عناوين الصحف

رئيسيات الصحف 23-3-2024

رئيسيات الصحف
النهار: النهار: واشنطن: الدمار المحتمل للبنان قابل للتجنب
كتبت صحيفة “النهار” تقول:
على طريقة “هبة باردة وهبة ساخنة ” لا يزال الوضع المتفجر في الجنوب يحتل صدارة الاهتمامات والأولويات ولو ان التحركات المتصلة بالملفات السياسية الداخلية تقدمت نسبيا في الآونة الأخيرة وحجبت الأضواء بعض الشيء عن تطورات الميدان الجنوبي. وفي ظل الربط القسري للوضع في الجنوب بتطورات الحرب في #غزة تراجعت موجة تفاؤل ساورت الكثير من الجهات الرسمية والسياسية اللبنانية حيال التوصل الى اتفاق هدنة في غزة بعدما تظهرت الصعوبات المتعاقبة التي تعترض هذه الهدنة كما في ظل سقوط المشروع الأميركي لوقف النار في #مجلس الأمن في حين رسمت الجولة السادسة التي يقوم بها وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن في المنطقة منذ عملية “#طوفان الأقصى” في السابع من تشرين الأول الماضي معطيات مشدودة للغاية بدا لبنان معنيا بها ولو ان الديبلوماسية الساخنة التي تشهدها عواصم عدة في المنطقة تتمحور حول محاولات وقف الحرب في غزة ولا يطرح فيها الملف اللبناني مباشرة. وتلفت أوساط ديبلوماسية معنية في هذا السياق الى انه بات من المستبعد حصول أي اختراق إيجابي في الجهود الكثيفة المتواصلة للتوصل الى هدنة في غزة اقله قبل عيد الفطر الامر الذي ينسحب بتوقعات سلبية حيال تواصل او تصاعد المواجهات عند الحدود اللبنانية ال#إسرائيلية اذ ان أي تحريك للجهود الديبلوماسية حيال الوضع في الجنوب لا يبدو مجديا قبل عودة الموفد الأميركي اموس #هوكشتاين الى مهمته المكوكية بين بيروت وتل ابيب، ولا تشير المعطيات الى امكان هذه العودة قريبا بما يعكس عدم امتلاك هوكشتاين الوقائع والضمانات الكافية بعد للتحرك نحو تحقيق نتائج ملموسة في تهدئة الوضع الميداني جنوبا وتبريده تمهيدا لاطلاق المفاوضات حول الملف الحدودي بين لبنان وإسرائيل كلا .
ومع ذلك فان واشنطن ما انفكت تشدد على موقفها المحذر من اتساع الحرب الى لبنان. وفي هذا السياق اكد المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية #سامويل ويربيرغ امس لـ”النهار”، ان بلاده لا تدعم الحرب في لبنان وقال “موقفنا واضح: نحن لا ندعم الحرب في لبنان ونركز على استكشاف جميع الخيارات الديبلوماسية مع شركائنا الإسرائيليين واللبنانيين لاستعادة الهدوء وتجنب التصعيد”. وأضاف “مواطنو لبنان وإسرائيل يجب أن يعيشوا في سلام وأمان، وهذا يعد في أقصى الأهمية بالنسبة للولايات المتحدة وينبغي أن يكون أولوية قصوى لكل من إسرائيل ولبنان”.
وأضاف “نحن قلقون من أن التبادلات النارية على طول الخط الأزرق تزيد من خطر التصعيد. لبنان يجب ألا يكون منصة لشن هجمات ضد إسرائيل أو ملاذاً للإرهابيين. القيام بذلك يؤدي فقط إلى زيادة احتمال وقوع العنف المدمر الذي يضر بالشعب اللبناني، الذي بغالبيته العظمى لا يرغب في الانجرار إلى الصراع. نحن وشركاؤنا كنا واضحين: يجب على “#حزب الله ” والفاعلين الآخرين عدم محاولة استغلال الصراع الجاري. الدمار المحتمل للبنان وشعبه قابل للتجنب”.(الحديث ص ٣) .
واما في الجانب اللبناني فجدد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي التأكيد “أن الحكومة مستمرة في اتصالاتها الديبلوماسية دوليا وعربيا لوقف العدوان الاسرائيلي على لبنان”، مشيرا الى”أن نتائج هذه الاتصالات تبدو حتى اللحظة ايجابية، من دون اغفال مسألة اساسية، وهي أنه لا يمكن الرهان على اي موقف ايجابي او ضمانة يقدمها العدو الاسرائيلي”.
وفي موضوع التعويضات قال: “إن العدوان الاسرائيلي واعمال تدمير المنازل والمنشآت في الجنوب مستمرة،ومن المستحيل في ظل هذه الظروف، القيام باي خطوة لاحصاء الاضرار وتحديدها او كلفتها. وكل ما يتم اشاعته في هذا الاطار غير صحيح، خصوصا وأن الجميع يعلم الامكانات المحدودة للدولة، التي بالكاد قادرة على تأمين الحاجات الاساسية، وتسعى جاهدة على خط مواز لتأمين الحد الادنى من الدعم المطلوب للنازحين من قرى الجنوب”.
يشار الى انه بناء على إقتراح وزارة الاشغال العامة والنقل، وطلب مجلس الوزراء، أوعزت وزارة الخارجية والمغتربين امس الى بعثة لبنان الدائمة لدى الامم المتحدة في نيويورك، تقديم شكوى عاجلة الى مجلس الامن الدولي حول اعتداءات إسرائيل على السيادة اللبنانية عبر التشويش على انظمة الملاحة وسلامة الطيران المدني في أجواء مطار رفيق الحريري الدولي- بيروت؛ منذ بدء الحرب على غزة. وقد جاءت هذه الشكوى إستكمالا لحملة توثيق الخروقات والانتهاكات الاسرائيلية، وتكملة لسلسلة الشكاوى المرفوعة سابقا.
