رئيسيات الصحف
النهار: لبنان يسابق غزة… من رميش إلى الهرمل!
كتبت صحيفة “النهار”:
لعل ما اثار موجة مخاوف جديدة من التصعيد الحربي والميداني على ميدان الجبهة اللبنانية الاسرائيلية واتساعها تكرارا امس، ان هذه الجبهة بدت كأنها تسابق جبهات الحرب في غزة غداة صدور اول قرار عن مجلس الأمن الدولي بوقف اطلاق نار فوري في غزة منذ اندلاع الحرب هناك والتي تلاها في اليوم الثاني بعد اندلاعها تفجر الجبهة الحدودية الجنوبية بين لبنان وإسرائيل. واستندت هذه المخاوف الى مؤشرات استباقية حيال استبعاد “جبهة الشمال” كما يسميها الإسرائيليون من أي اثر محتمل لوقف النار في غزة على غرار ما كان هدد بذلك وزير الدفاع الإسرائيلي يؤآف غالانت من واشنطن ، مهولاً بان وقف النار اذا حصل في غزة قد يعجل بالمواجهة الكبيرة مع لبنان واقترن ذلك برفض إسرائيل أصلا التزام قرار وقف النار. كما ان عامل تمدد الجبهة امس مجددا في اتجاه البقاع الشمالي، بحيث طاولت موجتان من الغارات الإسرائيلية الهرمل أولا ومن ثم سهل ايعات في بعلبك لاحقا، رسم دلالات لا يمكن التقليل منها لجهة اتساع ميدان تبادل الضربات في العمق إلى أقاصي البقاع الشمالي وتحويل هذه المنطقة كالجنوب ساحة استهداف دائم للطيران الحربي الإسرائيلي. علما ان الاستهدافات تطاول مرات أهدافا تصنف بانها استراتيجية كالهدف الذي شنت الغارة الإسرائيلية مساء امس في سهل أيعات في بعلبك وتبين وفق معلومات بانه مطار ميداني لـ”حزب الله”. ومن الدلالات أيضا ان التصعيد الواسع على المشهد اللبناني امس رسم حيزا من تهاوي قرار مجلس الأمن بوقف النار في غزة لجهة الارتباط التصعيدي اقله بين المشهدين. وكل هذا لم يحجب تطورا سلبيا اخترق التطورات الميدانية وتمثل في مواجهة بين أهالي رميش وعناصر من “حزب الله” على خلفية رفض الرميشيين توريطهم في استعمال ارضهم منصة اطلاق للصواريخ وترددات هذا الواقع ميدانيا وسياسيا.
اليوم التصعيدي
وفيما الأنظار مشدودة الى غزة غداة تصويت مجلس الأمن على القرار الأول بوقف نار فوري طوال ما تبقى من شهر رمضان ، التهبت المواجهات الميدانية على الجبهة اللبنانية الإسرائيلية واستهدفت غارة إسرائيلية بعد الظهر وادي فعرا القريب من مدينة الهرمل حيث سمع دوي الانفجارات في محيط المدينة، ولوحظت سحب من الدخان. واشارت معلومات الى ان الطيران الإسرائيلي اغار على شاحنة صغيرة وقالت اخرى ان في المنطقة معسكرا لـ “حزب الله” الذي ضرب طوقاً أمنياً في المكان. وتجدر الإشارة الى ان منطقة وادي فعرا هي منطقة عسكرية تابعة للحزب يتردد ان فيها معسكرات تدريب واسلحة للحزب. وأعلن الجيش الاسرائيلي أن “سلاح الجو هاجم بعلبك في العمق اللبناني رداً على استهداف قاعدة ميرون الجوية، وهاجم في عمق لبنان مجمعاً عسكرياً تستخدمه الوحدة الجوية التابعة لحزب الله، والذي كان يحتوي على مهبط وعدة مبانٍ عسكرية تابعة له”. وفي معرض ردّه على الاستهداف المذكور، قصف “حزب الله” ثكنة يردن في الجولان السوري المحتل وهي “مقر القيادة الرئيسي في زمن الحرب” بأكثر من 50 صاروخ كاتيوشا. ومساء شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارة على سهل بلدة إيعات في بعلبك وافيد انها استهدفت مزرعة حيث اشتعلت فيها النيران وعملت فرق الدفاع المدني على إخماد الحرائق وأفاد مراسل “النهار” في بعلبك بسقوط ضحيتين وجريح في الغارة.
اما في الجنوب فاستهدف قصف إسرائيلي منزلاً في كفركلا ودمّره، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي قصف مبنى عسكري وبنية تحتية في محيط قرية عيتا الشعب وفي محيط كفركلا، ومهاجمة موقع استطلاع تابع لـ”حزب الله” في منطقة مارون الراس. ونفذ الطيران الحربي الاسرائيلي غارة على اطراف حديقة مارون الراس ، واتبع ذلك بغارة مستهدفا بلدة عيتا الشعب. وجدد الطيران الحربي الاسرائيلي بعد الظهر هجماته مرة ثانية مستهدفاً منزلاً في بلدة مارون الراس.
في المقابل اعلن “حزب الله ” تنفيذ اكثر من عشر عمليات امس فاستهدف مبنيين في مستعمرة أفيفيم يستخدمهما الجنود الإسرائيليون كما استهدف تجمعا للجنود في محيط ثكنة برانيت . واعلن انه “ردا على إعتداء العدو الصهيوني على بلدة الصويري واستكمالا للرد على الاعتداء على مدينة بعلبك، استهدف قاعدة ميرون الجوية بالصواريخ الموجهة وحقق فيها إصابات مباشرة”. واستهدف “قوة مشاة إسرائيلية في محيط شتولا بالأسلحة الصاروخية وأصابها إصابة مباشرة وأوقع أفرادها بين قتيل وجريح”.
صدام رميش
اما الصدام في رميش فبدأ بين مواطن من رميش ومجموعة تابعة لـ”حزب الله” كانت تحضّر لنصب راجمة صواريخ تحت ثانوية رميش في كرم زيتون. فحصل تلاسن بين الطرفين واطلقت المجموعة رصاصتين فوق رأسه. اثر ذلك، دق الشاب جرس الكنيسة وتجمع شباب البلدة في وقت انسحب عناصر الحزب. وافيد انه تم قصف ثلاثة صواريخ من المنطقة، اضافة الى صاروخين من صنوبر رميش قرب منتجع ليالي النجوم، في حين حاول شباب البلدة مع الجيش ردع الحزب.
واثار الحادث ردود فعل سياسية. وفي السياق طالب المكتب السياسي الكتائبي “من منطلق حرصه على حياة الجنوبيين الأبرياء ومصالحهم وعلى البلد، بانتهاز الفرصة لوضع حد فوري لهذه المغامرة التي يخوضها حزب الله رغمًا عن اللبنانيين وإصراره على استجرار الاعتداءات عبر زرع منصات عسكرية داخل الأحياء السكنية” ودعا إلى “نشر الجيش اللبناني على كامل الحدود ومنحه القدرة والتكليف اللازمين للسهر على الاستقرار وتطبيق القرارات الدولية”. كما أعلن حزب الوطنيين الأحرار “كامل تضامنه مع أهالي بلدة رميش الجنوبية في حقهم المشروع في رفضهم بأن يكونوا رهينةً لمنصات صواريخ حزب الله المنتشرة بين بيوتهم وفي نطاق بلدتهم”.واعتبر أن “ما جرى في هذه البلدة الحدودية هو نموذج صارخ عن مُصادرة حزب الله لقرار المدنيين الأمنين وحريتهم وتعريض حياتهم لخطر الهجمات الاسرائيلية وتدمير قراهم وأملاكهم كرمى لعيون إيران ومصالحها ووحدة ساحاتها”.
ميقاتي
وسط هذه الأجواء تناول رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في كلمة القاها في حفل إفطار مؤسسات الرعاية الاجتماعية في لبنان – دار الأيتام الإسلامية وضع الحكومة فقال “لن نضيّع مزيدا من الوقت بل سنظل نؤكد في الممارسة اننا ماضون في تحمل مسؤولياتنا كاملة لما فيه خير لبنان وشعبه كله، بعيدا عن الاعتبارات الفئوية التي يستخدمها البعض لتحقيق أهداف وغايات لم تشبه يوما سلوكنا الوطني الجامع والحاضن لكل ابناء الوطن”. وقال “أولويتنا الحالية العمل على إيجاد الحلول المناسبة المقبولة للقضايا الإجتماعية المطروحة وهموم الناس آخذين في الاعتبار الحفاظ على الحد الأدنى من التوازن في إيرادات الدولة ومصاريفها. لن ننجر يوما الى المهاترات، وسنظل نعمل فوق الحسابات الضيقة والاعتبارات الشخصية للحفاظ على كيان الدولة ومؤسساتها، أما من يعيب على الحكومة أنها ماضية في عملها، فعليه أن يبادر الى القيام بواجباته في إنتخاب رئيس جديد للجمهورية، لاكتمال عقد المؤسسات الدستورية وتلاقيها في ورشة واحدة للنهوض بالوطن. إنتخاب فخامة الرئيس هو المهمة الاساسية للسادة النواب، لا التصويب المجاني على حكومة يعلم الجميع بأنها تواجه التحديات الواحدة تلو الاخرى بروح المسؤولية”.
