعتقد انّ الاميركيين باتوا مستعجلين وجدّيين اكثر في ممارسة ضغوط على بنيامين نتنياهو، وتجلّى ذلك في معارضتهم او اعاقتهم توجّهه للهجوم على رفح. وباتوا يدفعون اكثر فأكثر لبلورة مخارج لهذه الحرب، بدءاً بالهدنة الطويلة الأمد التي يسعون الى تحقيقها. وأعوّل في هذا السياق على زيارة وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن الى اسرائيل في ان تدفع بقوة الى فرض هذه الهدنة».
الى ذلك، وفيما رجّحت تقديرات ديبلوماسية بأنّ «هدنة غزة قد اصبحت وشيكة، وفق ما تؤكّده اجواء الحوارات والنقاشات الجارية حولها، والتي تشير الى انّ مساحات الخلافات باتت أضيق بكثير مما كانت عليه في السابق، واحتمالات التوافق على هدنة لستة اسابيع صارت قوية». ورداً على سؤال لـ»الجمهورية» أكّد مصدر ديبلوماسي أنّ هدنة غزة ستشمل لبنان حتماً. وقال مجرّد ان يتمّ الاعلان عن هذه الهدنة، سينسحب الامر تلقائياً، وبشكل فوري على جبهة الحدود الجنوبية.
وفي الجانب الإسرائيلي، نقلت صحيفة «إسرائيل هيوم» عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قوله للسلطات البلدية في الجبهة الشمالية، إنّه «ليس من المؤكّد أن يبدأ العام الدراسي في أيلول».
ويأتي ذلك مع استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والاعتداءات اليومية على أراضي جنوب لبنان، فيما يواصل «حزب الله» تنفيذ عمليات عسكرية ضدّ المواقع الإسرائيلية على طول الحدود. وفي نهاية شهر شباط الماضي، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أنّ الحكومة الإسرائيلية صادقت على تمديد إجلاء سكان البلدات الحدودية في غلاف غزة ومع لبنان حتى تموز.
في هذا الوقت، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري إنّ «حزب الله يجرّ لبنان إلى تصعيد خطير، لكن هناك نافذة دبلوماسية ما زالت مفتوحة».
وقال هاغاري لقناة «الحرة»: «الجيش الإسرائيلي يميّز في عملياته بين المدنيين وعناصر «حزب الله»، مشيراً إلى أنّ الحزب «رفض دعوتنا للسلام على الحدود».
وزعم هاغاري أنّ الجيش الإسرائيلي قتل 300 عنصر من «حزب الله» حتى الآن، مضيفاً أنّ «علينا أن نبعد «حزب الله» عن المنطقة الحدودية». وتابع قائلاً: «يجب أن نكون قادرين على إعادة سكان شمال إسرائيل إلى مناطقهم».
وفي سياق متصل، نشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيليّة تقريراً جديداً سلّطت الضوء من خلاله على ضابط إسرائيليّ أطلق «حزب الله» صاروخاً مضاداً للدروع باتجاهه يوم 21 تشرين الأول الماضي، حينما كان يحفرُ خنادق لحماية الجنود بالقرب من كيوبتس برعام المُحاذي للبنان. وأصابه في وجهه وتحديداً في الفك، وقد أُجريت له عمليات جراحّية معقّدة للترميم.
وقال التقرير «إنّ الملازم يدعى روي موشيه (22 عاماً) وصاروخ «حزب الله» كاد يقتله، وما حصل جعل الملازم الإسرائيلي يفقد أسنانه، فيما خسر 19 كيلوغراماً من وزنه بينما لا يستطيع مضغ الطعام الصلب. وقد بقي لمدة 4 أيام في العناية المركّزة يتأرجح بين الحياة والموت، مشيراً إلى أنّ والدة الملازم كانت تطعمه بواسطة «حقنة».
وفي سياق حديثه عن الحرب وجبهة جنوب لبنان، يقول موشيه: «عندما أصبح الخوف من انضمام «حزب الله» إلى القتال في غزة أمراً واقعياً، نفّذنا انتشاراً عند الحدود على الرغم من أنّه كان من المستحيل رؤيتنا، إلاّ أننا كنا نشعر بالخوف.. لقد انكشفنا، فلا حماية ولا مكان للإختباء.. إثر ذلك، فكرت بحفر خندق قرب كيبوتس برعام من أجل حماية جنودي».
وبحسب التقرير، فقد قرّر موشيه حفر 24 خندقاً، ولهذا السبب استعان بـ«الحفارة» وعندما انتهى من حفر الخندق التاسع عشر، أخذ استراحة قصيرة. هنا، يقول موشيه: «كانت الساعة الخامسة مساء وكنت لا أزال داخل الحفار عندما سمعت انفجاراً هائلاً. لقد انفجر صاروخ مضاد للدروع على بعد نصف متر من رأسي وتطايرت الشظايا مصيبة كل أنحاء جسدي باستثناء رأسي الذي كان محمّياً بخوذة، علماً أنّ النصف العلوي من جسدي كان مزنراً بسترة سيراميك. على الفور، ركضوا إليّ وبدأوا بإسعافي في غضون دقائق قليلة. كنت واعياً تماماً وأتذكر أنّهم وضعوني على نقالة وأخلوني، ورأيت الدم يخرج من كل جزء من جسدي».
يكشف موشيه أنّ شظية خرقت الثغرة الموجودة في الخوذة حتى وصلت إلى الخدّ الأيسر وقطعت اللسان وكسرت الفكين، وتوقفت على بعد ميلليمتر واحد من الشريان السباتي الرئيسي».
يقول موشيه أيضاً إنّ تناول الطعام بسبب هذه الإصابة ليس بالأمر السهل، موضحاً أنّه لا يزال من غير المسموح له المضغ حتى يتعافى الفك، مشيراً إلى أنّه لا يخجل بإصابته التي تعرّض لها كمحارب وقائد عسكريّ.
الوضع الميداني
وكانت الجبهة الجنوبية، قد شهدت امس، توتراً على امتداد الحدود من الناقورة الى تلال كفر شوبا ومزارع شبعا، حيث واصل الجيش الاسرائيلي اعتداءاته على المناطق اللبنانية، ونفّذ سلسلة غارات جوية على اطراف بلدة الغندورية وطريق حولا – شقرا، وبلدة حولا، والعديسة وكفر كلا، ويارون، وبلدة القنطرة ما أدّى الى سقوط شهيد من حركة «امل» محمد علي موسى قميحة «لواء» من بلدة كفر صير. وقال المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي افيخاي ادرعي، في منشور على حسابه عن استهداف «منشأة انتاج لـ»حزب الله» في قلب حي مدني يعمد الحزب لتخزين المواد الخطرة والوسائل القتالية».