اجتماع بكركي
اما في المشهد السياسي الداخلي وفيما تغرق البلاد ومعها سفراء المجموعة الخماسية في إجازة سياسية طويلة حتى ما بعد عطلتي عيدي الفصح والفطر ترددت أصداء الاجتماع الأخير لممثلي الأحزاب والتيارات المسيحية في بكركي الذي عقد الخميس وسط معلومات تؤكد ان الوثيقة التي ستصدر عن الاجتماعات صارت شبه ناجزة وان بكركي ترغب أولا في الوقوف على آراء وتوجهات سائر الجهات اللبنانية عليها قبل إقرارها . ولهذه الغاية اصدر امس المكتب الإعلاميّ لراعي أبرشيَّة أنطلياس المارونيّة المطران انطوان بو نجم بيانا توضيحيا اكد ان التّشاور إنطَلَقَ برعاية البطريرك مع القِوى السِّياسيَّة المسيحيَّة كمرحلة أولى، “على أن يتوسَّع الحِوار بعدَها ليشمَل كُلّ القِيادات الرُّوحيَّة والمرجعيَّات السِّياسيَّة اللُّبنانيَّة والِقوى المجتمعيَّة الحيَّة كمرحلة ثانية” . وشدد على ان “المُبادَرة هي مُبادرة وطنيَّة جامِعَة بإمتياز، وتبتعِد عن أيّ مُقاربة طائفيَّة أو سِياسيَّة ضيِّقة، وهي بعيدَة عن أيّ إنحياز لأيّ فريق سِياسيّ، بل هي تتقاطَع في ثوابِتها مع كل الإرادات الطيِّبة التّي تعمل لخَلاص لُبنان”. ولفت الى “أن البطريركيَّة المارونيَّة هي المرجعيّة الوحيدة المعنية بتَظهير المُحاولات والنتائِج لهذه المُبادرة الوطنيَّة الجامِعَة، في اللَّحظة والشَّكل اللَّذين تراهُما مناسبين”.
وعكست مواقف لممثلي الأحزاب في اجتماعات بكركي على اختلافهم هذا الاتجاه اذ أعلن عضو “تكتل لبنان القوي” النائب سليم عون أنّ “الاتفاق تمّ على وثيقة بكركي خلال الاجتماع المسيحي، وستبصر النور قريبًا”وأكّد أن “ورقة بكركي هدفها الإجماع على الثوابت بين كل الأطراف، وليست للمواجهة مع الطرف المسلم”، مشيرًا إلى أنه “في الشكل فقط لا إجماع إنما في المضمون فالجميع متفق على النقاط نفسها”.
وابرز ممثل حزب “#القوات اللبنانية ” في الاجتماع النائب فادي كرم “إيجابية” اجتماع بكركي ، مشيرًا إلى أن “الأطراف متّجهون نحو التفاهم”، موضحا “ان البطريرك الراعي سيضع الوثيقة الوطنية بين أيادي الأطراف اللبنانية كافة، والطرف الذي يعرقلها يساهم في عرقلة مؤسسات الدولة”. ورأى أن “على المشاركين أن يكونوا مبدئيين ووطنيين لمصلحة البلد وليس على حساب التفاهمات والتسويات”.
في المقابل ، تطرق نائب الأمين العام ل”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم امس الى الملف الرئاسي فقال ” بالنسبة إلينا كحزب الله في الوقت الذي نواجه فيه العدو الإسرائيلي في الجنوب نقول في الداخل لنا أولوية بانتخاب الرئيس، يسأل البعض أين أولويتكم وأنتم تتمسكون بمرشح واحد؟ نقول لهم ماذا نقول لأؤلئك الذين يقولون لنا سنطرح مرشحاً يستفزكم؟ أو من يعمل ليكون المرشح في جيبه يديره كما يشاء. بالتأكيد مرشحنا مرشح وطني يستطيع أن يؤدي الأغراض المطلوبة بينما المرشحون المطروحون لا يستطيعون القيام بالطمأنة وبإدارة البلد بشكل موحد. مع ذلك نحن دائماً نقول نحن حاضرون للحوار والتشاور وفق الآليات الصحيحة والمناسبة للوصول إلى نتيجة”.

الجمهورية : الجبهات بين التبريد والتصعيد .. «الخماسية» تطلب مواعيد .. بكركي: مشاورات شاملة
كتبت صحيفة “الجمهورية” تقول:
توحي حركة المساعي الجارية على خط هدنة الستة اسابيع في قطاع غزة، وكأنّها، بوتيرتها المتسارعة والمكثّفة والمدفوعة بزخم قوي وواضح من قِبل الولايات المتحدة الاميركية، قد دخلت مرحلة العّد التنازلي للإعلان عنها في غضون ايام قليلة، ربما أقل من ذلك. واللافت في هذا السياق، ما اعلنه وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن في ختام زيارته اسرائيل، بأنّ «الساعات المقبلة قد تشهد تقدّماً في المفاوضات حول وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وما زلنا نضغط لحصول ذلك».
على انّ هذه الهدنة الموقتة التي تتسارع الخطى لبلوغها في المدى القريب، لا تعني انّها تُنهي الحرب، وهذا ما تؤكّد عليه الأطراف المشاركة في طبخها، بل أنّها قد تؤسس لهدن أخرى من شأنها أن تطلق مسارات سريعة نحو وقف نهائي لاطلاق النار وإنهاء الحرب.
هذه الهدنة، وكما هو واضح، بمفعول مزدوج، حيث لا تقف فعاليتها ضمن حدود غزة، بل هي ممتدة وصولاً الى لبنان. واذا كانت الهدنة تشكّل حاجة اكثر من ضرورية وملحّة لجبهة غزة، فإنّها منتظرة على أحرّ من الجمر في الجانب اللبناني، كفرصة للتنفس في المنطقة الجنوبية وإخراجها من دائرة الحرب، وذلك ربطاً بما جرى التيقن منه خلال زيارات الموفدين الأجانب الى بيروت وآخرهم الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين، من أنّ سريان هدنة غزة سينسحب تلقائياً وبشكل فوري على جبهة لبنان.
بضعة اسابيع
على انّ الرهان يبقى على استمرار الهدنة واستثمارها لبلوغ انفراجات لاحقة، وفق مصادر موثوقة لـ«الجمهورية» فإنّ «تقديرات الموفدين تحدّد بين ستة وثمانية اسابيع كفترة مرجّحة لوقف الحرب نهائياً، فرضتها عوامل اسباب كثيرة، اولها أنّ الحرب وبمعزل عن نتائجها المدمّرة، صارت عبئاً ثقيلاً، على الولايات المتحدة الاميركية تحديداً، بعدما استنفدت اهدافها، وبلغت أقصى ما يمكن لها أن تبلغه، وبعدما تأكّد لجميع الاطراف أنّ عودة الأسرى الإسرائيليين لا يمكن أن تحصل إلاّ من ضمن التفاوض وعقد صفقة مع حركة «حماس».