على خط امني آخر، أكّد وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي أن “لا مؤشرات لأيّ حدث أمنيّ ولكن يجب أن يكون الأمن استباقيًّا”، مطالبًا الأجهزة الأمنية بأن تساعد وبأن تكون على الأرض لضمان أمن المواطنين خلال الأعياد. وقال بعد اجتماع مجلس الأمن المركزي “بحثنا في التدابير المتّخذة لمناسبة الأعياد واطلعنا على التدابير التي بدأت القوى الأمنيّة بتطبيقها” وشدّد على “ضرورة مواكبة العمل على الأرض بعمل استخباراتي لتلافي أي حدث”.
الجمهورية: الاستحقاقات تدخل عطلة الأعياد… وميقاتي: لن نَنجرّ الى المهاترات
كتبت صحيفة “الجمهورية”:
لم يحمل يوم أمس أي جديد على مستوى الاستحقاقات الداخلية التي يتصدّرها الاستحقاق الرئاسي ولا على مستوى الاستحقاقات الخارجية التي تتصدرها المحاولات الجارية لتنفيذ قرار مجلس الامن بوقف اطلاق النار في غزة، والذي سيؤدي الى توقف اطلاق النار على الجبهة الجنوبية اللبنانية. وبَدا الجميع ينظرون الى ما بعد عطلة عيدي الفصح والفطر التي ستبدأ مع مناسبة «الجمعة العظيمة» غداً، حيث ستنشط الاتصالات مجدداً في شأن الاستحقاق الرئاسي مع استئناف سفراء المجموعة الخماسية العربية والدولية جولتهم على المسؤولين والقيادات السياسية والكتل النيابية، خصوصا اذا تحقق في هذه الاثناء وقف إطلاق النار في غزة والجنوب.
إنكفأت السياسة مع تراجع الحركة الداخلية في الملف الرئاسي وترحيله الى ما بعد عطلة الاعياد التي أعطَت فرصة لشراء مزيد من الوقت في ظل التخبّط والارباك وغياب أفق الحلول لشدة ارتباطها بالحدث الاقليمي الام…
وقد تقدمت حادثة رميش أمس على ما عداها وحبست الانفاس بعد محاولات البعض توظيفها في الفتنة الداخلية والمواجهة بين المعارضة المسيحية و«حزب الله» على خلفية جبهة الجنوب. وقالت مصادر الحزب لـ»الجمهورية» ان «كل ما قيل عار من الصحة، فهناك قرار اتخذ منذ مدة طويلة بتحييد القرى المسيحية في الجنوب عن اي نشاط عسكري، ومن الطبيعي ان يحصل هذا الامر. أولاً، لأن لا وجود لنا في داخلها. وثانياً، لتجنيب البلدات الحدودية وخصوصا المسيحية منها مخططات الفتنة التي يريدها العدو ولا تخدم سواه في هذه المرحلة، وما استمرار الوجود السكاني لأهلها سوى دليل الى ان لا خطر من تعريضها لغارات ردا على اطلاق الصواريخ منها». واكدت المصادر «ان محاولات المُغرضين لزرع الفتنة واخذ المعركة الى غير مكانها لن يسمح «حزب الله» بهما، والمواجهة هي فقط مع العدو والإشكال انتهى»…
وكان قد وقع إشكال بين مواطن من رميش ومجموعة تابعة لـ«حزب الله»، قيل انها كانت تحضّر لنصب راجمة صواريخ في كرم زيتون قرب ثانوية رميش، فحصل تلاسن بين الطرفين واطلقت المجموعة رصاصتين فوق رأسه. إثر ذلك، دق الشاب جرس الكنيسة، وتجمع شباب البلدة في وقت غادرها عناصر الحزب. وأُفيد انه تم اطلاق ٣ صواريخ من المنطقة، اضافة الى صاروخين من «صنوبر رميش» قرب منتجع «ليالي النجوم»، في حين حاول شباب البلدة مع الجيش رَدع الحزب.
مبادرة «الاعتدال»
وعلى جبهة الاستحقاق الرئاسي واصَل تكتل «الاعتدال الوطني» جولته على مكونات المجلس النيابي لتكملة التواصل وتوضيح مبادرته الحوارية والرئاسية. وفي هذا الإطار، التقى وفد منه امس النائبَين وزير الصناعة جورج بوشكيان والعميد جان طالوزيان. وأكد النائب سجيع عطية بعد الاجتماع أنه «بات هناك إجماع كبير على مضمون المبادرة وصلَ إلى مئة نائب». وقال: «شرحنا موقفنا ولقد قطعنا شوطا كبيرا في التواصل والحوار. هناك بعض الشكليات التي نأمل تذليلها خلال هدنة وقف النار المتوقّع تطبيقها في غزة بعد تصويت مجلس الأمن الدولي على قرار وقف اطلاق النار. كما نترافق مع عمل اللجنة الخماسية التي نتوقع استئناف نشاطها قريباً، بهدف تحديد موعد لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية».
وزار وفد «الاعتدال» ايضا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وقال النائب محمد سليمان بعد اللقاء: انّ البحث تناول «الوضع الراهن في المنطقة ولبنان»، واضاف: «كان لقاؤنا مميزا مع دولته، وان شاء الله تتجه الأمور نحو الافضل، ونأمل انتخاب رئيس في أسرع وقت ممكن لانتظام الأمور والمؤسسات».
المهمة الاساسية
الى ذلك، قال ميقاتي خلال إفطار «مؤسسات الرعاية الاجتماعية في لبنان ـ دار الأيتام الإسلامية» ان «ما تتعرض له الحكومة من حملات ومواقف رغم دقة الظرف وحراجة الوضع، لن يدفعنا الى اليأس او الاحباط، ولا الى التسليم بما يمكن ان يؤذي وطننا ويهدد وحدتنا ويعطّل دور مؤسساتنا وفي مقدمها دور الحكومة الوطني والدستوري». واضاف: «لن نَنجرّ يوماً الى المهاترات، وسنظل نعمل فوق الحسابات الضيقة والاعتبارات الشخصية للحفاظ على كيان الدولة ومؤسساتها. أما من يعيب على الحكومة أنها ماضية في عملها، فعليه أن يبادر الى القيام بواجباته في إنتخاب رئيس جديد للجمهورية، لاكتمال عقد المؤسسات الدستورية وتلاقيها في ورشة واحدة للنهوض بالوطن». واكد ان «انتخاب فخامة الرئيس هو المهمة الاساسية للسادة النواب، لا التصويب المجاني على حكومة يعلم الجميع أنها تواجه التحديات الواحدة تلو الاخرى بروح المسؤولية».
ميلوني في بيروت
ويستقبل ميقاتي اليوم رئيسة الحكومة الايطالية ميلوني التي ستصل السابعة مساء اليوم في زيارة رسمية للبنان تدوم يومين. وسيكون ميقاتي في استقبالها في قاعة الزوار الكبار في مطار بيروت الدولي، ثم ينتقلان معا الى السرايا الحكومية حيث سيقام لها استقبال رسمي، ثم تعقد محادثات ثنائية.
وستلتقي ميلوني ايضا رئيس مجلس النواب نبيه بري. وقالت مصادر معنية بالزيارة ان برنامج ميلوني يلحظ غداً زيارة قيادة قوات حفظ السلام الدولية (اليونيفيل) في الجنوب، وتفقّد مقر الكتيبة الايطالية العاملة في نطاقها ولقاء ضباطها وجنودها، فهي إحدى ثلاثة قوى اساسية تتكوّن منها «اليونيفيل» وأكبرها عدداً الى جانب الكتيبتين الإسبانية والفرنسية.
«خطة مواجهة»
وعلى صعيد الجديد في المواقف السياسية من التطورات الجارية، لفتَ رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، امام نقابة محرري الصحافة اللبنانية برئاسة النقيب جوزيف القصيفي، الى أنّ «الوثيقة التي تحضر في بكركي مهمة ولكنها لن تكون كافية إذا لم تكن مرفقة بخطة عمل أو «خطة مواجهة» لعملية الاقصاء التي تحصل بشكل واضح ومُمنهج ومبرمج من الاشخاص انفسهم الذين يريدون وضعنا امام خيار من اثنين، امّا ان نسلّم بانتخاب الرئيس الذي يريدونه او يبقى البلد بلا رئيس ويحكمون من دوننا». وشدد على أننا «نواجه أخطارا وجودية، ليس فقط بسبب الحرب في الجنوب»، وقال ان «أكبر أزمة وجودية اليوم هي قضية الشراكة والعيش معاً وحتى يبقى الناس في البلاد يجب أن يتم تأمين الاستقرار لهم وتحييد معيشتهم».