وترافق ذلك مع قصف مدفعي طال اطراف كفر حمام وراشيا الفخار، وبلدة العباسية الحدودية، وميس الجبل، وشرقي بلدة الوزاني، حيث استهدفت قوات العدو المتمركزة في بلدة الغجر المحتلة رعاة الماعز بالرشاشات الثقيلة والمقنبلات.
وفي موازاة ذلك، اعلن «حزب الله» انّ المقاومة الاسلامية استهدفت مرتين موقع رويسات العلم في تلال كفر شوبا وكذلك قلعة هونين وموقع زبدين في مزارع شبعا وموقع المرج. وذكرت وسائل الاعلام الاسرائيلية انّ صفارات الانذار دوّت في مستعمرة كريات شمونة ومحيطها.
تصنيف جديد
من جهة ثانية، واصلت فنلندا تصدّرها قائمة مؤشر السعادة العالمي للعام السابع على التوالي، وتلتها كل من الدنمارك وأيسلندا والسويد وإسرائيل وهولندا والنرويج ولوكسمبورغ وسويسرا. بينما حلّت أفغانستان في ذيل القائمة، يسبقها لبنان وليسوتو وسيراليون.
على المستوى العربي، حلّت الكويت في المركز 13 عالمياً، ثم ظهرت بعدها الإمارات في المركز 22 ثم السعودية في المركز 28 والبحرين في المركز 62 وليبيا في المركز 66 ثم الجزائر في المركز 85 والعراق في المركز 92 والأراضي الفلسطينية 103. ويأتي بعد ذلك المغرب في الترتيب 107 وتونس في الترتيب 115 والأردن في الترتيب 125 ومصر في الترتيب 127 واليمن في الترتيب 133 ثم لبنان في الترتيب 142.
الأخبار: ذعر أميركي خليجي: الجماعة تعيد المقاومة إلى بيروت
أمر عمليات اميركي – خليجي بحملة ضد الجماعة الاسلامية: خوف من مدّ سنّي معادٍ لإسرائيل
كتبت صحيفة “الأخبار”:
منذ أن استعادت «قوات الفجر» دورها في العمل العسكري ضد العدو الإسرائيلي وإعادة الجماعة الإسلامية فلسطين قضيّةً مركزيّةً وبوصلةً استراتيجيّةً بمعزل عن الحرب الدائرة في غزّة، كثرت الأسئلة العربيّة والغربيّة عن مدى تصاعد الإسلام السياسي في الشارع السني وقدرته على استمالة المزاج الشعبي تمهيداً للقيام بأدوار سياسية أكبر. الإجابات التي وصلت إلى السفارات العربيّة والأجنبيّة عن التعاطف الشعبي مع حركة «حماس»، وتلقائياً «شقيقتها» اللبنانية، سرّعت في اتخاذ القرار بتسعير الحملة على «إخوان لبنان» وتأليب الشارع السنّي ضدّهم بتهمة «التصاقهم» بحزب الله
لم تشكّل الجماعة الإسلاميّة يوماً خطراً على غيرها من القوى السياسيّة في «الشارع السنيّ». ولطالما نُظر إليها كحالة محصورة في «جيوب» بعض المدن وقرى الأطراف، تقتات من بيئة تنمو على العقيدة الإسلاميّة المتشدّدة نوعاً ما، من دون أن يسجّل لها فوز مدوٍّ في منازلة شعبيّة أمام التيّارات السياسيّة الأكثر انفتاحاً وعلمانيّة.هكذا، بقيت الأصوليّة الدينيّة مصدر أمان بالنسبة إلى القوى السنيّة غير العقائديّة، لمراوحتها مكانها، وخصوصاً أنّ «الأشهر الذهبية» في العقد المنصرم، سرعان ما انتهت بعد سلسلة هزائم مُني بها «الإخوان المسلمون» في المنطقة، تُوّجت بـ«الضربة القاضية» عبر إسقاط نظام الرئيس المصري محمّد مرسي، فيما فضّل نظام الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عدم التغلغل في التفاصيل اللبنانيّة مُبقياً على «شعرة معاوية» في التعاطي مع حلفائه. غياب الغطاء الإقليمي وانخفاض المداخيل الدّاخلية أرخيا تدهوراً في أوضاع الجماعة الماليّة ودفعها إلى عصر النفقات وخفض موازنات عدد من مؤسّساتها وقطع الهواء عن إذاعة «الفجر»، الناطقة باسمها، في بعض المناطق.
وعلى المستوى العسكري، لم ينظر المتابعون إلى مواظبة «قوات الفجر» على متابعة مهامها العسكريّة كأمر يستحق التوقّف عنده، وخصوصاً أنّ عناصرها القليلين كانوا يعملون في أغلب الأحيان سراً ومن دون قدرات عسكريّة يُعتدّ بها في ظل أزمة ماليّة وتدقيق أمني، حتى كادت «قوات الفجر» تُمحى من الذاكرة.
التقليل من شأن «الجماعة» كان من شيَم حلفائها وخصومها على حدّ سواء، إذ لم يروا فيها إلا نائباً واحداً لا يصل إلى البرلمان من دون «دفشةٍ» من القوى السياسيّة الأُخرى، وعلى رأسها تيّار المستقبل. لذلك، بقي «القرار السياسي» منسجماً مع «المستقبليين»، حتّى باتت «الجماعة» في بيروت تُصوَّر على أنّها حديقة خلفيّة لبيت الوسط. وهذا كان واحداً من الأسباب التي «شلّعت» تنظيم «أبناء الشيخ حسن البنّا» وأنتج فرقاً تُغني كل منها على هواها في منزل واحد.