الهدنة جنوباً
ليس في الإمكان رسم صورة لما ستكون عليه هدنة غزة، إن تمّ الوصل اليها، وللمنعطفات والمحطات والاستحقاقات التي قد تشهدها، الاّ انّ الصورة في الجانب اللبناني تبدو أقل غموضاً، حيث انّ جبهة الجنوب مرشحة لأن تُحاط بزخم ديبلوماسي اميركي لإعادة تحريك المحادثات التي بدأها هوكشتاين، لنزع فتيل التصعيد والتوتر وتثبيت الأمن والإستقرار على جانبي الحدود.
على انّ ما ينبغي لحظه في هذا السياق، هو أنّ جبهة الجنوب، تشهد في الايام الاخيرة تراجعاً ملحوظاً في وتيرة العمليات العسكرية، على نحو صارت فيه المواجهات، كناية عن مواجهة تقليدية تحت سقف مضبوط بقواعد الاشتباك التي ما زالت تحكم بقوة المواجهات بين «حزب الله» والجيش الاسرائيلي منذ الثامن من تشرين الاول الماضي.
لا حرب
هذا الوضع، وعلى ما قال مسؤول حزبي كبير، في لقاء مع مجموعة من القيادات والكوادر بأنّ «الحرب مستبعدة سواءً في جبهة لبنان، او انطلاقاً من هذه الجبهة الى ساحات اخرى. فالاسرائيلي مضغوط داخلياً، ومحشور اميركياً، ومتعب في ميدان الحرب في غزة، وصارت اولويته الخروج من الحرب، وهو ما يعمل عليه الاميركيون حالياً لتجميل هذا الخروج. في تقديرنا انّ الاسرائيلي يريد أن يدخل الى رفح تحت عنوان البحث عن الأسرى الاسرائيليين، لكي لا يخرج من الحرب من دون ان يعثر على الاسرى. ومن الأساس وعلى جبهة لبنان، وصلنا الى تقدير من البدايات بأنّ الاسرائيلي، لا يستطيع أن يقوم بحربين في وقت واحد لإدراكه صعوبتها وكلفتها الكبيرة عليه، والعدو خَبر ذلك في الميدان، فانتقل الى التهديد والتهويل كغطاء لتركيزه على ما يسمّيه الحلّ السياسي. وهذا الحل، بالصيغ المتعددة التي نقلها الموفدون الاجانب، قد سقط».
صعوبات .. ومستحيلات
الى ذلك، كشفت مصادر موثوقة لـ«الجمهورية» انّ «الوصول الى «حل سياسي» في شأن المنطقة الجنوبية، دونه صعوبات كبرى، حتى لا نقول مستحيلات. فصحيح انّ الفرنسيين حضروا بثقلهم على هذا الملف وقدّموا ورقة للحل، وردّ لبنان عليها بـ«نصف ايجابية»، ولكنهم بدوا في ذلك وكأنّهم يزاحمون الأميركيّين، الذين اوكلوا لهوكشتاين مهمّة تسويق مشروع الحل الاميركي للمنطقة الجنوبية، الذي اعتبر مجتزأ، ما يعني أنّ كلا المشروعين الفرنسي والأميركي، لا يؤديان الى الحل، ولم يتمتعا بقدرة جذب الطرف اللبناني الى الموافقة عليهما.
وقال مصدر رسمي لـ«الجمهورية»، إنّ الحل الاميركي المطروح لمنطقة الحدود، لم يشر الى اي اجراءات او ترتيبات او انسحابات، بل ارتكز على تطبيق مجتزأ للقرار 1701، بمعنى أن يُلتزم به من الجانب اللبناني، وبنشر الجيش، مع التزام اميركي واضح بتوفير الدعم اللازم للجيش للقيام بمهمته. الاّ انّه يعفي إسرائيل من اي التزام او القيام بأيّ إجراء، ويتيح لها في الوقت نفسه الاستمرار في خرق القرار المذكور، وعلى وجه التحديد طلعات طيرانها الحربي والتجسسي في الأجواء اللبنانية. بمعنى اوضح تطبيق القرار 1701 دون إلزام اسرائيل بعدم خرقه. فكيف يمكن لنا أن نقبل بذلك؟ّ. وعند هذه النقطة انتهت وساطة هوكشتاين، التي يًنتظر ان تتحرّك مجدداً اذا ما أُعلنت الهدنة في غزة».
ما قبل 7 تشرين
وفيما اكّد «حزب الله» في فترة سابقة انّه «لا يمكن القبول بطروحات اسرائيل التي ينقلها الموفدون، او بأن تُعطى ما لا تستطيع ان تأخذه بالسلم او بالحرب»، لا يعوّل مسؤول كبير على أي حل وفق المشاريع التي تُطرح، مرجحاً عدم حصول اي تغيير في منطقة الحدود، وقال لـ«الجمهورية»: «اعتقد أنّ أقصى ما يمكن بلوغه من هذه الحراكات العودة بالوضع الى ما كان سائداً عليه قبل 7 تشرين الاول».
الرئاسة: مراوحة طويلة
على الخط الرئاسي، يُنتظر ان تستكمل اللجنة الخماسية حراكها في وقت قريب، وعلمت «الجمهورية» انّ «الخماسية» طلبت عقد لقاءات مع جهات سياسية وعدد من الكتل النيابية، وتواصلت بشكل مباشر مع «حزب الله» حيث تقرّر أن يزور ثلاثة من سفراء اللجنة: الفرنسي هيرفيه ماغرو، والمصري علاء موسى والقطري سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، «كتلة الوفاء للمقاومة». ومن المرشح أن تشمل لقاءات سفراء اللجنة الخماسية رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية.
وبحسب معلومات «الجمهورية» من مصادر موثوقة، فإنّ مهمّة «الخماسية» محفوفة بالمصاعب والتعقيدات ذاتها، سواءً ما يتصل بالحوار السياسي الذي تدعمه توصلاً الى التوافق على رئيس للجمهورية، والذي تبرز في طريقه عثرات ومطبات واعتراضات من مستويات سياسية ومراجع دينية، او ما يتصل بالتحفظات العلنية والضمنيّة، او بمعنى أدق «الفيتوات» على بعض المرشحين، التي ما زالت موجودة لدى بعض اطراف «الخماسية»، والتي تنطلق منها للتركيز على خيار رئاسي من خارج الاسماء التقليدية.
مبادرة بكركي
في هذه الأجواء، فعّلت بكركي دورها وحضورها على الخط الرئاسي، بالتوازي مع الدعوات المتكرّرة للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة الراعي الى النواب لتحمّل مسؤولياتهم والتعجيل في انتخاب رئيس للجمهورية وفق ما يوجبه الدستور.