وأكد باسيل أن «التفاهم (بين التيار و«حزب الله») كان قائماً على ثوابت وعندما تغيرت اهتَزّ»، مشيرًا الى أن «مشكلات عدة واجهت هذا التفاهم، أوّلها عدم الالتزام ببناء الدولة، ثم تغطية ضرب الشراكة، وأخيرا المشكلة الاساسية التي طرأت هي تخطي حدود الدفاع عن لبنان، والانخراط في نزاع لا نملك القرار فيه». وشدد على أنّ «اللعبة التقليدية القائمة لا يمكن أن تنجح لاجتراح حل شامل، سواء أكنّا في المعارضة أو السلطة، مع إدراكنا أنه لا يمكن ان تتشكّل السلطة من دون المكوّن المسيحي». وشدد على «اننا نحتاج الى اصلاح النظام انطلاقاً من اتفاق الطائف وصولا الى الدولة المدنية». وقال: «لبنان بلد يعيش على التفاهمات ولا أحد يستطيع العيش من دون الآخر في هذا البلد، وإذا إنتفى العيش المشترك يزول لبنان، وميزة هذا البلد هي في تنوّعه»، مؤكدا أن «ما يحصل في السعودية بقيادة ولي العهد محمد بن سلمان هو خير دليل على تطور كبير».
الجبهة الجنوبية
وعلى الجبهة الجنوبية، وضِمن تطور جديد وَسّعت اسرائيل اعتداءاتها على لبنان فشنّت طائراتها غارات جوية استهدفت منطقة وادي فعرا القريب من مدينة الهرمل على بعد نحو 130 كيلومترًا من الحدود مع فلسطين المحتلة. واصابت شاحنة صغيرة في محيط سهل رأس بعلبك، وسمع دوي الانفجارات في محيط الهرمل فيما ارتفعت سحب من الدخان…
وتعد هذه الغارات أول ضربات تستهدف منطقة الهرمل في سهل البقاع وأكثرها عمقًا في الأراضي اللبنانية، منذ بدء المواجهات في جبهة الجنوب قبل نحو ستة أشهر.
وأعلنت «هيئة البث الإسرائيلية» انّ «الجيش شَن غارات على أهداف في بعلبك ردا على استهداف وحدة مراقبة جوية في ميرون».
وقبَيل السادسة مساء، اغارت الطائرات الاسرائيلية مجددا على البقاع واستهدفت سهل بوداي ـ إيعات في محلة «تلة وردين» قرب مدينة بعلبك.
واعلن محافظ بعلبك ـ الهرمل بشير خضر انّ المعلومات الأولية لا تشير الى وقوع إصابات في الغارة الأخيرة التي طاوَلت سهل إيعات. وطلب من المواطنين توخّي الحيطة والحذر وعدم الإقتراب من المواقع المستهدفة، وعدم اعاقة عمل فرق الإسعاف. لكن بعض المعلومات غير المؤكدة اشارت الى سقوط شهيدين وجريح.
ورداً على قصف الهرمل، استهدفت »المقاومة الإسلامية» عصر أمس «ثكنة يردن» في الجولان السوري المحتل، مقر القيادة الرئيسي في زمن الحرب، بأكثر من 50 صاروخ كاتيوشا.
وفي الجنوب واصلت اسرائيل اعتدءاتها بعد ظهر امس، فأغار طيرانها الحربي على منازل في بلدات حانين وبئر المصلبيات حولا وبيت ياحون المجاورة… واستهدف القصف المدفعي كفرشوبا ـ محلة العين… وأحراج بلدة القصير وأطراف بلدة القنطرة قرب وادي الحجير.
وكانت قوات الاحتلال الاسرائيلي قد كثّفت ليل امس الاول وفجر امس اعتداءاتها على قرى الجنوب، فشَن طيرانها الحربي غارات متتالية مُستهدفاً بعض المنازل على بلدات عيتا الشعب والناقورة وطير حرفا والجبين، ما ادى الى سقوط عدد من الشهداء والجرحى بين المواطنين، نقلوا الى مستشفى الشهيد صلاح غندور في بنت جبيل. وترافقت هذه الغارات مع قصف مدفعي من عيار ١٧٥ ملم على اطراف وادي حامول وخراج الناقورة وتلة العويضة وطير حرفا والجبين والضهيرة.
وأعلنت غرفة عمليات الدفاع المدني في «جمعية كشافة الرسالة الإسلامية»، في بيان، أنّ الاعتداء الاسرائيلي الذي طاوَلَ أطراف بلدة طيرحرفا تَسبّب بأضرار جسيمة في مقر الدفاع المدني لكشافة الرسالة الاسلامية في البلدة، بالاضافة الى اضرار في سيارات الاسعاف وآليات الاطفاء. وانّ جميع المسعفين المتطوعين بخير وإصاباتهم طفيفة (3 مسعفين).
كذلك تعرضت اطراف بلدة مارون الراس لقصف مدفعي طاوَلَ منطقة فطنون الواقعة بين بلدتي يارون ورميش، واضطرت المدارس في رميش للإقفال بسبب القصف الذي طال اطراف البلدة واطراف رشاف لجهة الطيري، فيما استهدفت دبابة ميركافا المنازل في طيرحرفا بقذائف عدة تزامَنت مع قصف مدفعي على حديقة مارون الراس ومحيط مسجد البلدة واطراف طير حرفا.
واطلقت قوات الاحتلال الاسرائيلي رشقات نارية في اتجاه المزارعين في الماري – قضاء حاصبيا لإرهابهم ومَنعهم مِن تفقّد محاصيلهم، ما ألحق أضرارا كبيرة في قفران النحل وخزانات المياه الموجودة في محلة مرج الطبل ومزرعة المجيدية. وسجّل ظهراً تحليق مكثف للطيران الاسرائيلي على مستوى متوسط في أجواء كسروان والمتن. فيما تجددت الغارات الجوية بعد الاولى والنصف بعد الظهرعلى مارون الراس وعيتا الشعب وكفركلا.
وكانت «المقاومة الإسلامية» قد استهدفت فجر امس «مبنىً يستخدمه جنود العدو الإسرائيلي في مستعمرة «شوميرا» بالأسلحة المناسبة». وفي الوقت نفسه، استهدفت مبنىً آخر «يستخدمه جنود العدو الإسرائيلي في مستعمرة «شلومي» بالأسلحة الصاروخية». واستهدفت ايضا مبنيين في مستعمرة «أفيفيم» يستخدمهما الجنود الاسرائيليون.
واعلنت وسائل إعلام إسرائيلية اشتعال النيران في مصنع داخل مستوطنة «أفيفيم» بعد إصابته بصاروخ أُطلق من لبنان. ونشرت «فيديو» يظهر النار تلتهم المصنع.
فيما قصف المقاومون تجمّعاً للجنود الإسرائيليين في محيط ثكنة برانيت.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: «انّ مقاتلاتنا قصفت مباني عسكرية لـ»حزب الله» في عيتا الشعب وكفركلا ومارون الراس».
ولاحقاً، اعلنت المقاومة انه «رداً على اعتداء العدو الصهيوني على بلدة الصويري (بالبقاع الغربي) واستكمالاً للرد على الاعتداء على مدينة بعلبك، استهدفَ مجاهدو المقاومة الإسلامية قاعدة ميرون الجوية بالصواريخ الموجهة وحققوا فيها إصابات مباشرة».
وفعلاً، أعلن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي عن «تعرّض قاعدة ميرون الجوية لهجوم صاروخي». فيما اكدت وسائل إعلام إسرائيلية «انّ صاروخاً أو طائرة مسيّرة أصابت قاعدة ميرون الجوية».
كذلك اعلنت »المقاومة الإسلامية» انّ مقاتليها هاجموا قوة مشاة إسرائيلية في محيط مستعمرة «شتولا» وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح. كذلك هاجموا قوة مشاة إسرائيلية في حرش حانيتا.
ولاحقاً، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية ان الجيش الاسرائيلي «أطلق النار في اتجاه عدد من الإسرائيليين قرب «كفار يوفال» ظنًا منه أنهم أشخاص تَسللوا من الجانب اللبناني».
وقالت صحيفة «معاريف» الاسرائيلية «انّ سكان الشمال يرفعون الصرخة، ساعتنا الرملية نفذت، منذ أكثر من خمسة أشهر ونحن مهجّرون من منازلنا، ومن بيئتنا، ومن كل حاجة أساسية يحتاجها الإنسان».