استعادة «الجماعة» لأدوارها
اليوم، كلّ هذا اختلف. منذ أن لمع نجم «قوات الفجر» في العمل المقاوم ضد العدو الإسرائيلي أخيراً، بدأت «النقزة» من «الجماعة الإسلاميّة» تكبر، وخصوصاً بعدما استعادت دورها القيادي في القضيّة الفلسطينيّة ما أكسبها جماهيريّة وحيويّة غير تقليديّة داخل مراكزها. فهي الفصيل السني الوحيد عربياً الذي يُساند غزة عسكرياً، ما حوّلها إلى «مغناطيس» لكثيرين من الشبّان اللبنانيين الذين يرون أن فلسطين متروكة من أبناء جلدتهم. ليس مسبوقاً أن يحمل متظاهرون في القرى، من غير المنظمين في الجماعة، راياتها الخضراء، وأن يصدح صوت أمينها العام الشيخ محمّد طقوش من مكبّرات صوت في مناطق لا ثقل للجماعة فيها. فيما يروي مسؤولون عن أعداد كبيرة من الشبان ممّن لديهم اعتراضات على أداء حزب الله داخلياً وفي سوريا، يدقّون أبوابهم للانضمام إلى صفوف الجماعة، بعدما قدّمت «خياراً سنياً بحت» لمقاومة العدو.
مع أن هؤلاء يؤكدون «أن آلية فتح باب الجهاد حساسة في الوقت الحالي، وخصوصاً أنّ الوضع لا يستلزم النفير العام في الجنوب، بل الأصح العمل ضمن مجموعات قليلة»، إلا أنهم يدركون أهميّة استعادة الجماعة لدورها المقاوم، وخصوصاً أنّ هذا أحد أهم البنود التي ركّز عليها طقوش أثناء ترشّحه إلى منصب الأمين العام. وبالتالي، فإن هذا البند كقرارٍ استراتيجي لا يرتبط بالأحداث الداخلية والإقليميّة. وهو ما يقوله نائب الأمين العام الشيخ عمر حيمور، مشدداً على أن «المسجد الأقصى هو قضيّتنا الاستراتيجيّة، وسندرس كيفيّة استخدام كل الوسائل من أجل هذه القضية». وعمّا إذا كانت «قوات الفجر» ستُبقي على دورها المقاوم بعد انتهاء الحرب، يؤكّد «أنّنا أوّل من طالبنا باستراتيجيّة دفاعيّة لحماية لبنان من العدو المتربّص بنا، ونحن نؤمن بالجيش للدفاع عنه، ولكن إذا كان البلد مكشوفاً للعدو، فلمن نُعطي سلاحنا؟».
هجوم محلي – خارجي؟
وإذا كانت عمليّة «طوفان الأقصى» وتأييد «حماس» قد أعادا الوهج إلى الجماعة في لبنان، فإن مسؤوليها لم يسلموا من الانتقاد والهجوم، وآخره من عدد من نواب العاصمة رفضاً لما سمّوه «العراضة العسكريّة» التي رافقت تشييع أحد شهداء «الجماعة» أخيراً. الانتقاد كان تحت الطاولة قبل أن يخرج إلى العلن، بطلب غربي – أميركي تحديداً – على لسان النواب: وضاح الصادق وفؤاد مخزومي وإبراهيم منيمنة ومارك ضو. «صُعق» هؤلاء لسماعهم رشقات رصاص أثناء التشييع في طريق الجديدة، وغاب عنهم أن بيروت هذه شهدت أولى عمليات مقاومة الاحتلال الإسرائيلي على يد الشهيد البيروتي خالد علوان، لم تكن على مدى تاريخها الإسلامي والعروبي واليساري على الحياد في مقارعة العدو. وأرفق هؤلاء انتقاداتهم بتأليب الشارع على الجماعة واتهامها بأنها ليست سوى «غطاء سني» لعمليات حزب الله العسكريّة.
ويدرج الشيخ حيْمور هذه المواقف ضمن «حملة ممنهجة في سياق الحملات التاريخيّة على التيّار الإسلامي، وخصوصاً أنّ ردّة الفعل على الحرب على غزّة أدت إلى تعاطف شعبي مع الحالة الإسلاميّة». وقال: «إن الاعتراض تجاوز انتقاد الظهور المسلّح في التشييع، وخصوصاً أن هذا الظهور لم يكن مقصوداً بل من قبل مجموعة صغيرة، بل هم أصرّوا على مهاجمة فكر الجماعة وأدائها وسلوكها وحضورها». أما اتهام الجماعة بقربها من المحور الإيراني، فهو «غباء في السياسة، وهدفه دغدغة مشاعر الشارع السني الذي له مآخذ على حزب الله، فإيران هي واحدة من الدول المؤيدة للقضية الفلسطينيّة، لكنهم يريدون منا أن نحدّد خياراً: إما إيران أو العدوّ الإسرائيلي، والأمور ليست على هذا النحو الذي يخدم أجندة العدو الصهيوني».
ما يراه حيمور على أنّه حملة ممنهجة ضد الإسلام السياسي، يربطه متابعون بالحملة المنظّمة التي بدأها أخيراً الإعلام المموّل سعودياً وإماراتياً ضد حركة حماس، هو الاعلام الذي اتهم الحركة بأنها «أخطأت بتنفيذ عملية طوفان الأقصى، التي بررت جرائم الإبادة ضد الفلسطينيين». ويرى المتابعون أنّ هذه الحملة تُعبّر عن «خشية من تنامي الإسلام السياسي في المنطقة وتصاعد دور الجماعات الإسلاميّة المقاومة، ولذلك تُراهن هذه الدّول على إحباط تجربة حماس وخسارتها أمام العدو الإسرائيلي، ما يؤدي عملياً إلى تنفيس هذه الحالة إقليمياً، وخصوصاً أنّ التصاق هذه الحالة بالقضية الفلسطينيّة يُكسبها قوّة شعبيّة لا تقوى الأنظمة العربية على فرملتها». لذلك، تأتي حملة الأنظمة العربية، وعلى هامشها حملة نواب بيروت المعروفي الارتباطات، على حماس و«أخواتها»، لاستباق استثمار هذا الفريق في نتائج الحرب ولمنع «تضخّم» التيّار السياسي الإسلامي تحت عنوان المقاومة.
ويؤكد أكثر من مصدر أن هذه الخشية تنسحب على الغرب الذي لا يخشى الجماعات الإسلامية إلا إذا جاهرت بعدائها لإسرائيل. وفي هذا السياق، يؤكد أكثر من مصدر أن سفراء غربيين في بيروت طرحوا أسئلة كثيرة على من يلتقون بهم من لبنانيين حول الجماعة وتصاعد شعبيتها، وعما إذا كان بمقدورها فعلاً غزو الشارع السني مع غياب الرئيس سعد الحريري عن الساحة. ولاستباق «الخطر المحدق»، وجّه السفراء أتباعهم في لبنان بضرورة «التشهير» بالجماعة باعتبارها «الجناح السنّي لحزب الله» و«تابعة» للمحور الإيراني وخارجة عن الإجماع السني.