وضمن هذا المسار، بدأت جولة مشاورات واسعة، حيث اعلن المكتب الإعلامي لراعي أبرشيَّة أنطلياس المارونيّة المطران انطوان بو نجم، أنّ البطريرك الراعي كلّف المطران بو نجم بإطلاق مسار تشاوريّ لمبادرة وطنيّة جامِعة إنقاذيّة، تؤكِّدُ على الثوابِت التّي يؤمِن بها اللُّبنانيُّون، على اختِلاف مكونِّاتِهم، مع تشخيص مكامِن الخَلَل واقتِراح خارِطَة طريق للمُعالَجات. وفي هذا السِّياق الوطنيَ الجامِع وحده، إنطَلَقَ التّشاور برعاية البطريرك مع القِوى السِّياسيَّة المسيحيَّة كمرحلة أولى، على أن يتوسَّع الحِوار بعدَها ليشمَل كُلّ القِيادات الرُّوحيَّة والمرجعيَّات السِّياسيَّة اللُّبنانيَّة والِقوى المجتمعيَّة الحيَّة كمرحلة ثانية».
واوضح «أنَّ المُبادَرة هي مُبادرة وطنيَّة جامِعَة بإمتياز، وتبتعِد عن أيّ مُقاربة طائفيَّة أو سِياسيَّة ضيِّقة. وهي كانت قد بدأت مُنذ أكثَر من عامّ، ويتابعها فريق عمل متخّصص في الدّستور والقانون والسِّياسات العامَّة، وهي بعيدَة عن أيّ إنحياز لأيّ فريق سِياسيّ، بل هي تتقاطَع في ثوابِتها مع كل الإرادات الطيِّبة التّي تعمل لخَلاص لُبنان».
وأسف المكتب الاعلامي «لكُلِّ التسريبات التي كانت في معظمها بعيدة عن روحيَّة المُبادرة ومضمونِها»، وأمل «من جميع الأفرِقاء المُنخَرطين فيها حاليًّا، والمدعوين للإنخِراط فيها مستقبلًا، إلى الإلتزامِ بميثاق العَمل الصَّاِمت والهادئ، بما يؤدي إلى بلوغ المبادرة الوطنية خواتيمها المرجوَّة». وأهاب بوسائل الاعلام «مقاربَة المُبادرة بحكمةٍ ترتقي إلى مُستوى المسؤوليَّة التَّاريخيَّة، حرصًا على هدفِها الأساسيّ، وهو خلاصُ لُبنان».
وخلص البيان الى التأكيد على «أنّ البطريركيَّة المارونيَّة هي المرجعيّة الوحيدة المعنية بتَظهير المُحاولات والنتائِج لهذه المُبادرة الوطنيَّة الجامِعَة، في اللَّحظة والشَّكل اللَّذين تراهُما مناسبين، إلتزامًا بالميثاق الوطنيّ والَخير العامّ للشَّعب اللُّبنانيّ، وصونًا للقضيَّة اللُّبنانيَّة في مسار بناء دولة المواطنة الحرَّة السيِّدة العادلة المستقلَّة».
موقف الحزب
الى ذلك، قال نائب الامين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم: «إننا في الوقت الذي نواجه فيه العدو الإسرائيلي في الجنوب نقول في الداخل لنا أولوية بانتخاب الرئيس».
اضاف في كلمة له أمس: «يسأل البعض أين أولويتكم وأنتم تتمسكون بمرشح واحد؟ نقول لهم ماذا نقول لأولئك الذين يقولون لنا سنطرح مرشحاً يستفزكم؟! أو من يعمل ليكون المرشح في جيبه يديره كما يشاء. بالتأكيد مرشحنا مرشح وطني يستطيع أن يؤدي الأغراض المطلوبة، بينما المرشحون المطروحون لا يستطيعون القيام بالطمأنة وبإدارة البلد بشكل موحّد، مع ذلك نحن دائماً نقول نحن حاضرون للحوار والتشاور وفق الآليات الصحيحة والمناسبة للوصول إلى نتيجة، وأنصح من يغرّدون خارج السرب أن يرحموا عباد الله وأن يرحموا هذا البلد ولا تفتعلوا قضايا ليس وقتها الآن، الوقت الآن أن ننتخب الرئيس وأن نعالج الاقتصاد ونرى كيفية الحلول الداخلية».
وحول الجنوب قال: «استطعنا في مساندتنا، أن نحقق هدفاً وهو منع الإسرائيلي من إيذاء المدنيين على قاعدة أنَّ الرد على استهداف المدنيين هو قائمٌ دائماً».
أضاف: «لا يستطيع الإسرائيلي أن يفعل ما يريد في هذه الساحة ولا يملك أدوات الضغط، وعلى «حزب الله» لا يستطيع الإسرائيلي أن ينتصر، لأنَّنا على جهوزية وحاضرون للمزيد إذا اعتدت اسرائيل أكثر».
وتوجّه الى من سمّاهم «البعض في لبنان»، وقال: «هل أصبحت الأولوية في لبنان طعن المقاومة في ظهرها بدل أن تكون الأولوية في انتخاب الرئيس؟ هل أصبحت الأولوية تكرار الإشارات السلبية والمواقف السلبية التي تحاول أن تتماهى مع المواقف الأميركية بدل الاهتمام بما يجمع اللبنانيين ويقرّر في ما بينهم؟».
ميقاتي: إيجابيات
من جهته، جدّد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي التأكيد «أنّ الحكومة مستمرة في اتصالاتها الديبلوماسية دولياً وعربياً لوقف العدوان الاسرائيلي على لبنان»، مشيراً الى»أنّ نتائج هذه الاتصالات تبدو حتى اللحظة ايجابية، من دون إغفال مسألة اساسية، وهي أنّه لا يمكن الرهان على اي موقف ايجابي او ضمانة يقدمها العدو الاسرائيلي».
وقال ميقاتي أمام زواره في طرابلس: «إنّ الحكومة، منذ اليوم الاول لبدء العدوان الاسرائيلي، شكّلت لجنة طوارئ لمتابعة وضع الجنوب والجنوبيين، وهي مستمرة في عملها لتقديم المساعدات الضرورية للنازحين من قراهم، بحسب الإمكانات المتاحة. وعلى خط موازٍ فهي تتابع الخطوات المطلوبة لمواجهة تداعيات العدوان الاسرائيلي ديبلوماسياً ودولياً، ولا سيما عبر الامم المتحدة ومنظماتها».