ونعت «المقاومة الإسلامية» احد مقاتليها حسين علي دبوق من بلدة شبريحا، فيما نعت «سرايا القدس» ـ الجناح العسكري لحركة «الجهاد الإسلامي»، أحمد محمد محمود، «الذي ارتقى على حدود فلسطين المحتلة في جنوب لبنان ضمن معركة طوفان الأقصى أثناء أدائه واجبه القتالي».
الأخبار: حزب الله يتخطّى «الروتين» لمنع فرض قواعد جديدة
كتبت صحيفة “الأخبار”:
شهد يوم أمس نموذجاً عملياً لـ«معركة ضبط هوامش الجبهة» بين حزب الله وجيش الاحتلال، في وقت تجد فيه تل أبيب نفسها محاصَرة بالمراوحة الميدانية في غزة وما نتج عنها من عقم على المستوى السياسي، ومحاولة «التنفيس» على الجبهة الشمالية خصوصاً بعد تصاعد الخلافات بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، إثر قرار مجلس الأمن الأخير حول وقف إطلاق النار في غزة.وإذا كان بعض أركان حكومة نتنياهو يهدّدون بالتصعيد شمالاً رداً على محاولات وقف المعركة في غزة قبل تحقيق الأهداف الإسرائيلية، فإن حزب الله يجد نفسه في هذا التوقيت بالتحديد معنياً بالردّ الحازم والسريع على أي محاولة إسرائيلية لتجاوز «التصعيد المضبوط» نحو محاولة «السيطرة على التصعيد»، من خلال خلق وقائع ميدانية مُسَيطر عليها، تكون له فيها اليد العُليا والقرار الأخير. وشكّل دخول بعض المستوطنات للمرة الأولى ضمن دائرة النيران التي انطلقت من لبنان، على ما أفادت قناة 14 العبرية، وتخطي «الروتين العملياتي اليومي» في سلسلة الردود النوعية على الاعتداءات الإسرائيلية، إشارات كافية للعدو بأن حزب الله عازم على منعه من تحقيق «قواعد لعب» جديدة في اللحظات الأخيرة قبل التوصل إلى اتفاق في غزة قد ينسحب على لبنان.
وفي هذا الإطار، شهدت الجبهة الجنوبية أمس ارتقاءً نوعياً وكمياً في عمليات حزب الله ضد مواقع وتجمعات العدو وثكناته على طول الحدود بين جنوب لبنان وشمال فلسطين المحتلة. وأظهرت هذه العمليات حرص الحزب على الردّ سريعاً على كل عدوان إسرائيلي يستهدف المدنيين من جهة، ويستهدف توسعة المدى الجغرافي لاستهدافاته بما يمكّنه من صنع معادلات تصعيد جديدة، من جهة أخرى. فردّاً على الاعتداءات على القرى الجنوبية، استهدف حزب الله مبانيَ يستخدمها جنود العدو الإسرائيلي في مستعمرات شوميرا وشلومي وأفيفيم.
ورداً على اعتداء العدو على بلدة الصويري في البقاع الغربي واستكمالاً للرد على الاعتداء على مدينة بعلبك، استهدف الحزب قاعدة ميرون الجوية بالصواريخ الموجّهة. وفي إطار الرد نفسه، وبعد اعتداء العدو الذي طاول البقاع، استهدف الحزب ثكنة يردن في الجولان السوري المحتل، وهي مقر القيادة الرئيسي في زمن الحرب، بأكثر من 50 صاروخ كاتيوشا. ورداً على قصف القرى الجنوبية استهدف انتشاراً لجنود العدو الإسرائيلي في مستعمرة حانيتا. كما نفّذ سلسلة عمليات استهدفت تجمعاً لجنود العدو في محيط ثكنة برانيت وآخر في محيط موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة، إضافة إلى استهداف قوات مشاة معادية في محيط شتولا وحرش حانيتا ومحيط ثكنة زبدين في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة.
وتعليقاً على هذه التطورات، لخّص يوسي يهوشع في «يديعوت أحرونوت»، المشهد قائلاً إن «الحرب في الشمال شديدة وتشتد. فقد أطلق حزب الله الصواريخ على ميرون، ورداً على ذلك هاجم الجيش الإسرائيلي مجمعاً عسكرياً في عمق لبنان تستخدمه الوحدة الجوية لحزب الله، ويضم مهبط طائرات وعدداً من المباني العسكرية للحزب، وردّ حزب الله الآن بإطلاق عشرات الصواريخ على الجولان والجليل».
وتحدّثت وسائل إعلام إسرائيلية عن اشتعال النيران في مصنع داخل مستوطنة أفيفيم بعد إصابته بصاروخ أُطلق من لبنان. وقالت إن النيران تأكل كل شيء داخله، وفرق الإطفاء غير قادرة على الوصول إلى المكان. وقالت القناة 12 العبرية إن حزب الله يخطط لضرب الكهرباء في الشمال والجولان بالكامل وتصعيد الهجمات على المحطات ومنع المستوطنين من الكهرباء. فيما أشارت «معاريف» إلى أن «سكان الشمال يرفعون الصرخة، ساعتنا الرملية نفدت، منذ أكثر من خمسة أشهر ونحن مهجّرون من منازلنا، ومن بيئتنا، ومن كل حاجة أساسية يحتاج إليها الإنسان».
وفي إطار الخسائر المتواصلة التي تُسجّل في الشمال، ركّزت وسائل الإعلام الإسرائيلية على الأضرار اليومية جرّاء ضربات حزب الله. وقالت «معاريف» إن مصنعاً للنبيذ في كيبوتس أفيفيم أصيب جراء إطلاق حزب الله صواريخ عليه. ونقلت عن صاحب المصنع، ميئير بيطون، أن «صاروخين سقطا في قلب المصنع الذي احترق، فيما لم يتمكّن رجال الإطفاء من الوصول إليه لوقوعه على خط التماس مباشرة. للأسف كل المصنع تدمّر، وهذه المرّة الرابعة التي يصاب فيها جراء إطلاق صواريخ من لبنان».
ونعى حزب الله أمس، الشهداء حسين علي دبوق (شبريحا – الجنوب) وعلي إبراهيم ناصر الدين (الهرمل) وعلي رتيب الجوهري (الهرمل) وعلي فوزي الأخرس (كفرتبنيت – الجنوب).
«الكتائب والقوات» يصرّان على الفتنة
تصدّرت بلدة رميش المشهد على وسائل التواصل الاجتماعي مرة أخرى أمس، بعد نشر مقاطع فيديو قيل إنها لعناصر من حزب الله يحاولون نصب منصات إطلاق صواريخ بين منازل البلدة. ورغم أن المشاهد المنشورة لم تُظهر سوى سيارتين مدنيتين في بساتين زيتون في أحراج البلدة البعيدة التي تتداخل مع خراج بلدات أخرى، وليس في الأحياء السكنية داخل البلدة، تولّى حساب حزب الكتائب وبعض مناصري القوات شرح المشهد على الشكل التالي: «أهالي رميش يمنعون عناصر حزب الله من إطلاق الصواريخ من بين الأحياء السكنية في البلدة». وانتشر الخبر في الفضاء الافتراضي، وعلى وسائل الإعلام المناهضة لحزب الله في لبنان وخارجه، على أنه إشكال بين مجموعة من الحزب والأهالي الذين تداعوا على وقع قرع أجراس الكنائس لمنع عناصر من الحزب من تركيب راجمة صواريخ قرب ثانوية البلدة».
ولوحظ الأداء «التنافسي» بين القوات والكتائب لاستغلال الحادث الذي قيل إنه وقع عند التاسعة من صباح أمس، فيما بدأ الحديث عنه على وسائل التواصل الاجتماعي عند الثانية تقريباً من بعد الظهر، ما بدا وكأنه حملة معدّة مسبقاً، خصوصاً لما للقوات والكتائب من سوابق في تصيّد المواقف وتضخيمها في تلك المنطقة، فضلاً عن اختلاق أحداث وفبركة مشاهد.
نداء الوطن: “حزب الله” في مرمى الغارات الإسرائيلية من سوريا إلى لبنان
رميش في حِمى الجيش بعدما رفضت زجّها في “المُشاغلة”
كتبت صحيفة “نداء الوطن”:
وسط تصاعد المواجهات بين إسرائيل و»حزب الله»، اختار الأخير أمس بلدة رميش الجنوبية الحدودية كي يضمها الى جبهة «المُشاغلة». وكأنه لم يُكتفَ من الأضرار التي لحقت بالجنوب منذ 8 تشرين الأول، فجرى توسيع الخسائر لتشمل رميش التي لا يزال يقطنها نحو 6 آلاف من سكانها متمسكين بالبقاء فيها. غير أنّ رفض الأهالي توريط بلدتهم في أتون الخراب أدّى الى تدخل الجيش للحفاظ على أمن البلدة. وعلمت «نداء الوطن» أنّ تدخل الجيش جاء بناءً على تكليف مجلس الأمن المركزي الذي كان مجتمعاً وقت الحادث برئاسة وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي.