التأثير الداخلي
وإذا كانت لهذه الحملة مبرّراتها الخارجيّة، فإن الأسباب الدّاخلية لا تقلّ أهميّة بعد توسّع القاعدة الشعبيّة لـ«إخوان لبنان» والخشية من «تقاسم الصحن السني» مع القوى السياسية الأُخرى. وفي رأي المتابعين أن تيّار المستقبل أكبر الخاسرين من زيادة رصيد الجماعة على حساب رصيده، ويضعون تضخيم زيارة الحريري لبيروت الشهر الماضي في هذا الإطار، لافتين إلى أنّ هذا «الاستعراض السياسي» كان بطلبٍ إماراتي ليقدّم الرجل نفسه من جديد إلى السعوديّة بـ«العبارة الذهبيّة» التي قالها: «الإسلام المعتدل»، علّها تصفح عنه تحت سيف خوفها من المد الإسلامي، وإن كانت هذه المُعادلة لم تُجد نفعاً في الديوان الملكي حتّى الآن.
في المقابل، يقلل آخرون يؤكّدون من أثر تمدّد الحركات الإسلاميّة على القوى الحزبيّة غير العقائديّة وأولاها «المستقبل»، باعتبار أن جمهور الجماعة «مُحدّد سلفاً بمناطق وبيوتٍ متديّنة تتلقّى أدلجةً دينيّة مسبقة، ومن دون أن يكون بمقدورها خرق المجموعات الملتزمة دينياً والمنفتحة على مستوى المواقف السياسية والاجتماعيّة».
نداء الوطن: إسرائيل لا تزال ترى في الديبلوماسية “حلاً للصراع” في الجنوب
بكركي تلاحق اليوم “وحدة الصف” و”التيار” يرفض الموقف من «الحزب»
كتبت صحيفة “نداء الوطن”:
ينعقد عصر اليوم في بكركي اجتماع برئاسة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي يضم ممثلين لكل الأحزاب والتيارات المسيحية، بهدف مناقشة الملاحظات التي سجّلتها هذه الأحزاب على ورقة اقتراحات قدمتها بكركي، ونوقشت في اجتماعات سابقة، وإذا تم الاتفاق على كل النقاط سينتقل الراعي الى المرحلة الثانية. وكشفت مصادر بكركي لـ»نداء الوطن» أنّ ملاحظات القوى المسيحية ليست كثيرة، وبعضها يتعلق بالشكل وبعضها بالمضمون. وتركز الورقة على بنود أساسية تتعلق برئاسة الجمهورية والشراكة الوطنية والدور المسيحي وقرار الحرب والسلم.
وفي هذا السياق كشفت أوساط متابعة عن رغبة لدى رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل كي يبدو اجتماع اليوم وكأنه يلاقي دعوته الى لقاء مسيحي في إطار رسمَه مسبقاً، لكن «التيار» ما زال بعيداً عن مواقف مسيحية وازنة تريد أن تركز في الاسم والمضمون على «حزب الله» وسلاحه، الأمر الذي يرفضه «التيار».
ولفتت هذه الأوساط الى «أنّ هناك محاولة تقوم بها الكنيسة تحت عنوان «الوصول الى وحدة صف مسيحية». لكن المناقشات أظهرت انه لا يمكن الوصول الى وحدة صف إلا على قاعدة وحدة موقف وطنية تعبّر عن المسلمين والمسيحيين. وهذا الموقف يتناول أزمة دور «حزب الله». وإذا كانت هناك أزمات أخرى تتعلق باللاجئين السوريين والاقتصاد والشغور الرئاسي، فكلها مهمة، ولكنها نتاج أزمة «الحزب». والحل يكون بمطالبته بتسليم سلاحه الى الدولة». وتوقعت الاوساط أن يكون اجتماع بكركي مثل الاجتماعات السابقة «بسبب عدم موافقة «التيار» على اتخاذ موقف من «حزب الله» وسلاحه».
ومن مساعي بكركي الى آخر التطورات المتصلة باللجنة الخماسية. فقد غادر السفير السعودي وليد البخاري أمس إلى الرياض في إجازة تستمر الى ما بعد عيد الفطر. وأكد مصدر واسع الاطلاع لـ»نداء الوطن» أنّ «تعليق سفراء اللجنة الخماسية لقاءاتهم مجتمعين مع القيادات اللبنانية، الى ما بعد عيد الفطر، لا يعني أنّ الحراك المتصل باعادة انتظام المؤسسات الدستورية قد توقف».
وكشف المصدر أن الحراك القطري «سيبقى على زخمه»، سواء عبر السفير القطري سعود بن عبد الرحمن ال ثاني، أو من خلال الزيارات العلنية أو البعيدة من الأضواء التي تقوم بها قيادات لبنانية الى الدوحة. وفيما رجح المصدر ان يلبي الزعيم الدرزي وليد جنبلاط الدعوة لزيارة قطر يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين، أوضحت مصادره أنّ الموعد لم يتحدد بعد.
وفي مقابل الحركة السياسية والديبلوماسية، ما زال ميدان الحدود الجنوبية مستمراً على حماوته، إذ شهد مساء أمس غارات اسرائيلية على بلدات حولا ويارون وكفركلا. وأعلن «حزب الله» من ناحيته تنفيذ سلسلة عمليات قصف ضد المواقع الإسرائيلية المقابلة.
وفي إسرائيل، قال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري «إنّ الديبلوماسية لا تزال قادرة على حل الصراع بين إسرائيل و»حزب الله»، لكنه القى «باللائمة» على «الحزب» في «تصعيد الحرب».
وفي ما يتعلق بالوضع على الحدود الشمالية لإسرائيل، أضاف «إن إسرائيل تريد أن تكون قادرة على إعادة مواطنيها إلى مجتمعاتهم في المنطقة».
