*أبرز ما تناولته الصحف اليوم*
*كتبت النهار*
تتواصل المواجهات العسكرية على الحدود الجنوبية للشهر السادس مع استمرار التهديدات الاسرائيلية بتوسيع الحرب، فيما تترسخ معادلات على طول الجبهة مع إدخال البقاع في دائرة الاستهداف. فماذا عن تلك المعادلات بعد توسع دائرة الاعتداءات؟
تتجه الانظار الى المواقف التي سيعلنها الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله في يوم الجمعة الاخير من شهر رمضان وذلك في الاحتفال المرتقب بـ”يوم القدس العالمي”، ولا سيما ان المناسبة هذا العام مختلفة بشكل جذري عن الاعوام الفائتة لا بل منذ العام 1989.
وثمة من يسأل: ماذا لدى الحزب من ردود بعد استهداف البقاع وعدم وجود حواجز أمام المجازر الاسرائيلية المتكررة؟
لم يكن الجيش الاسرائيلي يستهدف مناطق في العمق اللبناني خارج الجنوب باستثناء عملية اغتيال القيادي في حركة “حماس” صالح العاروري ورفاقه في الضاحية الجنوبية لبيروت في 2 كانون الثاني الماضي. لكن الامور بدأت تتبدل مع تنفيذ الطائرات الاسرائيلية اول غارة على بعلبك في 26 شباط .
هذا العدوان شكّل منعطفاً في المواجهة المستمرة على الحدود منذ 8 تشرين الاول الفائت، وحتّم على الحزب الرد بما يتناسب مع حجم الاستهداف لجهة العمق وبُعد المكان المستهدف عن الحدود ورمزيته، فضلاً عن سقوط عناصر من الحزب.
الرد لم يتأخر وكان على قاعدة ميرون الإسرائيلية للمراقبة الجوية في جبل الجرمق في الجليل الأعلى بصلية صاروخية، ومن ثم اعاد الحزب الكرّة في اليوم نفسه واستهدف اجهزة التجسس في ميرون، علماً انها اهم قاعدة جوية في الجليل وتبعد نحو 15 كيلومتراً عن الحدود اللبنانية.
وللجم العدو بعد استهداف بعلبك، قصف الحزب بعشرات صواريخ الكاتيوشا مقر قيادة الفرقة 146 في جعتون قرب مستوطنة نهاريا ردا على استهداف ما سمّته تل ابيب مبنى تابعاً لـ”حزب الله” في ضواحي مدينة بعلبك.
لكن ذلك لم يوقف استهداف البقاع على رغم اسقاط طائرة مسيّرة من نوع “هرمز”. وفي 11 آذار الجاري أغارت المقاتلات الإسرائيلية على منطقة بعلبك، فردّت “المقاومة” باستهداف مناطق في الجولان السوري مستخدمة عشرات الصواريخ. لكن المفارقة ان تل ابيب اعادت في غضون اقل من 14 ساعة استهداف بعلبك، والمضحك ان الجيش الاسرائيلي قال في بيان ان هذا الاستهداف جاء رداً على استهداف الجولان المحتل، فيما كانت “المقاومة” اعلنت ان قصف الجولان جاء رداً على استهداف بعلبك.
عند هذا الحد رُسمت المعادلة وتكرست قبل ايام من خلال استهداف مواقع عسكرية في الجولان رداً على استهداف البقاع، ومن تلك المواقع “يوأف”، وثكنة “كيلع” حيث مقر قيادة الدفاع الجوي والصاروخي، فضلاً عن انها تضم مركز تدريب لأكثر من لواء اسرائيلي، والاستهداف كان بنحو 60 صاروخاً من نوع كاتيوشا.
اما المعادلة الثانية التي باتت ثابتة فتكمن في استهداف مستوطنة كريات شمونة بعشرات الصواريخ رداً على أي مجزرة يرتكبها الجيش الاسرائيلي. وامس كان استهداف المستوطنة بعشرات الصواريخ فقتل وجرح عدد من المستوطنين، وذلك في رد على مجزرة الهبارية التي اودت بحياة 7 مسعفين من “جمعية الاسعاف اللبنانية”، وبات استهداف كريات شمونة يحصل تلقائيا ردا على كل مجزرة في الجنوب، وهو ما تكرر بعد مجازر عيناثا، والصوانة، والنبطية، وخربة سلم، وكفرا، واخيراً الهبارية.
وفي السياق يؤكد العميد الركن المتقاعد هشام جابر ان “العدو يوسع اعتداءاته ولا سيما بعد استهداف البقاع سواء في بعلبك او الصويري او الهرمل”.
اما عن رد المقاومة الذي لا يزال ضمن معادلات تجاوزتها الاعتداءات وارتفاع عدد المجازر، فيوضح مدير مركز الشرق الاوسط للدراسات ان “الحرب قد تكون قريبة، لكن المقاومة لا تريد توسيعها وذلك من خلال الالتزام باستهداف اماكن محددة وتسعى لاستنزاف العدو”.
ويكشف جابر ان “المقاومة في وارد توسيع الاستهداف من خلال قصف مراكز الطاقة في الجولان من دون الوصول الى حرب واسعة، وان الاستهداف سيبقى فقط في القطاع الشرقي ولن يوسع في القطاع الغربي لانه لا يمكن استهداف حيفا التي تبعد نحو 30 كيلومتراً عن الحدود، وان ذلك الاستهداف يعني الدخول في حرب لا المقاومة تريدها ولا ايران ولا لبنان”.
إذاً لا توسيع للحرب حتى تاريخه، والمقاومة حريصة على الاستهداف النوعي باستخدام اسلحة جديدة ولكن ضمن المديات الجغرافية الراهنة.
وفي الخلاصة، لا تزال المسألة ضمن الضوابط ما لم تقدم تل ابيب على مغامرة باستهداف كبير وموجع لا يستطيع “حزب الله” تحمّله، وعندها تكون الحرب المفتوحة التي كثر الحديث عنها…
Back to top button