وروى رئيس بلدية رميش ميلاد العلم وقائع ما حصل، فقال إنّ مجموعة حزبية وصلت في سيّارتَين الى البلدة صباح أمس، بهدف إطلاق صواريخ في اتجاه إسرائيل من داخل حيّ سكني، فاعترضها أحد السكان.
وأوضح «أنّ المشكلة هي في عمليّة إطلاق الصّواريخ من داخل الأحياء السّكنيّة، بينما ليس هناك من مشكلة في حصول ذلك من «المشاعات»، مؤكّداً «أنّنا أكثر النّاس ضدّ العدو الصّهيوني».
وفي حين تمنّى العلم أن تكون الرّسالة قد وصلت، أشار إلى أنّه لم يتمّ التّواصل معهم إلّا من قبل الجيش اللبناني، حيث حضرت دوريّة إلى المكان بعد الإبلاغ عن الحادث.
ويروي أحد سكان رميش أنه قرابة التاسعة صباحاً تنبّه أهالي أحد أحياء رميش المأهول بالسكان، إلى وجود حركة غريبة لسيارتين مدنيتين زجاجهما داكن ومن دون لوحات تجولان في أحيائه، وتحديداً قرب ثانوية رميش الرسمية ومبنى «الندوة الثقافية». فاقترب من إحداهما أحد الأشخاص ( ف.م). وتبيّن له أن ثمة عناصر تعمل على وضع منصة صواريخ «كورنيت» في هذه النقطة السكنية، فحصل تلاسن مع العناصر وفضّل الإنسحاب، إلا أنه أبلغهم أنه سيتوجه إلى البلدة لإبلاغ الأهالي.
وفعلاً انتقل هذا المواطن على الفور الى كنيسة البلدة وباشر قرع الجرس ما أدى الى تقاطر الناس لتبيان الأمر.
وسارع بعض الأهالي الى إستدعاء الجيش اللبناني، فحضرت دورية لمتابعة الوضع. كما أقدم بعض الأهالي على إقفال طرق فرعية بين رميش وعيتا الشعب المجاورة، بالسواتر الترابية، في محاولة لمنع المسلحين من إستخدام أراضي البلدة منصة للقصف.
وهذه ليست المرة الأولى التي يحاول عناصر من «حزب الله» وفصائل موالية له التسلل إلى بلدة رميش الحدودية بهدف تثبيت منصات صواريخ «الكاتيوشا» وسواها في أراضٍ زراعية وأحراج الصنوبر وتوجيهها نحو الداخل الإسرائيلي.
ويذكر أنّ أهالي رميش التي تقطنها حوالى 1200 عائلة، كانت تستعد لإحياء رتبة جناز المسيح في الجمعة العظيمة والإحتفال بيوم القيامة أحد الفصح. وكان أطفال رميش ودبل وعين إبل مشوا في زياح الشعانين الأحد الفائت.
وكتبت كتلة «تجدد» النيابية على حسابها على منصة «إكس»: تعريض المدنيين غصباً عنهم في القرى والبلدات الجنوبية لخطر الهجمات الإسرائيلية مرفوض. ندين ما حصل في رميش حيث حاول «حزب الله» إطلاق الصواريخ من جوار البلدة، ونطالب الحكومة بتكليف الجيش وقوات الطوارئ الدولية الحفاظ على أمن اللبنانيين وحياتهم، ونعيد المطالبة بتطبيق القرار 1701 تفادياً لتعريض لبنان لخطر الحرب».
كما كتب عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب الياس اسطفان على منصة «إكس»: «رميش صرخت باسم لبنان السيّد الحرّ المستقل».
وفي التطورات الميدانية أيضاً، قُتل شخصان وأُصيب ثالث في ضربة إسرائيلية استهدفت مساء أمس منطقة بعلبك، وذلك بعدما استهدفت غارة منفصلة منطقة الهرمل على بعد نحو 130 كيلومتراً من الحدود الجنوبية مع إسرائيل.
وقال مصدر في «حزب الله» لم يشأ كشف هويته لـ»وكالة فرانس برس» إن القتيلَين ينتميان إلى «الحزب».
وفي وقت سابق، استهدفت ضربة إسرائيلية وادي فعرا القريب من مدينة الهرمل.
وأشار محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر في منشور على منصة «إكس» إلى أنّ السلطات المحلية «لم تبلّغ عن وقوع إصابات جراء الغارة الإسرائيلية».
وأعلن «حزب الله» في وقت لاحق استهداف «ثكنة يردن في الجولان السوري المحتل بأكثر من 50 صاروخ «كاتيوشا».
وفي سياق متصل، قتل ما لا يقّل عن 14 مقاتلاً موالياً لإيران ومدني في ضربات جوية ليلية استهدفت مواقعهم في منطقة دير الزور بشرق سوريا، على ما أورد «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
وأعلنت السفارة الإيرانية لدى سوريا في منشور على منصة «إكس» مقتل أحد عناصر الحرس الثوري الإيراني، فيما حمّلت وكالة «إرنا» الإيرانية الرسمية «الكيان الصهيوني» مسؤولية الهجوم الذي قضى فيه «بهروز وحيدي في دير الزور».
وأوضح المرصد أنّ «الضربات الجوية جرت بعد ساعات قليلة من وصول طائرة نقل إيرانية من دمشق إلى مطار دير الزور العسكري» مساء الإثنين. وترددت معلومات أنّ الطائرة كانت تنقل ذخائر لـ»حزب الله».
وفي واشنطن، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أمس قبل اجتماعه بنظيره الأميركي لويد أوستن في البنتاغون: «نواجه تهديداً وعدواناً غير مسبوقين من»حزب الله» على الجبهة الشمالية، وسنبحث ذلك مع اوستن، فالأمر لم يعد مقبولاً». وعلّق غالانت على إقرار مجلس الأمن وقف إطلاق النار في غزة خلال شهر رمضان، قائلاً: «وقف الحرب في غزة قد يقرّب حرباً على الجبهة الشمالية مع «حزب الله».
وعلى صعيد آخر، يتحدث الأمين العام لـ»حزب الله» حسن نصرالله مساء الجمعة المقبل في إطار إحياء الليلة الأولى من ليالي القدر.
الديار: لا مفاعيل لبنانية لقرار مجلس الامن… «الاعتدال» تنطلق بجولتها التشاورية الثانية
وثيقة بكركي لا تزال «قيد الاعداد»…«الثنائي الشيعي»: لم نتبلغ شيئاً ولا موقف منها بعد!
كتبت صحيفة “الديار”:
بقيت الجبهة الجنوبية على حالها رغم دعوة مجلس الامن الى وقف إطلاق نار فوري في غزة امس الاول.
وامس بلغت «الحماوة» مستويات مرتفعة، حيث تلاشى الهدوء الذي خيّم على الساحة الجنوبية طوال الاسبوع الماضي مفسحا المجال للغارات والقصف الصهيوني، ليس حدوديا فحسب انما في العمق اللبناني، مع استهداف البقاع مجددا وصولا الى رأس بعلبك والهرمل.
وبعد ظهر امس استهدفت غارة معادية وادي فعرا القريب من مدينة الهرمل. وافيد لاحقاً ان الغارة استهدفت مبنى في محلة «وردين» بين سهل بلدتي إيعات وبوداي، وأسفرت عن ارتقاء شهيدين وجرح مواطن.
جنوباً تعرضت بلدة الخيام – منطقة وادي العصافير وتلة حمامص لسقوط عدد من القذائف المدفعية، مصدرها مواقع معادية في فلسطين المحتلة.
وتعرضت منذ الحادية عشرة من صباح امس اطراف بلدة مارون الراس في قضاء بنت جبيل لاعتداءات بالقصف المدفعي ومصدره مرابض الجيش الاسرائيلي المنصوبة داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة. واستهدفت غارة إسرائيلية بلدة كفركلا.
رد حزب الله
في المقابل، اعلن حزب الله انه استهدف قبل الظهر «مبنيين في مستعمرة أفيفيم يستخدمهما جنود العدو بالأسلحة المناسبة وأصابهما إصابة مباشرة». واستهدف «تجمعا لجنود العدو الإسرائيلي في محيط ثكنة برانيت بالأسلحة الصاروخية وأصابه إصابة مباشرة». و «رداً على اعتداء العدو الصهيوني على بلدة الصويري واستكمالا للرد على الاعتداء على مدينة بعلبك، استهدف حزب الله عند الساعة 11:10 من قبل الظهر قاعدة ميرون الجوية بالصواريخ الموجهة وحقق فيها إصابات مباشرة». واستهدف «قوة مشاة إسرائيلية في محيط شتولا بالأسلحة الصاروخية وأصابها إصابة مباشرة وأوقع أفرادها بين قتيل وجريح». وأعلن حزب الله، في بيان، أنه استهدف عند الساعة 12:45 من فجر الثلاثاء مبنًى يستخدمه جنود الجيش الإسرائيلي في مستعمرة «شوميرا» بالأسلحة المناسبة. كذلك، استهدف «الحزب» في الوقت عينه، مبنًى يستخدمه جنود الجيش الإسرائيلي في مستعمرة «شلومي» بالأسلحة الصاروخية.