الديار: الخماسية غرقت بالتفاصيل وتلتقي حزب الله بعد الأعياد دون جونسون
تعيين خفراء مسيحيين كمخرج لدورة ٢٠١٨؟
سوريا على خط العلاقات بين حزب الله والرياض والامارات
كتبت صحيفة “الديار”:
بات بحكم المؤكد ان اللجنة الخماسية ستصبح رباعية عندما تلتقي حزب الله من دون السفيرة الاميركية جونسون، وطلب السفراء موعدا لزيارة حزب الله، واللقاء سيتم بعد الاعياد في منتصف شهر نيسان، وياتي من ضمن تحركات السفراء على الاطراف اللبنانية لتذليل العقبات امام الملف الرئاسي، اما السفيرة الاميركية فان حزب الله يرفض الجلوس معها ويرفض مفاوضة الاميركيين الذين بدورهم لم يسبق ان جلسوا مع اي مسؤول في حزب الله وما زالوا يصنفون الحزب بالارهاب.علما ان حزب الله يصر في جميع مواقفه على اولوية الحوار الداخلي لانتخاب رئيس للجمهورية مع التاكيد على ان العامل الخارجي امر مساعد ومهم، لكن الحوار الداخلي يبقى الاساس لانتخاب رئيس للبلاد.
وبعيدا عن لقاءات الخماسية فان مصدرا مطلعا على اتصالاتها يصف حركتها بالاعلامية فقط، ويسال، ماذا يمكن ان تنتج في لقاءاتها مع الاطراف اللبنانية الذين كرروا امام السفراء مواقفهم المعروفة، اما عن انضمام ايران للجنة الخماسية فيؤكد المصدر المتابع، ان السفير المصري كشف عن اتصالات مع الايرانيين والتشاور معهم في هذا الخصوص، ومن المعروف ان وليد جنبلاط طالب بانضمام ايران الى الخماسية خلال العشاء مع السفير الايراني اذا كانت جدية في عملها، هذا مع العلم، ان طهران ما زالت تؤكد على رفض التدخل في الشان اللبناني الداخلي مطلقا، وان القرار لحزب الله، لكن المصدر المتابع يجزم بان الملف الرئاسي مؤجل الى ما بعد وقف اطلاق النار في غزة.
ووصف بعض المقربين من الذين التقوا السفراء الخمسة، ان الجولة الاولى لم تحمل جديدا، «كل يغني على ليلاه «، وكرر الاقطاب مواقفهم المعروفة والمعلنة في وسائل الإعلام دون «زيادة او نقصان» وحسب ما نقل، فان الفريق المسيحي بكل تلاوينه الدينية والسياسية شدد على ضرورة فتح أبواب المجلس النيابي وعقد جلسات متتالية لانتخاب الرئيس محملين الرئيس نبيه بري المسؤولية عن عدم الدعوة إلى عقد جلسة انتخاب الرئيس، لكن هذا التوافق، لم يخفف من التباينات العميقة بين الرئيس ميشال عون والدكتور سمير جعجع، فاسترسل الحكيم بحملاته العنيفة ضد حزب الله ورئيس «التيار» الوزير جبران باسيل، وعلى» الناعم» تجاه بري، ولم يوفر عون أحدا من الذين عرقلوا عهده وافشلوا المحاسبة، وفي المقلب الاخر، اكد بري على الحوار بين كل المكونات السياسية للوصول إلى انتخاب رئيس للجمهورية، فيما شدد جنبلاط على الاسراع بانتخاب الرئيس بعيدا عن الاسماء وتاييد دعوة بري الى الحوار وتقديم كل التسهيلات، وبالتالي اقتصرت الجولة الأولى على الاسئلة والاجوبة المتبادلة والاستفسارات التي تجاوزت الملف الرئاسي إلى غزة والمنطقة وتحديدا من قبل السفيرة الاميركية جونسون، وحسب ما نقل، فان الجولة تجنبت كليا الأسماء و الخيار الثالث والفيتوات، وشدد السفراء على ضرورة الاسراع في انتخاب الرئيس تجنبا لأية منزلقات في هذا الظرف الاستثنائي الذي يفرض وجود رئيس للجمهورية، و اكدوا على دورهم المساعد فقط، ودعوا الاطراف إلى الحوار وإزالة التباينات واكتفوا بالعموميات مع تأييد دعوات بري للحوار والتاكيد على تطبيق الدستور، رغم ان السفراء حاولوا خلال اللقاءات اظهار موقفهم الموحد من الاستحقاق وعدم وجود تباينات بينهم وتحديدا بين الاميركيين والفرنسيين وبين السعوديين والقطريين كما نشر في وسائل الإعلام.
لكن الوقائع على الأرض كشفت عكس ذلك، وحسب المتابعين للحراك، تبلغ المسؤولون اللبنانيون موقفا اميركيا رافضا للعرض الفرنسي بإنشاء لجنة خماسية فرنسية اميركية لبنانية اسرائيلية مع اليونيفيل لبحث الترتيبات على جانبي الحدود بين لبنان وإسرائيل بعد وقف النار في غزة، وتمسك هوكشتاين بانضمام واشنطن فقط للجنة الثلاثية ومعاودة اجتماعاتها في الناقورة، وهذا ما طلبته إسرائيل مؤخرا وادى إلى تاجيل زيارة لودريان إلى لبنان لأجل غير مسمى، فيما الموفد الاميركي يتابع التفاصيل من فريق عمله وسيعود بعد الوصول الى وقف للنار.
وحسب المتابعين للحراك، فان نشاط بيروت الخماسي يوازيه حراك بعيد عن الانظار في مسقط بين الاميركيين والايرانيين، امتدادا إلى لقاءات سعودية إيرانية وصولا الى اجتماعات سورية سعودية ستتوج بزيارة وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الى الرياض مع تاكيدات بعودة الحرارة في العلاقات بين البلدين الى مرحلة ما قبل ٢٠٠٥، بالإضافة إلى لقاءات سورية اماراتية أسفرت عن نجاح الجهود السورية التي قام بها اللواء السوري حسام لوقا مع مدير المخابرات السعودية اللواء خالد الحميداني ومدير المخابرات الإماراتية اللواء طحنون بن زايد بالافراج عن المعتقلين الشيعة في الامارات والسعودية وتامين زيارة للحاج وفيق صفا إلى الامارات لوضع اللمسات الأخيرة على هذا الملف الانساني دون التطرق الى اي قضية سياسية، علما ان الرياض بدأت الافراج عن معتقلين شيعة منذ شهرين تقريبا، هذا التواصل قد يمتد إلى لبنان اذا بقي الاستعصاء الداخلي، خصوصا ان ألاتصالات تدور بين دول لها التاثير الاول في الملف اللبناني.