الوضع الميداني
ميدانياً، واصل الجيش الاسرائيلي اعتداءاته على قرى الجنوب الحدودية، فقصفت مدفعيته فجراً بلدة عيتا الشعب ووادي السلوقي، وشنّ قرابة الواحدة بعد الظهر غارة مستهدفاً منزلاً في بلدة عيتا الشعب بصاروخين ما ادّى الى تدميره بالكامل. كما سُجّل قصف مدفعي طال بلدات العديسة الحي الشرقي، وكفركلا والحي الجنوبي لبلدة الخيام، وسط تحليق مكثف للطيران المسيّر في اجواء منطقة النبطية على علو منخفض.
وبعد الظهر، قصفت دبابة ميركافا من المطلة احد المنازل في مدينة الخيام بقذيفتين، مع قصف استهدف تلة الحمامص والأطراف الشرقية لبلدة العديسة وعيترون والطيبة. وسُجّل قصف مدفعي لمنطقة اللبونة – الناقورة. وقبيل السادسة مساء، شنّ الطيران الحربي المعادي غارة جوية عنيفة بالصواريخ استهدفت بلدة عيتا الشعب. تلتها غارات على بلدتي الخيام والطيبة.
وفي الردّ على هذه الاعتداءات، أعلن «حزب الله» انّ المقاومة الاسلامية استهدفت انتشاراً لجنود ‏العدو في محيط ثكنة زرعيت بالقذائف الصاروخية، وموقع المطلة ‏بمسيّرة انقضاضية وأصابوا دبابة بداخله، وانتشاراً لجنود ‌‏العدو في محيط موقع جل العلام بالأسلحة المدفعية، وأوقعوا أفراده بين قتيل وجريح، كذلك استهدفت موقع رويسات ‏العلم في تلال كفر شوبا.
وافادت القناة 14 العبرية، عن إطلاق صاروخين مضادين للدروع من لبنان تجاه مستوطنة المطلة. هذا ودوّت صفارات الإنذار عدة مرات متتالية في مستعمرات «افن مناحم، ادميت، إيلون، زرعيت، حنيتا، يعرا، عرب العرامشة، شوميرا، شتولا، وعفدون» بالجليل الغربي، خشية تسلّل طائرة مسيّرة.

الاخبار: اجتماع بكركي: هدنة المتحاورين أم جرس إنذار؟
كتبت صحيفة “الأخبار” تقول:
أفضل ما يُتوقّع أن يُخلّفه لقاء بكركي، أن يجتمع إلى طاولتها الأفرقاء الأكثر استسهالاً لتبادل التشهير والطعن والتخوين والاتهام، بعضهم حيال بعض آخر، وأن يعزموا بعد الآن، إلى بعض الوقت، على التحاور وجهاً لوجه في كل ما يتناحرون عليه
بضع خلاصات انتهى إليها الاجتماع المسيحي في بكركي الخميس:أُولاها، إعادة جمع الأحزاب والكتل إلى طاولة حوار في ما بينها برعاية البطريركية المارونية تمهّد لهدنة في حملاتها المتبادلة إحداها حيال الأخرى في كل ما تتناحر عليه. ذلك يقطع الطريق أو يُفترض أن يقطعها على المواقف المسبقة بين الأحزاب والكتل هذه بإزاء رفضها التواصل والتحاور في ما بينها. إلى الآن تقتصر المشاركة فيها على ثلاثة أحزاب هي التيار الوطني الحر والكتائب والقوات اللبنانية وقوتان سياسيتان ليستا حزبيتين ولا تمثلان كتلتين نيابيتين وازنتين هما النائبان ميشال معوض ونعمة أفرام على أنه تمثيل مناطقي. افتقرت للشخصيات المسيحية المستقلة عن هؤلاء جميعاً ما يحرم الاجتماع تالياً رأياً ثالثاً بين اصطفافين.
ثانيتها، مناقشة وثيقة تبدّى منذ ما قبل اجتماع الخميس، في التي سبقته بين المشاركين إياهم، أنها في حاجة إلى إعادة نظر في التوجه العام كما في القضايا المثارة. مع أنها ليست جديدة، واطّلع المجتمعون على أفكارها سلفاً، بيد أنهم الآن في طور تعديلها إن لم يكن أكثر في جوانبها الجوهرية، سواء المتصلة بعلاقة المشاركين بعضهم مع بعض أو حيال الفريق الآخر في الشراكة الوطنية. أعدّت المسوّدة قبل ثلاثة أشهر لجنة ضمّت نعوم فرح وزياد الصايغ وإيلي كيروز. إلا أن الحاضرين أضافوا إليها أفكاراً جديدة نجمت عن مقارباتهم المتناقضة لما تضمّنته.
ثالثتها، انتهى اجتماع الخميس إلى التفاهم على عنوان للوثيقة يختلف عن ذاك الموضوع لها في الأصل. من «المسيحيون إلى أين؟» إلى «لبنان إلى أين؟» بغية تعميم الهواجس والقلق وإضفاء طابع شمولي لارتباطه بالكيان والهوية والأخطار المهدّدة. مع ذلك تكمن مشكلة المشاركين ومصدر نزاعاتهم في التفاصيل لا في العناوين. ما يلتقون عليه يتجاوز بكثير ما أوردته المسوّدة على أهميته، على نحو الحياد واللامركزية الإدارية والقرارات الدولية والافتئات على الوظائف المسيحية وعدم تورّط لبنان في الخارج وانتخابات رئاسة الجمهورية. علة كلٍّ من العناوين هذه انطواؤها على كمّ من التفاصيل هي مكمن الاختلافات والتباين واحداً بعد آخر. أضف عاملاً يصعب تجاهله ــ إن لم يكن في صلب التناحر ــ هو العداء الشخصي والكراهية المتبادلة بين التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية.
رابعتها، الامتحان الفعلي لنجاح الحوار المسيحي ـــ المسيحي كما تتوخّاه بكركي توافقه على الأمر الأكثر استعصاء. الواضح من تمثيل الحاضرين في اجتماع الخميس وجود اصطفافين غير متكافئين: التيار الوطني الحر (بعد تغيّب تيارة المردة) على وفرة التناقض بينهما أيضاً قبالة الآخرين جميعاً في المسألتين الأكثر تعقيداً وهما سلاح حزب الله والقرار 1559. بينما يقول التيار الوطني الحر إن سلاح حزب الله أو المقاومة هو من أجل حماية لبنان، يقول الآخرون جميعاً إنه وسيلة ابتلاع الدولة برمّتها وتهديد مباشر للكيان والهوية. موقفان متناقضان يتعذّر الوصول إلى حل وسط بينهما. المعضلة نفسها في القرار 1559 الذي هو الوجه الآخر لتجريد حزب الله من سلاحه ويصبّ في الهدف نفسه: التخلص من فائض القوة في الحزب كي يتوازن مع الشركاء الآخرين في النظام والدولة والمجتمع. بينما يقول التيار الوطني إن المطلوب «احترام» القرار 1559 لا فرض تنفيذه، المستعصي في كل حال، يقول الطرف الآخر إن التزام تنفيذه هو المدخل إلى الحياد بعد أن يشير إلى أن التيار يتنصل مما هو وراءه وفاخر بأنه أحد صانعي القرار 1559 قبل سنتين من صدوره عام 2004 من خلال حملات الرئيس ميشال عون في الخارج، أضف تمسكه به حتى انتقاله عام 2006 إلى التحالف مع المقلب الآخر في وثيقة «مار مخايل»، وتخليه إذَّاك عما صنعه أو شارك في صنعه على الأقل.