لا «هدنة» جنوباً
وفي السياق تكشف اوساط نيابية في «الثنائي الشيعي» لـ «الديار» ان لا انعكاسات للقرار الدولي على الجبهة الجنوبية في الوقت الحالي.
وتشير الى ان لا هدنة او وقف لإطلاق النار قبل الهدنة ووقف اطلاق النار في غزة.
وتلفت الى ان لبنان لم يتبلغ اي رسائل اميركية قبل القرار او بعده. كما تكشف ان لا عودة للموفد الاميركي آموس هوكشتاين الى لبنان قبل وقف العدوان في غزة.
مبادرة «الاعتدال»
سياسيا، واصل أعضاء كتلة «الاعتدال الوطني» جولتهم على مكونات المجلس النيابي لتكملة التواصل وتوضيح مبادرتهم الحوارية والرئاسية. وفي هذا الإطار، استقبل الرئيس ميقاتي وفدا من الكتلة ضم النواب: وليد البعريني، عبد العزيز الصمد، محمد سليمان، سجيع عطية، احمد خير وأحمد رستم.
كما التقت الكتلة النائبين وزير الصناعة جورج بوشكيان والعميد جان طالوزيان في مكتب بوشكيان في الوزارة.
وتكشف اوساط نيابية لـ «الديار» ان كتلة «الاعتدال» بدأت امس السلسلة الثانية من لقاءاتها والتي ستستكمل في الايام المقبلة. وهي تصب في إطار جوجلة الاجواء والاجوبة والتشاور قبل عرض المحصلة على رئيس مجلس النواب نبيه بري لبت مصير الدعوة الحوارية وآليتها وكيفية الدعوة اليها.
وتكشف الاوساط ايضاً ان كتلة الاعتدال لا تزال «تنتظر» اجوبة الكتل الثلاث على مبادرتها وهي : كتلة الوفاء للمقاومة وكتلة المردة وكتلة التوافق الوطني (تحالف كرامي ومراد والمشاريع).
الى ذلك، علقت مصادر سياسية مراقبة على جهود كتلة الاعتدال، بالقول ان « المبادرة لم تلق رواجاً سياسياً او حتى شعبياً عند المسيحيين كذلك لدى السنة، حيث لم يظهر تجاوب كبير من القيادات السياسية المسيحية والسنية فيما لا تزال تنتظر حتى الان جواب كتلتي الوفاء للمقاومة والمردة.
وثيقة بكركي
ورغم الضجة الاعلامية التي احاطت بمبادرة بكركي بإعداد «وثيقة وطنية» وعرفت اعلامياً بوثيقة بكركي، وذلك عبر جمع ممثلي الاحزاب المسيحية، تؤكد اوساط كنسية لـ «الديار» ان الوثيقة لا تزال قيد الدرس والإعداد وما سرب منها ليس دقيقاً، وهو يستقي اجواءً من اللقاءات وليس من متن الوثيقة وهي شاملة ووطنية وليست فئوية او طائفية.
في المقابل تكشف اوساط «الثنائي الشيعي» لـ «الديار»، اننا لم نتبلغ اي شيء رسمياً من بكركي، وعادة ما يلتقي موفد من البطريرك الماروني بشارة الراعي رئيس مجلس النواب نبيه بري كل اسبوعين في عين التينة، ولم يصل الى بري شيء، وبالتالي لا موقف منها ولا تعليق قبل اعلانها
اللواء: تأخير الهدنة يرجِّح ضرورات الحوار الرئاسي
ميقاتي يطالب «المعيبين على الحكومة» انتخاب الرئيس.. ورميش تقرع الأجراس
كتبت صحيفة “اللواء”:
انشغلت الاوساط السياسية والدبلوماسية في الساعات الـ48 الماضية، على تتبع مسار ردة الفعل الاسرائيلية على قرار مجلس الامن الرقم 2728، القاضي بوقف النار في شهر رمضان، وفتح الطريق امام تبادل الاسرى والمحتجزين وادخال المساعدات الى غزة وسكانها.
وفي الوقت الذي سارعت فيه حركة «حماس» الى الموافقة على القرار، الذي تسبب بأزمة ثقة بين الولايات المتحدة الاميركية واسرائيل على خلفية عدم استخدام واشنطن لحق النقض الفيتو بوجه القرار، فإن اسرائيل، ضربت لتاريخه عرض الحائط بالقرار الاممي وصعَّدت المواجهات في محاور القتال في غزة، امتداداً الى الجبهة اللبنانية، الامر الذي ادى بـ«حزب الله» للتصعيد، واستهداف قواعد عسكرية للاحتلال الاسرائيلي في الجولان السوري المحتل.
واستبعدت مصادر سياسية ان يؤدي توسع الغارات الجويّة الإسرائيلية الى عمق الداخل اللبناني واستهدافها مناطق بعيدة عن خط المواجهة المحتدمة بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي على طول الحدود اللبنانية الجنوبية، الى حرب مفتوحة بين الطرفين، بالرغم من تركيزها على نقاط، ومراكز تعتبر العمق للحزب وقالت: ان اعتماد الحزب على الرد على المناطق والنقاط العسكرية المواجهة لمناطق الاشتباكات التقليدية، يؤكد ان المواجهة ماتزال ضمن ما اطلق على تسميته قواعد الاشتباك القائمة بين الطرفين منذ عملية طوفان الأقصى، وابلغ اطرافا سياسيين مستفسرين، بانه ليس في وارد الرد هلى مناطق وقواعد للعدو بالعمق نفسه في الوقت الحاضر، لنزع اي ذريعة يلجأ إليها العدو لاستهداف لبنان. وكشفت المصادر أن لبنان يجري اتصالات مستمرة مع الدول الصديقة والشقيقة الفاعلة، لتفادي قيام إسرائيل بتوسعة عدوانها باتجاه لبنان، واشارت إلى حرص دولي شبه كامل لمنع توسع رقعة الاشتباكات الدائرة بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي باتجاه الداخل اللبناني، لكنها عبرت عن قلقها من تنفيذ إسرائيل تهديداتها المتواصلة، في حال لم تتوصل الديبلوماسية الاميركية وسواها من التوصل إلى تفاهم او صفقة محتملة بين الطرفين على الحدود الجنوبية اللبنانية، في غضون وقت قريب نسبيا، يمهد لاعادة الاوضاع إلى ما كانت عليه قبل السابع من شهر تشرين الاول الماضي، ويمكِّن سكان المستوطنات الإسرائيليين من العودة الى منازلهم التي هجروا منها، مقابل انهاء كل المظاهر المسلحة والمستحدثة لحزب الله على الحدود، ومن خلالها يتم البحث بالمشاكل على طول الحدود اللبنانية الجنوبية مع إسرائيل.
واضافت المصادر ان تواصل المسؤولين اللبنانيين مع المستشار الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين في خصوص المستجدات الاخيرة، لم يحصل مباشرة، ولا بواسطة فريق عمله في لبنان، وكشفت ان لبنان مايزال ينتظر نتائج اللقاء الذي عقده المستشار الرئاسي الاميركي مع وزير الدفاع الإسرائيلي غالانت الذي زار واشنطن مؤخرا، للإطلاع منه على ما تم التوصل اليه بخصوص وضع الحدود اللبنانية الجنوبية.
وتتخوف مصادر قريبة من حزب الله من ان تطول حرب الاسناد في الجنوب الى نهاية السنة الحالية، مع عدم ضمان عدم توسعها الى حرب شاملة، فالامور مفتوحة على مصراعيها، والعدو لن يقبل بالهدنة التي فرضها مجلس الامن الدولي، لئلا يعتبر القبول بها انتصار لحماس.
وافادت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أنه مع انتهاء الشهر الحالي، تبقى صورة التطورات الجنوبية على حالها من التصعيد، لا بل ما من شيء يوحي بأن الواقع الميداني مقبل على وضع مستقر نوعا ما، في حين ان المشهد الرئاسي عاد إلى نقطة الصفر حتى وإن سجلت جولات لبعض المعنيين، فهي لا تخرق هذا المشهد، مشيرة إلى أن تأجيل الإستحقاقات إلى ما بعد الأعياد لا يعني أن هناك إمكانية لإحداث تغيير في المعطيات الرئاسية على صعيد توجهات فريقي المعارضة والممانعة والموقف من التشاور أو الحوار.
إلى ذلك، قالت المصادر أن ما جرى في منطقة رميش يستدعي ردود فعل من المعارضة كما من فريق التيار الوطني الحر ورفض جعل أي بلدة لبنانية عرضة للمزيد من المخاطر وتحويلها إلى منصة صواريخ.