مفاوضات غزة وعمليات المقاومة
وحسب المتابعين، فان الاطراف السياسية الذين التقوا الخماسية، سمعوا كلاما واضحا بان الجهد الدبلوماسي الأول لبلدانهم منصب على غزة والجنوب والوصول إلى هدنة في غزة ومنع توسع الحرب في جنوب لبنان.
وفي معلومات لقيادات فلسطينية في بيروت، انه لايمكن الحديث عن تقدم حتى الآن في مفاوضات الدوحة، وإسرائيل ترفض وقف الأعمال القتالية كليا والانسحاب من غزة، وتتمسك بالافراج عن الاسرى الموجودين لدى حماس اولا، هذا المطلب تتبناه واشنطن،ولذلك المفاوضات على حالها، وردت إسرائيل بمطالبة حماس بالافراج عن المحكومين بالمؤبدات باجراءات وحشية ضد هؤلاء الاسرى وفي مقدمهم مروان البرغوثي التي ساءت حالته الصحية وأصيب بجروح في عينيه ونقل إلى السجن الانفرادي بعد رفض إسرائيل الطلبات بعرضه على الأطباء، مما يهدد حياته، وطالت الإجراءات ايضا الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين احمد سعدات
الدعم الأوروبي للجمعيات يتقلص
اعلن وزير الشؤون الاجتماعية هيكتور حجار، ان المساعدات الاممية المتعلقة باللاجئين والنازحين تراجعت، ولبنان يواجه صعوبة في هذا الملف بالنسبة للحصول على الاموال، وابلغت كبار الجمعيات الاممية موظفيها في بيروت عن نقص كبير في التمويل الاوروبي مما سيؤدي الى الاستغناء عن الكثير من الموظفين اواخر العام الحالي.
وحسب العديد من القيمين على الجمعيات، فان الظروف في المنطقة قد تتطلب مثل هذا الإجراءات التقشفية، لكن المشكلة ليست محصورة في التمويل فقط، بل تعود إلى أن معظم الجمعيات الاممية لم تتلق حتى الان اجوبة عن كيفية صرف الأموال العام الماضي رغم المطالبات بالكشوفات، ولم يحصلوا على جداول العاملين والمتعاقدين الذين عملوا مع النازحين السوريين، وتدرس المنظمات الاممية التوقف عن صرف الاموال المخصصة لهذه القطاعات خلال الاشهر القادمة، بعد ان لمسوا فسادا وتجاوزات وتسجيل اسماء وهمية، وما زال الملف معلقا منذ العام الماضي دون اي تدخل من الوزارات للرد على اسئلة الجمعيات الاممية مما يهدد بمخاطر كبيرة وتوقف الدعم.
خفراء الجمارك
في موضوع خفراء الجمارك، فان الحل المتوقع إجراء مباراة لتعيين خفراء جدد معظمهم من المسيحيين مما يؤدي الى تصحيح الخلل الطائفي الناتج عن دورة ٢٠١٨ وتعيين ٢٠٠ خفير معظمهم من المسلمين، ويتم التفتيش عن مخرج قانوني للملف لانه لايمكن حرمان اي مواطن لبناني من حق التقدم للدورة حسب القانون، وهناك تفكير بتعيين خفراء مسيحيين دون فتح مباراة للدخول لكن الاتصالات لم تحسم اي اتجاه، والرئيس ميقاتي مصر على سحب الملف من التداول بعد ان اخذ ابعادا سياسية وطائفية، كما أن الوزراء المسيحيين داخل الحكومة أبدوا اعتراضاتهم على التعيين ومنهم من هدد بمقاطعة جلسات الحكومة وتطيير النصاب، فالجلسة الأخيرة للحكومة حضرها ١٦ وزيرا فقط، وغياب اي وزير ينسف الجلسات، خصوصا ان العلاقة بين ميقاتي ووزير خارجيته عبدالله بو حبيب «مغطاة بقشة» قد تطير في اية لحظة، فميقاتي ممتعض جدا من الخطوط بين بوحبيب والرئيس ميشال عون وجبران باسيل ورد بمعاقبة وزير الخارجية من حضور لقاءاته الدبلوماسية الأخيرة فيما يتعلق بالمفاوضات، لكن دخول الرئيس بري على الخط منع وصول الأمور إلى نقطة اللاعودة.
اللواء: فراغ يسبق الأعياد.. وجبهة مسيحية للضغط بدءاً من اليوم
اشتداد الغارات ليلاً على قرى الجنوب مع تراجع فرص الهدنة في غزة
كتبت صحيفة “اللواء”:
استبقت اللجنة الخماسية على مستوى السفراء حلول عيد الفطر السعيد، فدخلت في إجازة، وتحرّر السفراء فرادى من التزامات المواعيد، وبات بإمكانهم السفر الى بلدانهم، او الى حيث شاؤوا مع امل العودة ليس الى لبنان، بل لمتابعة جدول مواعيد جديدة في الاسبوع الاول بعد العيد، الذي سيسبقه عيد الفصح، حسب التقويم الغربي، ثم عيد الفصح حسب التقويم الشرقي.
وبصرف النظر عما خلصت اليه، على مستوى القناعات التي تجمعت لدى السفراء او بصورة كلية، فإن الترقب عاد بقوة الى الواجهة، وبدت جبهة الجنوب الاكثر تأثراً بأجواء الترقب، لا سيما بعد كشف حركة حماس عن الجواب السلبي لبنيامين نتنياهو على مشروع التوصل الى هدنة تسمح بتبادل الاسرى والمحتجزين، فضلاً عن وقف النار، واطلاق المساعدات الانسانية.
وهذا يعني، من وجهة نظر مصادر سياسية، عودة المخاوف بقوة الى المشهد ايا كانت الحسابات الاميركية والاسرائيلية في ضوء جولة وزير الخارجية الاميركي انطونيو بلينكن، والتي ستشمل اسرائيل، يوم غد الجمعة، وفي واجهة الزيارة استعدادات الجيش الاسرائيلي لفتح معركة رفح او الدخول الى «رفح» ضمن خطة تدمير كل جغرافيا القطاع من جهاته الاربع، بما فيها رفح من الجنوب، وممرها عبر مصر، التي تقود مع المملكة العربية السعودية جهوداً مضنية للتوصل الى وقف النار، وتوفير المساعدات الى غزة المنكوبة.