خامستها، تقييم جدوى أي وثيقة مسيحية في مقدرتها على مخاطبة الشركاء الآخرين، لا الاكتفاء بالانغلاق على نفسها دونما التحاور مع مَن يفترض أنهم معنيون مباشرة في كل ما تثيره وخصوصاً في مسألتي سلاح حزب الله والقرار 1559 الوثيقَي الصلة بالثنائي الشيعي. في أحسن الأحوال لا تملك الوثيقة الوصول إلى أهدافها في معزل عن التواصل مع أولئك ومحاورتهم. انتهى المطاف بالتريث في المسوّدة المتداولة وإعادة صوغها، على أن يُصار إلى التوسع في مناقشة مضمونها مع الأفرقاء غير المسيحيين قبل الوصول إلى إصدارها. وحده البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي صاحب مبادرة الحوار المسيحي ــ المسيحي قادر على قيادة الحوار مع الطرف الآخر. فُهم أنه صاحب اقتراح إعادة الصوغ وتناولها العقبة الكأداء وهي مصير سلاح حزب الله والخيارات المتاحة لإخراجه من معادلة التوازن الداخلي.
سادستها، مع أن انتخاب رئيس للجمهورية هو الاستحقاق الراهن الأكثر تعقيداً والأكثر تهديداً للمسيحيين والموارنة خصوصاً، بحرمانهم الاحتفاظ بموقعهم في رأس هرم الدولة، لم يَبن الخلاف عليه في اجتماع بكركي. تحدّث المجتمعون فيه، التيار الوطني الحر والفريق الآخر المناوئ له، بطريقة مشتركة تقريباً في ما يريدون وما لا يريدون: تأكيد استعجال انتخاب الرئيس، رفض رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، الإحجام عن الخوض في الأسماء في المكان والزمان، التقاطع على المرشح الثالث الموصوف تارة بـ«الواقعي» أو «الطبيعي» أو «الوسطي». ليس انتخاب الرئيس إلا التعبير الأكثر وضوحاً، في الوقت الحاضر، عن عمق الانقسام الماروني ــ الماروني على التفاصيل الخَفية في العنوان الرئيسي: اسم الرئيس لا مواصفاته وانتخابه فحسب. ليست مصادفة أن رؤساء الأحزاب والكتل الممثّلة في اجتماع الخميس هم أول المرشحين للاستحقاق.

نداء الوطن: نداء الوطن : ميقاتي يخرُج عن صمته: لا مالَ نهْديه للجنوب
إسرائيل تتحضّر لـ”هجوم الربيع” و”الحزب” يُعلن جهوزيته
كتبت صحيفة “نداء الوطن” تقول:
بعد صمت استمر أياماً، نفى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أن تكون لدى الحكومة خطة لدفع مساعدات تعوّض الأضرار التي لحقت بالجنوبيين جراء المواجهات التي فتحها «حزب الله» ضد إسرائيل في 8 تشرين الأول الماضي. وأتى نفيُ ميقاتي، ولو متأخراً، ليميط اللثام عن قضية التعويضات ليس فقط بالنسبة الى الكارثة التي ورّط «الحزب» لبنان فيها منذ أكثر من 6 أشهر، وانما أيضاً ما يتصل بانفجار بيروت في 4 آب 2020 والتي تخلّت فيها الدولة عن مئات الألوف من المتضررين مالياً وقضائياً.
وتوحي المعطيات الأولية أنّ «حزب الله» يقف وراء الكلام على مساعدات حكومية لمتضرري الجنوب، في ظل انكشاف عجز «الحزب» ومن ورائه إيران عن الوفاء بمتطلبات التعويض عن المتضررين وإعادة إعمار ما تهدم، ما يحاكي التعويضات التي دفعت بعد حرب تموز 2006. وتلك التعويضات أتت من دول الخليج العربية ولولاها لما أعيد بناء الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت وسائر المناطق المتضررة، خصوصاً الجسور على امتداد لبنان.
أما السؤال عن خروج ميقاتي عن صمته، فتجيب عنه ردود الفعل الواسعة التي صدرت بعد إعلان خطة المساعدات المزعومة. وأتت الردود على خلفية انتقاد النهج الفئوي في التعامل مع الكوراث التي حلّت بلبنان وكان آخرها كارثتيّ مرفأ بيروت وجبهة «الحزب» الجنوبية. وما قاله ميقاتي أمس خلال وجوده في طرابلس إن «كل ما يشاع (حول المساعدات) غير صحيح». وأضاف أن «الجميع يعلمون الامكانات المحدودة للدولة، التي بالكاد قادرة على تأمين الحاجات الأساسية، وتسعى جاهدة على خط موازٍ لتأمين الحد الأدنى من الدعم المطلوب للنازحين من قرى الجنوب».
وفي موازاة ذلك، ما زال «حزب الله» يعلن ما معناه أنّ «لا صوت يعلو على صوت المعركة». وآخر مواقف «الحزب» على هذا الصعيد، ما قاله أمس نائب الأمين العام لـ»الحزب» الشيخ نعيم قاسم: «لا يستطيع الإسرائيلي أن يفعل ما يريد في هذه الساحة ولا يملك أدوات الضغط، وعلى «حزب الله» لا يستطيع الإسرائيلي أن ينتصر، لأنَّنا على جهوزية».
وبدا قاسم كأنه يرد على مواقف إسرائيلية وردت في تحقيق أجرته وكالة «فرانس برس»، بعنوان: «توجّس في البلدات المهجورة في شمال إسرائيل من اندلاع حرب مع «حزب الله»».