وفي مجال وثيقة بكركي فإن المصادر لفتت إلى أن إمكانية صدورها بنقاط وطنية تأخذ في الاعتبار كل ما بتصل على صعيد الواقع المسيحي والاستحقاقات المعلقة فضلا عن مسألة السيادة وقرار نأي لبنان عن أي حرب وتطبيق القرارات الدولية.
عند هذه الصورة، ما تزال القوى السياسية والكتل النيابية تتحرك باتجاه ايجاد حل للعقدة الرئيسية التي تؤزم الوضع اللبناني، عبر انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
وحسب قيادي بارز في «الثنائي الشيعي» فإنه قبل الحوار لا يمكن انتخاب رئيس للجمهورية وقبل الحوار لا يمكن ان تمر اية مبادرات لا خماسية ولا داخلية، داعياً الى «أن نتحاور ونتفق على رئيس».
وشرح القيادي طرحه كالتالي: ان الثنائي الوطني ابلغ كل القوى والموفدين الدوليين فوق الطاولة وتحتها تمسكه برئيس تيار المردة سليمان فرنجية وما زال حتى اللحظة متمسكا به، ولكن لنفترض ان كل القوى وافقت على الحوار وكل ادلى بدلوه وسمى مرشحه ووصلنا الى اقتناع باستحالة فوز اي من المرشحين المطروحين، حينها كنتيجة طبيعية للحوار يمكن بل من المؤكد ان يذهب جميع الافرقاء الى البحث بخيار المرشح الثالث.
ورد الرئيس نجيب ميقاتي في كلمة على افطار غروب امس، على ما وصفه مواقف وحملات تتعرض لها الحكومة، معلناً انه لن يستسلم الى اليأس. وقال: سنظل نؤكد في الممارسة اننا ماضون تحمل المسؤولية كاملة لما فيها خير لبنان وشعبه، رافضاً الانجرار الى المهارات.
ولفت الى ان من «يُعيب على الحكومة بأنها ماضية في عملها ان يبادر الى القيام بواجباته في انتخاب رئيس جديد للجمهورية لاكمال عقد المؤسسات.
وتابع اعضاء كتلة الاعتدال الوطني جولتهم على الكتل النيابية، فالتقوا النائبين الارمنيين جورج بوشكيان (وزير الصناعة) والعميد جان طالوزيان في الوزارة.
وكشف النائب سجعان عطية ان مضمون المبادرة موضع اجماع كبير، بلغ المائة نائب، مشيراً الى شكليات يمكن تذليلها، متوقعاً استئناف نشاط اللجنة الخماسية لتحديد موعد لجلسة انتخاب الرئيس.
واعتبر النائب جبران باسيل امام وفد من نقابة المحررين ان الوثيقة التي تحضر في بكركي هامة، لكن غير كافية إن لم تكن مرفقة بـ«خطة مواجهة» لما اسماه عملية الاقصاء، التي وضعت المسيحيين امام خيار من اثنين: «إما ان نسلم بانتخاب الرئيس الذي يريدونه أو يبقى البلد دون رئيس ويحكمون من دوننا».
وفي ما خص حزب الله: «قال لا نربط هذا الامر بالعلاقة مع حزب الله، والعلاقة لم تعد كما كانت، اما يوم تعتدي اسرائيل علينا فسنكون الى جانب حزب الله، ويوم يعتدى علينا بالداخل سنواجه»، موضحاً «ان اكبر ازمة وجودية هي قضية الشراكة والعيش معاً».
نقابياً، دعا المجلس التنفيذي لنقابة اوجيرو، بعد اجتماعه امس، الى الاضراب التحذيري اليوم، وفي 3 و4 نيسان من الاسبوع المقبل، مع عدم الحضور الى العمل، محدداً مهلة 15 نيسان موعد الحد الاقصى للتجاوب مع مطالب العاملين في اوجيرو.
الامن الاستباقي
وعشية الاعياد في الفصح الغربي الى الفصح الشرقي، فعيد الفطر السعيد، شددت القوى الامنية على ضرورة العمل لمنع اي عمل تخريبي.
وأكّد وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي أن لا مؤشرات الى أيّ حدث أمنيّ ولكن يجب أن يكون الأمن استباقيًّا، مطالبًا الأجهزة الأمنية بأن تساعد وبأن تكون على الأرض لضمان أمن المواطنين خلال الأعياد. وقال مولوي بعد اجتماع مجلس الأمن المركزي «بحثنا في التدابير المتّخذة لمناسبة الأعياد واطلعنا على التدابير التي بدأت القوى الأمنيّة بتطبيقها». وشدّد على ضرورة مواكبة العمل على الأرض بعمل استخباراتي لتلافي أي حدث. وأضاف مولوي: «بحثنا في موضوع التشويش على المطار وكلّفنا جهاز أمن المطار بأن يضع التقرير اللازم عن الواقع والحلول ونحن نهتمّ بسلامة الطيران المدني».
صواريخ
ميدانياً، طاولت صواريخ حزب الله ثكنة «يردن» في الجولان السوري المحتل، كرد على العملية الاسرائيلية باتجاه الهرمل، اذ قصفها حزب الله بـ50 صاروخاً مرة واحدة.
كما اعلنت المقاومة الاسلامية عن استهداف قوة عسكرية لجنود العدو الاسرائيلي في محيط ثكنة زبدين في مزارع شبعا.
كما استهدفت المقاومة الاسلامية قوة مشاة اسرائيلية في حرش حاييت بالقذائف الصاروخية.
وعصر امس، شنت الطائرات المعادية غارة على منطقة فارغة في البقاع الشمالي، واخرى على خراج قرية بوداي وسهل البقاع.
كما شن الطيران الحربي الاسرائيلي غارة جوية بالصواريخ على بلدة كفركلا.
وفي حادثة نادراً ما تتكرر وقع اشكال بين مجموعة من حزب الله كانت تعمل لنصب منصة صواريخ في خراج بلدة رميش واخرى من ابناء البلدة.
وطالبت كتلة تجدُّد الحكومة بنشر الجيش في الجنوب، والمطالبة بتنفيذ القرار 1701.
ونقل عن بعض اهالي رميش: لا نريد تحويل قريتنا الى منصة صواريخ بعد ان قرعت اجراس الكنائس، عندما اشتبه احد ابناء البلدة بمحاولة لاطلاق صواريخ من وراء الثانوية.
الأنباء: حرب الإبادة الإسرائيلية مستمرة على غزة… ولبنان على فالق التحوّلات
كتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية:
يتصدّر التباين الحاصل في المصالح بين الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل واجهة المشهد، لكونه عاملا إضافياً يؤدي الى ان يدفع الفلسطينيون الثمن، وأن تستمر حرب الإبادة الإسرائيلية ضد غزة حيث باتت مآسي المجاعة أبشع كل يوم.
الأزمة في التصريحات المتبادلة بين تل أبيب وواشنطن، كانت انفجرت الإثنين الماضي مع امتناع الولايات المتحدة عن التصويت على قرار وقف إطلاق النار في مجلس الأمن بدل استخدام حق النقض “الفيتو” لتطييره كما جرت العادة، ثم الغضب الإسرائيلي الذي استتبعه، وتفاقم الأمر مع ربط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بين فشل مساعي الهدنة والموقف الأميركي المذكور في مجلس الأمن، الأمر الذي أغضب دوائر البيت الأبيض. الا ان كل ذلك لم يغير في واقع الفلسطينيين شيئاً، فهم يواجهون كل يوم جرائم إسرائيل التي لم تتوقف، لا بقرار أممي، ولا بعدم رضى أميركي لا يقدم ولا يؤخر.
مصادر متابعة للشأن تُشير إلى أن “الأزمة بين اميركا وإسرائيل بدأت بالظهور منذ عارضت الولايات المتحدة عملية رفح البرّية، وباتت تتخذ مواقف تميل خلالها إلى المدنيين في غزّة، كالتشديد على وجوب وصول المساعدات والضغط على إسرائيل من أجل ذلك، في حين أن إسرائيل تُريد دعماً مفتوحاً وغير مشروط لعملياتها في كامل قطاع غزّة”.
لكن رغم ذلك، تلفت المصادر في حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، إلى أن “لا بديل لإسرائيل عن الولايات المتحدة، أكان لجهة السياسة أو العسكر، مع استمرار الدعم العسكري، والعكس صحيح. وفي الوقت نفسه، فإن الإدارة الأميركية باتت في شوطها الأخير، واستطلاعات الرأي لا تخدمها، وبالتالي فإن إسرائيل قد لا تسعى لإرضائها”.