وكشفت مصادر ديبلوماسية ان لجنة السفراء الخمسة، ستتحول بدءا من اليوم إلى لجنة من سفيرين فقط، بعد مغادرة سفراء المملكة العربية السعودية ومصر وقطر الى بلدانهم بدءا من اليوم، لقضاء ما تبقى من شهر رمضان المبارك هناك وتمضية عطلة عيد الفطر المبارك هناك، ما يعني بقاء سفيري الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا فقط في لبنان، واقتصار حركتهما منفردين حتى عودة السفراء الثلاثة من بلدانهم إلى لبنان بعد عيد الفطر المبارك، ما يعني عمليا تجميد حركة اللجنة الخماسية في الوقت الحاضر.
واشارت المصادر إلى ان ما تسرب من معلومات عن زيارة وفد اللجنة الخماسية إلى بكركي ومعراب ولقائه مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط، لا يؤشر إلى أي تقدم ولو جزئي في مهمة اللجنة لانتخاب رئيس للجمهورية، بل سجل عجز ملموس، لدفع مهمتها قدما إلى الامام، استنادا إلى الاجواء التي نقلت عن أجواء المجتمعين، ما يعني ان ما قامت به اللجنة الخماسية حتى الان، مراوحة مكانها، بالرغم من اهمية الزيارات التي قامت بها، والافكار التي استمعت اليها منهم جميعا.
وفي السياق، نقل الوزير السابق وديع الخازن عن الرئيس نبيه بري تقديره لتحرك الخماسية وتشجيعه كتلة الاعتدال، مشيراً الى انه اذا تم التوافق في ضوء التشاور بين الاطراف اللبنانية، فهو سيلقى (اي التوافق) الدعم من المراجع الدولية والاقليمية، واكد الخازن ان الرئيس بري مصمم في اي وقت ولحظة لعقد الجلسة.
وأكد الرئيس نجيب ميقاتي في اليوم العالمي للفرانكوفونية ان «لا خيار للبنان الا بالحوار واتباع طريق الحوار البناء والاحترام المتبادل والتسامح الذي يمثل الانسجام ضمن الاختلاف».
ومن بكركي، كشف النائب غسان سكاف انه «عرض على البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الذي زاره في بكركي مبادرة جديدة من اجل الوصول الى انتخاب رئيس في اسرع وقت»، معتبراً ان الوساطات يجب ان تكون سرية، خصوصاً مع بدء طرح اسماء مما يستوجب ضرورة السرية.
اجتماع بين التيار والقوات لإعداد ورقة سياسية
واليوم، تعقد القوى المسيحية، بدعوة من البطريرك الراعي، الذي كلف المطران انطوان ابي نجم اجراء الترتيبات، اجتماعا في بكركي، لممثلين من التيار الوطني والقوات اللبنانية، وربما حزب الكتائب، وتجدُّد لوضع ورقة سياسية، تكون على جدول اعمال لقاء مسيحي موسع يدعو اليه الكاردينال الراعي مباشرة.
وفاجأ رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع السفيرة الاميركية ليزا جونسون عندما سألته عن سبب رفض دعوة الرئيس بري للحوار بقوله: لا نريد ان نكون جمهورية موز.
غارات بالجملة
ميدانياً، قرابة الخامسة الا ربعا من عصر امس شن الطيران الحربي الاسرائيلي عدواناً جوياً، باستهداف منزل في ساحة بلدة القنطرة في القطاع الشرقي، ثم خراج بلدة الغندورية.
واعلنت المقاومة الاسلامية عن استهداف موقع المرج بقذائف المدفعية، كما استهدفت المقاومة موقع زبدين في مزارع شبعا بالاسلحة الصاروخية، وكذلك قلعة هونين.
ونعت حركة «أمل» الشهيد محمد علي موسى قميحة، الذي استشهد اثناء قيامه بواجبه «الوطني والجهادي دفاعاً عن لبنان والجنوب» حسب بيان النعي.
الأنباء: حراك “الخماسية” إلى ما بعد الأعياد… التوافق مدخل لانتشال البلد
كتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية:
فيما يستمرّ الوضع الأمني في الجنوب على غليانه بانتظار ما قد تؤول إليه مفاوضات الهدنة في قطر لوقف النار في غزة، بدا واضحاً اهتمام اللجنة الخماسية بإعادة تحريك الملف الرئاسي، المجمّد بفعل غياب أسس التوافق والتطورات الأمنية التي فرضت نفسها على الحدود. وبعد يومين من الاتصالات التي قامت بها الخماسية باتجاه عدد من المرجعيات السياسية والروحية، سيتم تعليق هذه الاتصالات إلى ما بعد الأعياد إفساحاً في المجال لمزيد من التشاور فيما بينها، وتمهيداً لاستئناف لقاءاتها مع باقي القوى السياسية قبل أن ترفع تقريرها إلى مرجعياتها ليبنى على الشيء مقتضاه.
وفي السياق، نفت مصادر مواكبة لحراك اللجنة في اتصال مع “الأنباء” الإلكترونية أن يكون توقف اللجنة الخماسية عن استكمال اتصالاتها بباقي الكتل النيابية مرتبط بأجواء النقاشات التي دارت بينها وبين القيادات السياسية الذين التقتهم، إذ إنه من غير الجائز إجراء عملية تقويمية وإطلاق الأحكام قبل إنهاء الاتصالات، كما أن الأجواء التي حصدتها اللجنة كانت بمعظمها إيجابية عبّر فيها كل فريق عن تصوّره لإنجاز هذا الاستحقاق الذي بات لبنان بأمس الحاجة إليه في ظل الأوضاع المأساوية التي يمر بها أمنياً واقتصادياً.
وفي معرض تقييمه لاستئناف اللجنة الخماسية لحراكها، أشار عضو تكتل الجمهورية القوية النائب نزيه متى في حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية إلى أن اللجنة الخماسية تقوم بالحد الأدنى ممّا تطالب به القوى السيادية بالذهاب إلى خيار ثالث وتحديد جلسة انتخاب الرئيس بدورات متتالية، وذلك بعد أن توصلت إلى قناعة بأن تمسك الممانعة بترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية لن يؤدي إلى انتخاب رئيس الجمهورية، مضيفاً أنه “في حال تنازلت المعارضة عن موقفها، فهذا يعني أننا نسير باتجاه الحوار ومنه إلى التعيين كما درجت العادة.