وتحدث حسين إيبش من «معهد دول الخليج العربية» في واشنطن عن مؤشرات الى أنّ إسرائيل تستعد لـ»هجوم الربيع» في لبنان، أو على الأقل تعمل جاهدة على توجيه رسالة بأنها تستعد لذلك. وقال: «إنهم يريدون خلق انطباع بأنّ هذه الحرب لا مفر منها لجعل شمال إسرائيل آمناً للعيش فيه مرة أخرى».
بدوره قال نائب رئيس الأمن في كريات شمونة أرييل فريش: «نريد السلام ونستحق السلام. هذا ليس سلاماً وهذه ليست حياة».
وكان لافتاً أنّ وسائل الإعلام التي تغطي الجانب الإسرائيلي من الحدود مع لبنان صار بإمكانها أخيراً أن تبث صوراً عن الأضرار في مستوطنات شمال الدولة العبرية، وذلك بطريقة لم تكن متاحة في نصف عام من المواجهات مع «حزب الله».

الأنباء: الحرب مرهونة بمفاوضات الدوحة… الحراك الرئاسي مرحّل والجنوب على اشتعاله
كتبت صحيفة “الأنباء” تقول:
مع تعليق اللجنة الخماسية حراكها على مستوى الرئاسة ولقاءاتها مع القوى السياسية، يبقى التصعيد سيّد الموقف على الجبهة الحدودية، كما في غزة، وذلك بعد فشل مجلس الأمن في فرض وقف فوري لإطلاق النار، إذ إنَّ ما عجزَ العدو عن اكتسابه بالقوة يحاول أخذه بحروب الاستنزاف ورصد أماكن المقاتلين واستهدافهم بالمسيّرات الذكية. أما في جنوب لبنان، فإنَّ سيناريو الاعتداءات يتكرر مع تدمير القرى الحدودية تدميراً كاملاً، بحيث أضحت بعض القرى الحدودية خاليةً من أهلها، وسط الدمار الهائل إثر الغارات المعادية.
وفي السياق، أشارت مصادر أمنية لجريدة “الأنباء” الإلكترونية إلى أن اسرائيل مصممة على إبعاد “حزب الله” إلى ما بعد الخط الأزرق، لافتةً إلى أنَّ “الحزب” باتَ على معرفة بالنوايا الإسرائيلية وهو ما بدا واضحاً من خلال استهدافه أماكن معينة في مستعمرات المطلة ومسكاف عام وغيرها من المستعمرات المقابلة، بالإضافة إلى العديد من المواقع العسكرية.
المصادر توقعت بقاء الوضع الأمني على حاله حتّى جلاء الموقف من المفاوضات التي تجري في الدوحة بين حماس وإسرائيل برعاية قطرية ومصرية تحت رعاية أميركية لتحقيق وقف لإطلاق النار، خاصةً بعد إخفاق مجلس الأمن في منع إسرائيل من أعمالها الإجرامية ضد الغزاويين.
أمّا في الشأن السياسي الداخلي، فقد لفت عضو كتلة تجدد النائب أديب عبد المسيح في حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية إلى أنَّ الملف الرئاسي رُحّل إلى ما بعد عيدي الفصح والفطر، معتبراً أنَّ “اللجنة الخماسية لمست أن أجواء التشنج ما تزال قائمة، إذ إنَّ لا تراجع لدى فريق الممانعة عن تمسكه بترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، الأمر الذي دفع بالمعارضة إلى التشدد في موقفها”.
واستغرب عبد المسيح عدم دعوة النواب لإنتخاب الرئيس طيلة الفترة الماضية، سائلاً “كيف يمكننا انتخاب رئيس للجمهورية ومجلس النواب مقفلاً؟”، ورأى أنَّ “مطبخ الرئاسة لدى فريق الممانعة ليس في لبنان إنما في إيران، لأنهم ينتظرون ما ستؤول إليه الأمور بعد حرب غزة، وبذلك فإنَّ سياسة التصلب في المواقف التي يمارسها فريق الممانعة عطّلت مهمة اللجنة الخماسية، وهذا يشير بوضوح الى عدم استعدادهم لانتخاب رئيس جمهورية في الوقت الحاضر”.
واعتبر عبد المسيح أنَّ “المطلوب بعد كل ما يحصل اليوم أن يكون هناك تحرّك عملي على الأرض، خاصةً بعد إجهاض مبادرة كتلة الاعتدال الوطني”، مشيراً إلى أنه رغم رفضه للحديث الطائفي باعتباره من دعاة الدولة المدنية “بدأ يلمس أن الموقع الأول للمسيحيين تحوّل إلى مكسر عصا”.
في الشأن الأمني، استبعد عبد المسيح توسيع الحرب وتحويلها إلى حرب شاملة، “لأن إسرائيل تصبح بمواجهة بيئة حزب الله ليس فقط بلبنان بل في سوريا والعراق وصولاً إلى ايران، وهي تعي أنَّ “الحزب” عزز حضوره العسكري في سوريا منذ العام 2011، وبذلك فإن مواجهته لن تكون بالأمر السهل”، معتبراً أنَّ “إسرائيل تحاول من جهة ثانية الحصول على مكاسب في غزة ولبنان من دون حرب، وأن “الحزب” يخوض حرب مناوشات مؤكداً وجوده، وبالتالي في ظلّ حراك للخماسية وزيارات الموفد الأميركي آموس هوكشتاين إلى لبنان وإسرائيل فإنَّ فتيل الحرب لن ينفجر”.
وعليه، فإنَّ لبنان في مرمى نيران الحرب رغم كلّ الجهود والمساعي لتجنيبه حرباً شاملة ومدمرة، خشيةً من أن يلقى مصير غزة خاصةً مع انزلاق الأمور نحو الأسوأ في ظلّ التطورات الأخيرة التي فرضت نفسها وألقت بتداعياتها على كاهل المواطن والبلد.

الشرق الاوسط: لبنان: توقيف قاصرين سوريين في قضية اغتيال كادر بـالقسّام
حصل كل منهما على مبلغ 11 دولاراً أميركياً… ومشغلهما خادم مسجد
كتبت صحيفة “الشرق الاوسط” تقول:
للمرة الأولى منذ اندلاع المواجهات بين «الح.زب» وإسرائيل في جنوب لبنان، على خلفية عملية «طوفان الأقصى»، وتركيز تل أبيب على عمليات اغتيال عناصر ومسؤولين في «حركة ح» والح.زب، أعلن ما يُعرف بـ«فصائل المقاومة الفلسطينيّة والقوى الإسلاميّة في منطقة صور»، الجمعة، عن توقيف مجموعة من العملاء الضالعين بعملية اغتيال أحد أعضاء «كتائب القسّام» منتصف الشهر الحالي، وتسليمهم إلى الأجهزة اللبنانية المختصة.