وبحسب المصادر، فإن “الخلاف الموجود اليوم قد يُريح الإدارة الأميركية الحالية ورئيسها جو بايدن، ويفتح لهم المجال أكثر لاتخاذ مواقف وقرارات قد تُعيد لهم ما خسروه شعبياً انطلاقاً من حسابات انتخابية، إلّا أن هذه المساحة تبقى محدودة لأن قاعدة الدعم المطلق لإسرائيل تبقى سائدة أميركيا، وبالتالي فإن بايدن سيلعب على الحبلين في إطار معركته الانتخابية”.
محلياً، لا يزال لبنان على فالق التحولات، فالجبهة بين “حزب الله” وجيش الاحتلال الإسرائيلي شهدت تصعيداً لافتاً أمس، مع استهداف إسرائيل العمق اللبناني من جديد في منطقتي بعلبك والهرمل على دفعتين، واستهداف مواقع أخرى لـ”حزب الله” في الجنوب، فيما رد الحزب بنحو 50 صاروخ كاتيوشا على ثكنة يردن في الجولان.
وفي غزّة، فإن محادثات الهدنة يبدو أنها وصلت من جديد إلى أفق مسدود، لأن معلومات أفادت بأن المفاوضين الإسرائيليين غادروا الدوحة، وقد اتهمت إسرائيل على لسان مسؤولين رفضوا الكشف عن هوياتهم “حماس” ورئيسها في غزّة يحيى السنوار بإفشال الهُدنة لإشعال المزيد من التوتر خلال شهر رمضان.
إلى ذلك، فإن أرقاماً خطيرة ذكرتها “حماس” يوم أمس، تحدّثت عن استشهاد 18 فلسطينياً إما غرقاً أو بسبب التدافع، وذلك للحصول على مساعدات غذائية ترميها الطائرات جواً، ما يشي بخطورة الوضع واقتراب شبح المجاعة أكثر من القطاع، وهذا ما حذّرت منه الأمم المتحدة أمس.
إذاً المنطقة على فالق كبير، خصوصا وأن إسرائيل لن تلتزم بقرار مجلس الأمن بل الأرجح ستُصعّد رداً عليه، ولها ماضٍ طويل في انتهاك القرارات الدولية.
الشرق الأوسط: إسرائيل «تتعمق» بقصف جرود الهرمل اللبنانية القريبة من سوريا
استهدفت شاحنة صغيرة… والحزب يرد بقصف الجولان
كتبت صحيفة “الشرق الأوسط”:
سجّل الجيش الإسرائيلي عمقاً جديداً لقائمة أهدافه في الداخل اللبناني، حيث نفّذ غارة جوية في منطقة الهرمل في شمال شرقي لبنان، للمرة الأولى، واستهدفت شاحنة صغيرة في منطقة جردية، وذلك في تصعيد جديد بالمدى الجغرافي، جاء بعد ساعات على إطلاق «حزب الله» صواريخ باتجاه خمسة مواقع عسكرية إسرائيلية على الحدود مع لبنان.
وقالت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» إن مسيّرة إسرائيلية استهدفت بعد ظهر الثلاثاء، هدفاً متحركاً في منطقة وادي النيرة في شمال شرقي لبنان، موضحة أن الهدف عبارة عن «شاحنة صغيرة احترقت نتيجة الغارة».
وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية بأن «غارة إسرائيلية استهدفت وادي فعرا القريب من مدينة الهرمل»، كما تحدثت عن سماع دوي الانفجارات في محيط مدينة الهرمل، ولوحظت سحب من الدخان.
وأكّد مصدر أمني لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» حدوث غارات على منطقة مفتوحة وغير مأهولة تنتشر فيها مواقع تابعة لـ«حزب الله»، على بعد نحو 30 كيلومتراً من الحدود مع سوريا. وأشار إلى أن الجيش اللبناني و«حزب الله» فرضا طوقاً أمنياً على المنطقة.
وتُعدّ هذه الغارات أول ضربات تستهدف منطقة الهرمل في سهل البقاع وأكثرها عمقاً في الأراضي اللبنانية منذ بدء تبادل القصف بين «حزب الله» والدولة العبرية منذ نحو ستة أشهر. ويقع وادي فعرا في جرود الهرمل المتصلة شرقاً بالمنطقة الحدودية مع سوريا، وتبعد مسافة 130 كيلومتراً بالحد الأدنى عن الحدود اللبنانية الجنوبية مع إسرائيل، كما تبعد نحو 20 كيلومتراً عن الحدود السورية.
الحدود مع سوريا
ومع أن هذه المنطقة تتعرّض لغارات جوية للمرة الأولى، فإن المنطقة القريبة منها في الداخل السوري، تتعرض بشكل متقطّع لضربات إسرائيلية، وكان آخرها في الشهر الماضي حين نفذ سلاح الجو الإسرائيلي ضربة استهدفت شاحنة مدنية في الداخل السوري بالمنطقة الحدودية مع لبنان، وأسفرت عن مقتل عنصرين من «حزب الله».
ولم يعلن الجيش الإسرائيلي، حتى مساء الثلاثاء، عن الضربة، خلافاً لعادته عند استهداف مدينة بعلبك، حيث كان يعلن خلال أقل من ساعة، ويقول إن الغارات رد على قصف «حزب الله» بالمسيّرات لمناطق في الجليل أو في الجولان.
وتقول تل أبيب إنها تنفذ ضربات في سوريا للحيلولة دون وصول أسلحة إيرانية إلى «حزب الله»، وكررت مراراً تأكيدها بأنها لن تتوقف عن متابعة هذا الجهد، لمنع وصول أسلحة متطورة إلى الحزب.
وجدد «حزب الله» قصف هضبة الجولان السوري المحتل، بعد أسبوعين على قصف سابق دفع إسرائيل لتنفيذ ضربات في بعلبك رداً على ذلك القصف. وقال الحزب، في بيان مساء الثلاثاء: «رداً على اعتداء العدو الصهيوني الذي طال البقاع استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية من بعد ظهر الثلاثاء ثكنة يردن في الجولان السوري المحتل (مقر القيادة الرئيسي في زمن الحرب) بأكثر من 50 صاروخ كاتيوشا».
عمليات الجنوب
وتصاعدت وتيرة المعارك منذ يوم السبت الماضي، وأعلن «حزب الله» الثلاثاء عن ثماني عمليات عسكرية نفذها ضد مواقع إسرائيلية، من بينها قصف قاعدة ميرون الجوية بالصواريخ الموجهة، وذلك «رداً على اعتداء العدو على بلدة الصويري، واستكمالاً للرد على الاعتداء على مدينة بعلبك»، كما قال في بيانه.
وأكد الجيش الإسرائيلي الاستهداف، وقال الناطق باسمه أفيخاي أدرعي إنه «رصد إطلاق عدة قذائف من لبنان نحو منطقة وحدة المراقبة الجوية في ميرون، حيث لم تقع إصابات أو أضرار بقدرات الوحدة».
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان أصدره مساء الثلاثاء، إنه «ردّاً على إطلاق الصواريخ على ميرون، هاجم الجيش الإسرائيلي مجمّعاً عسكريّاً تستخدمه الوحدة الجوية لمنظمة (حزب الله) الإرهابية في عُمق لبنان، الذي يضمّ مهبط طائرات والعديد من المباني العسكرية للمنظمة». وأضاف أنه «خلال اليوم، هوجمت أهداف إرهابية إضافية للمنظمة في جنوب لبنان».
وأعلن الحزب عن استهداف قوة مشاة إسرائيلية في محيط شتولا بالأسلحة الصاروخية، كما أشار إلى استهداف مبنيين في مستعمرة أفيفيم يستخدمهما جنود إسرائيليون، كما أعلن عن تنفيذ استهدافين متتاليين لجنود إسرائيليين في محيط ثكنة برانيت، فضلاً عن قوة مشاة إسرائيلية في حرش حانيتا. وتناقل الإعلام الإسرائيلي مقاطع فيديو تظهر النيران تندلع في مصنع في أفيفيم.
وأشار أدرعي إلى «رصد إطلاق ثلاث قذائف من لبنان نحو منطقة أفيفيم دون وقوع إصابات، حيث اندلع حريق نتيجة سقوط القذائف أسفر عن أضرار مادية»، ولفت إلى أن مجموعات الإطفاء عملت في المكان، بينما تكفل الجيش بمهاجمة مصادر النيران داخل لبنان.
الغارات الأعنف في أسبوعين
وسجل الثلاثاء أعنف أيام القصف الجوي منذ أسبوعين، فقد نفذ الطيران الحربي الإسرائيلي غارات استهدفت أطراف حديقة مارون الراس، وأتبع ذلك قصف مدفعي وفوسفوري ودخاني معادٍ طاول أطراف بلدتي مارون الراس وعيترون.
كما نفذ الطيران الحربي الإسرائيلي غارات في عيتا الشعب وطيرحرفا وكفركلا، مما أدى إلى تدمير منازل مؤلفة من عدة طبقات، كما أدى إلى مسح مربعات سكنية كما حصل في طيرحرفا.
Back to top button