وفي تعليقه على كلام رئيس حزب القوات سمير جعجع عقب لقائه سفراء الخماسية، رأى متى أنَّ الأخير وضع الأمور في نصابها الصحيح، لأن فريق الممانعة عطل انتخاب رئيس الجمهورية وورط لبنان بحرب مدمرة في الجنوب انطلاقاً من معادلة توحيد الساحات، حسب تعبيره، معتبراً أنَّ تعليق الخماسية اتصالاتها حتّى آخر الشهر لم يغيّر من الواقع بشيء ما لم يقتنع فريق الممانعة بتغيير طروحاته، إذ إنَّ هذا الحد الأدنى لإنتاج رئيس سيادي دستوري، لافتاً إلى أنّه في الماضي كان هناك ضغطاً خارجياً لبناء البلد وكان هناك فرصة للبناء بوجود الرئيس رفيق الحريري.
من جهة ثانية توقف متى عند الحماس المفرط لدى النائب جبران باسيل في دفاعه عن حقوق المسيحيين، سائلاً: “لماذا لم يحافظ باسيل على حقوق المسيحيين عندما كان زمام الأمور بيده وعندما كانت الدولة بيدهم من رئيس الجمهورية إلى كل الوزراء والنواب؟”، معتبراً أن باسيل يريد إدخالهم في لعبة الاصطفافات من جديد، داعياً الأخير للقيام بنقد ذاتي علّه يعرف مَن أهدر حقوق المسيحيين.
يبقى التعويل على التوافق الداخلي في ظلّ المبادرات التي تقوم بها بعض القوى السياسية والدول الصديقة في سبيل تحريك عجلة الملف الرئاسي للولوج إلى رئيس ينتشل لبنان من الانهيار الذي قضى على ما تبقى من مؤسساته.
الشرق الأوسط: قتال «حزب الله» وإسرائيل يعود إلى «قواعد الاشتباك الأولى»
أسبوع كامل بلا إصابات… وتراجع بوتيرة القصف
كتبت صحيفة “الشرق الأوسط”:
تراجع تبادل إطلاق النار في جنوب لبنان في الأسبوع الأخير، الى الحدود الدنيا، حيث لم تُسجل على الضفة اللبنانية أو الإسرائيلية أي إصابات في صفوف مدنيين أو مقاتلين، فيما تراجع النشاط العسكري الجوي الإسرائيلي أيضاً، رغم تسجيل تبادل يومي للقصف بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي، حسبما يرد في بيانات الطرفين.
وشهدت المنطقة الحدودية مع إسرائيل في جنوب لبنان، قبل حلول رمضان، أعنف وتيرة قصف في الأسبوع الماضي، أدت إلى تسجيل قتلى مدنيين ومقاتلين في صفوف «حزب الله» والجماعة الإسلامية، وأطلق «حزب الله» أكثر من مائة صاروخ كاتيوشا يومياً باتجاه الجولان والجليل، فيما ردت إسرائيل بقصف بعلبك في شرق لبنان، وتكرر التبادل في نفس النقاط الجغرافية، قبل أن تهدأ الأمور.
وتسود توقعات لدى خبراء عسكريين في لبنان، بأن التصعيد الأخير بقصف الجولان وبعلبك، بدا على أنه قواعد اشتباك جديدة وضعها الطرفان، بجهة قصف الجولان مقابل قصف بعلبك والعكس صحيح، وهو تقدير عسكري تحدثت عنه وسائل الإعلام الإسرائيلية في الأسبوع الماضي. وأدت التهدئة على الجبهتين الى إعادة جغرافيا القصف إلى الإطار المحصور في جنوب لبنان.
وبالفعل، لم يتخطَ القصف الإسرائيلي منذ الأسبوع الماضي، وتحديداً يوم الأربعاء الماضي، منطقة جنوب لبنان، واعتمدت القوات الإسرائيلية بشكل أساسي على سلاح المدفعية، إلى جانب غارات جوية بوتيرة أقل مما شهدته الفترة الماضية، لكنها تستهدف منازل في أغلبها خالية، وتدمرها. أما «حزب الله»، الذي يعلن يومياً عن تنفيذ عمليات يتراوح عددها بين 4 و9، فيؤكد فيها أنه يستهدف مواقع عسكرية، وتموضعات وتجمعات لجنود، لكن الجانب الإسرائيلي لم يعلن عن أي قتيل أو إصابات، كما لم يعلن أي طرف لبناني عن سقوط إصابات.
ولا يعني ذلك أن المعارك توقفت. فقد أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري: «(حزب الله) يجر لبنان إلى تصعيد خطير لكن هناك نافذة دبلوماسية ما زالت مفتوحة». وأضاف في حديث تلفزيوني: «(حزب الله) رفض دعوتنا للسلام على الحدود».
ويواصل «حزب الله» قصف المواقع العسكرية المتاخمة للحدود اللبنانية، دون التمدد إلى العمق أكثر. وأعلن الثلاثاء عن تنفيذ 9 عمليات عسكرية، حيث استهدف مقاتلون تجمعات لجنود إسرائيليين في موقع «بركة ريشا» ومحيطه بالأسلحة الصاروخية، وفي داخل موقع المالكية، وفي محيط «تلّة الطيحات» وجنوب موقع برانيت، ومحيط رويسات العلم الذي تعرض لقصف أيضاً، فضلاً عن قصف مستوطنة «زرعيت» بصاروخ (فلق 1)، حسبما جاء في بيان الحزب.
ولم يصدر الحزب أي إعلان عن أي عملية يوم الأربعاء، قال الجيش الإسرائيلي إنه نفذ غارة جوية في عمق لبنان استهدفت منشأة إنتاج لـ«حزب الله»، وقال إنها تقع «في قلب حي مدني»، حيث «يعمد (حزب الله) لتخزين المواد الخطرة والوسائل القتالية».
وقال المتحدث أفيخاي أدرعي إنه «منذ بدء القتال، يعمل الجيش ضد تعاظم (حزب الله) العسكري، ويضرب قدراته على نقل الوسائل القتالية ويهاجم البنى التحتية لإنتاج الوسائل القتالية».
Back to top button