وأشارت هذه الفصائل في بيان، إلى أنه «بعد عمليّة الاغتيال الجبانة لعضو كتائب القسام هادي مصطفى أبو شادي، التي قام بها العدو الصّهيوني يوم الأربعاء 13 مارس (آذار) 2024، قامت قيادة الفصائل والقوى الإسلاميّة بمتابعة ميدانيّة حثيثة وعمليّة رصد مستمرّة، تمّ خلالها إجراء تحقيق أوّلي، حيث تبيّن على أثرها ضلوع مجموعة من الدّخلاء على مخيّمنا بعمليّة الاغتيال»، مشيرةً إلى أنّه «تمّ تسليمهم إلى الجهات الأمنيّة المعنيّة في الدولة اللبنانية».
موقوفان في عهدة الجيش
وبحسب مصادر أمنية لبنانية، فقد بات في عهدة مخابرات الجيش قاصران من الجنسية السورية تم تسلمهما من الفصائل الفلسطينية، ويتم التحقيق معهما بالمساهمة باغتيال مصطفى. وأشارت المصادر في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن المعلومات الأولية تفيد بأنهما أقدما على زرع جهاز تعقب في سيارة عضو «الق.سّام»، ما سهّل اغتياله عبر مسيرة إسرائيلية. ونفت المصادر أن تكون تسلمت أي موقوفين آخرين طوال الفترة الماضية، مرتبطين بعمليات اغتيال أخرى لعناصر وقياديين في «الح.زب» أو «حركة ح».
كذلك أقرّ مصدر قضائي لبناني بتوقيف شخصين يشتبه بتورطهما في عملية اغتيال مصطفى. وأكد المصدر لـ«الشرق الأوسط»، أن «مخابرات الجيش تجري تحقيقاً مع قاصريْن من التابعية السورية، بناء على معلومات عن علاقة لهما بهذا الاغتيال»، مشيراً إلى أن «التحقيق الأولي ما زال في بداياته، والأمر يستدعي إجراءات دقيقة للتثبّت من علاقتهما بهذه الجريمة».
«حركة ح»: توقيف المشغل
لكن مصدراً في «حركة ح» أكد لـ«الشرق الأوسط» توقيف شخص ثالث، هو مشغّل القاصريْن السوريين اللذين كانا يبيعان المناديل الورقية في مخيم الرشيدية. وقد تم توقيفهما بعد تحركات مشبوهة لهما. وقال المصدر إن المعلومات تفيد بتلقي كل منهما مبلغ مليون ليرة لبنانية (نحو 11 دولاراً أميركياً) مقابل زرع جهاز التعقب.
كذلك، أفادت معلومات أخرى بأن المشغل هو خادم أحد المساجد بمنطقة المعشوق، جنوب لبنان، وقد نشر ناشطون صوراً وفيديوهات له على وسائل التواصل الاجتماعي.
وكان الجيش الإسرائيلي قال إن مصطفى «عنصر مركزي» في «حركة ح» بلبنان، وإنه كان «يروّج لنشاطات إرهابية ضد أهداف إسرائيلية حول العالم، وكان متورطاً في توجيه خلايا تخريبية ونشاطات ميدانية للاعتداء على أهداف إسرائيلية ويهودية في دول مختلفة حول العالم»، لافتاً إلى أنه كان «عنصراً رائداً في قسم البناء التابع للمنظمة، الذي كان يديره سمير فندي، وهو أحد المقربين من صالح العاروري الذي تم القضاء عليه معه».
ولم يكن اغتيال هادي مصطفى، أحد الكوادر في «كتائب القسّام»، الذراع العسكرية لحركة «ح» خارج فلسطين، إلا حلقة في سلسلة طويلة من الاغتيالات التي طالت وتطال قياديين وعناصر حمساويين في لبنان، كما من «الح.زب».
سجل حافل بالاغتيالات
ولعل أبرز الاغتيالات التي قيل إن عملاء يقفون خلفها هي عملية اغتيال القيادي في «حركة ح» ورئيس مكتبها السياسي صالح العاروري، في غارة إسرائيلية استهدفت مبنى في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل «الح.زب» اللبناني، وكذلك عملية اغتيال نجل رئيس كتلة «الح.زب» البرلمانية النائب محمّد رعد، جراء الغارة التي استهدفت منزلاً في جنوب لبنان، أثناء وجوده داخله مع عدد من عناصر الح.زب، إضافة لاغتيال وسام الطويل، القائد في «قوة الرضوان» التابعة لـ«الح.زب» في قصف استهدف سيارته بجنوب لبنان.
وبحسب الدكتور رياض قهوجي، الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري والأمني» (إنيغما)، فإنه «في الحروب تحاول الجيوش دائماً تقوية قدراتها الاستخباراتية بوجه الطرف المستهدف، لذلك تلجأ إسرائيل دوماً لتقوية الاستخبارات البشرية، وتجنيد العملاء بالنسبة لها ليس بالأمر الجديد»، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «النجاحات المتكررة باستهداف أشخاص من القياديين، سواءً من (الح.زب) أو (حركة ح)، ومعرفة طريقة وأوقات تنقلهم وتحديد مواقع تخزين أسلحة، تحتاج عملاً استخباراتياً متطوراً من خلال عملاء موجودين على الأرض. ويبدو أن الطرف الإسرائيلي نجح بتجنيد عدد كبير من هؤلاء، ما مكّنه من تحقيق الإصابات المنشودة».
قهوجي: الفقر أرض خصبة لتجنيد العملاء
وأوضح قهوجي أن «بيئة العملاء هي بيئة ينتشر فيها الفقر والبطالة والعوز، وحيث يوجد أشخاص يكونون خارج منظومة الحياة اليومية ويشعرون بنقص واضطهاد وتمييز، لذلك يتلقفون أي فرصة لجني الأموال، بغض النظر عن انتماءاتهم الآيديولوجية والسياسية»، مضيفاً أنه «مع الانهيار المالي ووجود عدد كبير من اللاجئين السوريين الذي يعانون من الفقر الشديد وأزمة هوية، يصبح هؤلاء بيئة سهلة للتجنيد».
وبحسب المعلومات، فإن «الح.زب»، ومنذ فترة، حاول إبعاد عدد كبير من النازحين السوريين الموجودين في مناطق حدودية، حيث يحتدم القتال، خوفاً من أن يكون بعضهم تم تجنيده من قبل إسرائيل، لتحديد مواقع وإعطاء إحداثيات للعدو.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button